الأحد، 23 أكتوبر 2016

صناعة الأسرة (3) / الدكتور خالد بن محمد المدني


من مقالات الدكتور خالد محمد المدني 

  

كيف تبني أسرة إيجابية وسعيدة؟ (3)

في هذه التدوينة والتدوينات سأتحدث بإذن الله  حول العلاقات الأسرية وسأعتمد على منهج الرائدة في العلاج الأسري فرجينيا ساتير التي بذلت جهوداً كبيرة في التأصيل والبحث لتطوير وعلاج المشكلات التي تعاني منها الأسر..
تخبرنا فرجينيا ساتير كمعالجة نفسية كيف تعلمت ضبط تلك المشاعر داخل نفسها والتي تحدثنا عنها في التدوينة السابقة وتعلمت كيف تتعرف على تلك العلامات لدى الآخرين تقول فرجينيا ساتير :"يخبرونني أمورا مهمة عن حقيقة تلك الأمور، أتمنى أن يساعدك هذا الكتاب لكي تتعلم التعرف على دلالات هذه الأعراض داخلك، وأولى خطوات التغيير أن تتعرف ماذا يحدث داخل نفسك.
في الأسر المضطربة أجساد الأفراد ووجوههم تخبرك الكثير عن معاناتهم، الأجساد تكون إما متيبسة أو مشدودة أو محدبة، الوجوه تبدو كئيبة ومتجهمة وحزينة أو ذات نظرات فارغة كالقناع، العينان تنظران للأسفل أو تنظران خلال الناس وليس تجاههم، الأذنان بعيدة عن الاستماع، الصوت يسمع متألماً أو حاداً أو بالكاد يسمع، هناك القليل من الأدلة التي تدلك على وجود علاقة جيدة بين أفراد تلك العائلات، والقليل من المرح بينهم، ومن الواضح أن تواجد أفراد الأسرة مع بعضهم البعض هو تأدية واجب لا أكثر، الأفراد هنا وكأنهم يتحملون بعضهم بعضاً، وأجد أحد أفراد الأسرة المضطربة يحاول أن يستجمع قواه ليقول شيئاً مفيداً لكن الكلمات تخونه أو تثقل لكي تخرج.
الفكاهة بينهم غالباً ما تكون لاذعة أو قاسية أو ساخرة، البالغون في تلك الأسر مشغولون جداً بالأوامر تجاه أبنائهم ما ينبغي أن يفعلوه وما ينبغي أن لا يفعلوه ولا يجدون الفرصة أن يستمتعوا بعلاقاتهم أو أنفسهم، ويشعرون بالغرابة إذا ما صادفوا لحظات من المتعة والمرح.
رؤية هذا العدد الكبير من الأسر وقد اجتمعت عليهم الكثير من المشكلات الصعبة فإني أتساءل كيف استطاعوا أن يبقوا مع بعضهم البعض متماسكين، وجدت في بعض أفراد هذه الأسر أنهم يتجنبون بعضهم البعض بل إن البعض منهم ينخرط في نشاطات خارجية مختلفة مبتعدين أكثر وأكثر للتواصل مع بعضهم البعض لدرجة أنه بمنتهى السهولة تجدهم لا يرون بعضهم البعض لأيام رغم أنهم يعيشون في بيت واحد.
