من مقالات الدكتور خالد محمد المدني
استمتع بالموجود..
كثيرون
يفتقدون لمهارات الحياة الطيبة التي بإتقانها تجعل من الأيام سعادة ومن اللحظات
متعة وسأتحدث في هذه التدوينة عن إحدى أهم هذه المهارات على أن يتلوها بمشيئة الله
مهارات أُخرى
بالأمس
زارني صديق كان يتحدث عن صعوبات الحياة عن همومه وغمومه التي تختلج في داخله فالالتزامات
المادية كبيرة ومرهقة، ومصاريف الأولاد والبنات تُثقل كاهله كان يتحدث عن المفقود
عن الذي يريده ولا يجده
.
قلت
له: ماذا عن الموجود؟
فاجأه
سؤالي !! صمت لبرهة ثم قال: ماذا تقصد بالموجود؟ ، قلت : أقصد ماتملكه الآن، قال:
كثير، قلت حدثني قليلاً عن هذا الكثير ، فقال : زوجتي وأبنائي في صحة وعافية، لديّ
مسكنٌ والحمدلله، لديّ عملٌ وراتبٌ جيّد، متمتّعٌ بحياة والدتي أبرّها، قلتُ له:
وأنت ماذا عنك؟ قال: أنا قلت نعم أنت، قال: مابي، قلتُ: ألست بصحة وعافية لديك
حواسٌ خمس تُبصر وتسمع وتشتمّ وتتذوّق وتلمس وعقلٌ به تفكر فتخطط وتدبر وجسدٌ به
تنفذ؟ قال : بلى، قلت له: أليست هذه نعمٌ تستحق
منك الشكر أولًا، والاستمتاع بها ثانياً، ياصديقي إحدى أهم أدواتنا للاستمتاع
بلحظاتنا التزكيز على الموجود واستثماره وهذا لايعني طبعاً عدم التخطيط لإيجاد
المفقود بل هو من سمات الواعين أن يطمحوا ولا يقنعوا، الانفعالات لن تُحسّن وضعك،
الأفعال هي من تُحسّن واقعك، فافعل ولا تنفعل، خطط ونفّذ ولسوف تحصل على ماتريد إن
كان ماتريده واقعيًا فالله أوجد في محيطنا كلّ مايُشبع حاجاتنا.