إنها خبرة حزينة بالنسبة لي عندما أرى هذا النوع من العائلات، أرى أنواعاً من اليأس والعجز والعزلة، وأرى الصامدون منهم يحاولون التستر على المشكلة ودفنها، هذا النوع من التستر الذي يقتل صاحبه وهو حي، البعض لا يزال يتمسك ببصيص من الأمل والبعض الآخر لا يزال يئن تحت وطأة الألم ويتذمر ما بقي له من قليل قوة تجاه الطرف الآخر الذي لا يأبه غالباً، هؤلاء يستمرون هكذا سنة بعد سنة ملحقين الضرر بمن حولهم بما يحملونه من بؤس وإحباط مستمرين.
لا يمكن أن أستمر في محاولة علاج تلك الأسر ما لم يكن لدي الأمل أنهم يتغيروا وغالبيتهم يتغيرون بالفعل، الأسرة هي الملاذ الآمن الذي لو فشل المرء في أي مكان حوله فإنه يجد في أسرته الحب والمساندة والعطف والتسامح فتتجدد طاقته وينتعش، ليتكيف مرة أخرى مع العالم الخارجي من جديد، ولكن للملايين من الأسر يبقى ذلك حلماً يصعب مناله.
إن المنشآت المدنية والصناعية في مجتمعنا مصممة على تكون عملية وفعالة واقتصادية ومربحة لكن نادراً ما تكون مصممة لحماية وخدمة البشر، تقريباً الجميع يمر بتجارب صعبة مثل الفقر والتمييز العنصري والضغوط المختلفة أو أية مصاعب في الحياة من قبل مؤسساتنا الاجتماعية اللاإنسانية، بل حتى الأسر المضطربة التي تعاني من ظروف لا إنسانية في بيوتها تجد هذه الممارسات اللاإنسانية من قبل تلك المؤسسات أكثر من أن تحتمل. لا أحد يتعمد ويختار أن يعيش في أسر بائسة ولكنهم لم يجدوا خياراً آخر.
      توقف عن القراءة لدقائق وفكر في أسر حولك تعرفها ينطبق عليها وصف (الأسر المضطربة). هل الأسرة التي نشأت بها تحمل بعضاً من هذه الصفات؟ هل عاشت أسرتك وقتا ما كانت فيه باردة، عقيمة، وكأن على رؤوسهم الطير، مليئة بالأسرار، محيرة؟ ما هي مواصفات الأسرة التي تعيش فيها الآن؟ هل تستطيع استشفاف أية علامات اضطراب لم تكن موجودة من قبل؟.
فرجينيا ساتير بتصرّف ـ تعديل وإضافة د.خالد بن محمد المدني
حاصل على دبلوما العلاج الأسري من هيئة المعادلات الدولية ـ الإنتل باس
يتبع..
د.خالد محمد المدني
خبير القيادة من المركز الأمريكي للشهادات المهنيّة
رئيس مجلس إدارة منظّمة أكسفورد للتدريب القيادي OLTO.
دكتوراه الإدارة من جامعة السودان الحكوميّة للعلوم والتكنولوجيا
للتواصل مع الدكتور خالد المدني

الأحد، 16 أكتوبر 2016

صناعة الأسرة (2) / الدكتور خالد بن محمد المدني


من مقالات الدكتور خالد محمد المدني 

  

كيف تبني أسرة إيجابية وسعيدة؟ (2)


في هذه التدوينة والتدوينات اللاحقة سأتحدث بإذن الله في سلسلة علمية منهجية حول العلاقات الأسرية وسأعتمد على منهج الرائدة في العلاج الأسري فرجينيا ساتير التي بذلت جهوداً كبيرة في التأصيل والبحث لتطوير وعلاج المشكلات التي تعاني منها الأسر.
العلاقات هي الروابط التي تضم أفراد الأسرة بعضها مع بعض وعندما تنظر بعين فاحصة لأجزاء من هذه العلاقات البينية بين أفراد الأسرة يتضح لك شيئاً فشيئاً النظام الذي تعيشه أنت في علاقاتك مع أفراد أسرتك وبإمكانك بعد الفهم أن تخلق نوعاً جديداً من العلاقات كروح الفريق الذي يحكمه الكثير من السعادة والمتعة، تقول فرجينيا ساتير: "لقد اطلعت على معاناة الكثير من الأسر، كل أسرة حركت مشاعري بعمق، من خلال هذا الكتاب أتمنى أن أخفف من آلام الأسر التي لم أتمكن من الوصول إليها شخصياً، وكذلك أتمنى من منع الأسر المتألمة التي ستتكون مستقبلاً من خلال مساعدة أطفال الأسر الآن، بالطبع بعض الآلام الإنسانية لا يمكن تجنبها. هناك نوعين من أنواع الآلام: الأول هو الألم الناتج من التعرف على المشكلة، والثاني هو الألم الناتج من اللوم.
الأول لا يمكن تجنبه أما الثاني فبالإمكان تجنبه. نستطيع أن نوجه جهودنا لتغيير ما يمكن تغييره وأن نوجد طرقاً مبتكرة ووسائل جديدة لكي نتعايش مع ما لا يمكن تغييره"،
1-      هل تشعر بالرضا التام وأنت تعيش بين عائلتك الآن؟
 هذا السؤال يبدو أنه لم يخطر على بال أكثر العائلات أن يسألوه حتى طرحته لهم عندما عملت معهم، العيش معاً كعائلة هو أمر بديهي بالنسبة لهم، وإذا لم تكن هناك مشكلات داخل الأسرة الواحدة فالكل هنا يظن أن الكل سعيد، وربما لم يجرأ أحد من أفراد العائلة على طرح مثل هذا السؤال ربما شعروا أنهم متورطون بالعيش معاً سواء للأفضل أو الأسوأ وربما عرفوا أنه لا سبيل لتغيير ذلك.
2-      هل تشعر أنك تعيش بين أصحابك، أفراد تحبهم وتثق بهم، وهم يحبونك ويثقون بك؟
هذا السؤال عادة ما يجلب نفس الإجابات الحائرة ( عجيب لم أفكر بهذا الأمر من قبل هم فقط أسرتي) ، كما لو كانوا مختلفين عن غيرهم من الناس.
3-      هل تجد نفسك مستمتعاً ومتشوقاً وأنت منتمياً لأفراد عائلتك؟
نعم، هناك من الأسر من أفراده يعتبرون بيوتهم ممتعة ومشوقة ومن أفضل الأماكن التي من الممكن التواجد بها، ولكن كذلك هناك العديد من الأسر من يعيشون في بيوت تمثل لهم تهديداً أو عبأً أو مللاً.
إذا أجبت بنعم للأسئلة الثلاث تلك فأنا متأكد أنك نعيش في أسرة سوية، أما إذا كانت إجابتك بلا أو ليس غالباً فأنت تعيش لدى أسرة مضطربة قليلاً أو كثيراً. وهذا لا يعني أن أسرتك سيئة بل يعني أن أفراد الأسرة هنا ليسوا سعداء كفاية لأنهم لم يجدوا وسائل تعينهم على محبة وتقدير بعضهم لبعض بانفتاح.
بعد معرفة المئات من الأسر وجد أن كل أسرة بالإمكان قياسها على مقياس متدرج يقع بين أسرة مضطربة جداً وأخرى سوية جداً، إنني أجد الكثير من أوجه التشابه لعمل العائلات السوية وكذلك العائلات المضطربة مهما كانت مشاكلهم فإن سماتهم تبدو مشتركة، بودي أن أكتب لك وصفة ثابتة لهذين النوعين كما خبرتهم ولكن بالطبع لا توجد وصفة دقيقة لكل عائلة ولكن بطريقة أو أخرى ستتعرف على بعض الأجزاء مشابهة هنا أو هناك لعائلتك وطريقة عيشهم.
المناخ في العائلات المضطربة من السهل الشعور به، في أي مكان أكون مع هذا النوع من العائلات أشعر بنوع من عدم الارتياح، أحياناً أشعر بجو من البرود كما لو أنهم مجمدين أمامي، هناك أدب جم وغير طبيعي يسيطر على الجو ومن الواضح أن الجميع مصاب بالملل، أحياناً أشعر بأن كل شيء يدور بسرعة كلعبة دوارة أشعر معها بالدوار وبالكاد أتوازن بها وذلك نذير لمناخ سيء في الأسرة كأنه هدوء ما قبل العاصفة عندما يرعد الرعد ويبرق البرق في أية لحظة، أحيانا يكون الجو معهم مفعماً بالسرية وأحياناً أشعر بالحزن لعدم وجود سبب واضح ألمسه وهنا أدركت أن سبب كل ذلك قد تم التستر عليه.
عندما أكون في جو تلك العائلات المضطربة جسدي يضطرب وأشعر بعسر في الهضم وأصاب بألم في كتفاي وظهري ورأسي وأتساءل هل أفراد تلك العائلات لديهم نفس المشاكل التي أشعر بها، فيما بعد عندما أعرفهم بشكل جيد ويؤلفونني يبدؤون بإخباري عن طبيعة الحياة التي يعيشونها اكتشف أنهم فعلا لديهم نفس تلك العوارض والآلام، بعدما خبرت تلك التجربة مرة بعد مرة عرفت لماذا الكثير من أفراد العائلات المضطربة لديهم معاناة مستمرة ومتكررة من تلك الآلام إذ أن أجسادهم تستجيب بشكل إنساني لوضع غير إنساني يعيشونه.
ربما سوف تجد الأعراض التي سأصفها مفاجأة ، الكل أقول الكل لديه أعراض جسدية مشابهة تجاه أشخاص حولهم وكثير منهم لا يدرك ذلك، تم تعليمنا أثناء نشأتنا أن نكبت تلك المشاعر، عبر السنوات فإننا تعلمنا أن نقمع تلك المشاعر ونتجاهلها، لذلك لا ندركها حتى إذا مضى زمن ما بدأنا نشعر بآلام المعدة والرأس والكتفين ولا نعرف ما هو سبب كل هذا.
فرجينيا ساتير بتصرّف

يتبع ..


د.خالد محمد المدني


خبير القيادة من المركز الأمريكي للشهادات المهنيّة


رئيس مجلس إدارة منظّمة أكسفورد للتدريب القيادي OLTO.


دكتوراه الإدارة من جامعة السودان الحكوميّة للعلوم والتكنولوجيا


للتواصل مع الدكتور خالد المدني


ch@olto.org


 

الأحد، 9 أكتوبر 2016

صناعة الاسرة (1) / الدكتور خالد بن محمد المدني

من مقالات الدكتور خالد محمد المدني 

  

كيف تبني أسرة إيجابية وسعيدة؟ (1)



في هذه التدوينة والتدوينات اللاحقة سأتحدث بإذن الله في سلسلة علمية منهجية حول العلاقات الأسرية وسأعتمد على منهج الرائدة في العلاج الأسري فرجينيا ساتير التي بذلت جهوداً كبيرة في التأصيل والبحث لتطوير وعلاج المشكلات التي تعاني منها الأسر.
في هذه المرحلة التي نعيشها والتي يجري خلالها التوسع المعرفي والعلمي في مجال الأسرة  فإننا لا زلنا نتعلم أشياء جديدة في علاقة الرجل والمرأة بعضهم مع بعض لدي اعتقاد بأن المؤرخين وبعد آلاف السنوات من الآن أنهم سوف يشيرون إلى المرحلة التي نعيشها الآن أنها بداية لحقبة جديدة في عالم الإنسانية، وهو الوقت الذي يبدأ الناس فيه بالعيش بانسجام أكثر مع مفهوم الإنسانية، عبر السنوات تكونت لديّ صورة عن كيف يعيش الإنسان بإنسانية أكثر، فهم البشر الذين يثمنون ويفهمون ويطورون ذواتهم، يجدونها جميلة ونافعة بل يجدون ذواتهم حقيقية وصادقة وشفافة تجاه أنفسهم وعن أنفسهم وكذلك تجاه الآخرين وعن الآخرين، هم لطفاء ومحبون لأنفسهم وللآخرين.
إن الأشخاص الذين يعيشون بإنسانية مستعدين للمخاطرة، وللإبداع، ولإظهار جدارتهم ومستعدون لأن يتغيروا إذا استدعت الحاجة للتغيير وهم مستعدون لإيجاد طرق جديدة للتكيف مع ما هو جديد ومختلف مع إبقائهم للقديم المفيد والتخلص لما عدا ذلك، عندما تجتمع هذه الأمور مع بعضها فسوف تحصل على إنسان نشيط صحياً، حاضر الذهن، عطوف، محب، مرح، حقيقي، مبدع، منتج، وصاحب مسؤولية. هؤلاء هم الأشخاص العصاميون الذين يحبون بعمق ويكافحون بإنصاف وفعالية ويقفون على مسافة واحدة بين الرقة والشدة ويدركون الفرق بين الاثنين.
الأسرة هي المكان الطبيعي والمحضن التربوي الذي يجد الفرد نفسه يتطور بما يملك من أبعاد مختلفة والقيّمون على هذه الأسر من الزوج والزوجة هم صنّاع البشر الحقيقيون.
 ومن خلال سنوات خبرات فرجينيا ساتير كمعالجة أسرية وجدت أن هناك أربعة جوانب في حياة الأسرة تظهر لها دائماً:
-          أولاً: الأفكار والمشاعر عن الذات وأطلقت عليها (تقدير الذات).
-          ثانياً: الطرق التي يتعاطى بها الناس بعضهم مع بعض وأطلقت عليها (التواصل).
-          ثالثاً: القواعد التي يتبعها الناس في كيفية التصرف وتوليد المشاعر بطريقة معينة وأطلقت عليها (نظام وقواعد الأسرة).
-          رابعاً: العلاقة التي تربط الناس بالعالم الخارجي من منظمات وأفراد وأطلقت عليه (العلاقة بالمجتمع).
      وتعتقد ساتير أنه مهما كانت الأسباب التي قادت الأسرة للدخول إلى مكتبها سواء كانت خيانة زوجية أو زوج مكتئب أو ابنة جانحة أو حتى ابن لديه انفصام في الشخصية، اكتشفت فيما بعد أن الوصفة هي ذاتها، فمن أجل تخفيف آلامهم فعليها النظر دوما في هذه المفاتيح الأربعة والعمل على تغييرها وقد لاحظت ساتير في جميع العائلات المضطربة[1] التالي:
  1. تقدير وقيمة الذات لديهم منخفضة.
  2. التواصل بينهم يعاني من عدم الوضوح فهو ملتو وغامض ومخادع  وليس بصادق.
  3. القواعد بينهم متزمتة وقاسية ولا إنسانية وغير قابلة للنقاش ومستمرة على الدوام.
  4. تواصل العائلة مع المجتمع الخارجي يغلب عليه الخوف، استرضاء الطرف الآخر،واللوم.
     وكانت لديها الفرصة كذلك للتعامل مع الأسر السوية[2] غير المضطربة خصوصا في دوراتها التدريبية وجدت أن تلك العائلات عندما تتطور خلال الدورة في مستوى رعايتها لأنفسها فإنه يحصل وباستمرار وباستمرار أنماط وجوانب مختلفة:
  1. تقدير الذات لديهم عالي.
  2. التواصل بينهم مباشر وواضح وشفاف وصادق ومحدد.
  3. القواعد بينهم مرنة ، مناسبة وإنسانية ، وقابلة للتغيير.
  4. صلتهم بالمجتمع يغلب عليه الانفتاح و الأمل ومبنية على الاختيار.
     والفرق هنا من وجهة نظرها في الوعي والقدرة على تعلم وإدراك ما هو جديد وكل ذلك الحصول عليه متاح للجميع. إذ مهما تعلم الطبيب الجراح الطب والجراحة فهو يستطيع أن يجري عملية جراحية لأي شخص في أي مكان في العالم والسبب أن أعضاء الإنسان الداخلية والأطراف دوما ستكون في نفس المكان.
ومن خلال عملها مع العائلات السوية منها والمضطربة في جميع قارات العالم وجدت أن لدى هذه العائلات مشكلات متشابهة دائما وهي أنّ كل إنسان:
لديه قيمة لذاته سواء كانت قيمة إيجابية أو سلبية ولكن السؤال هو: أي واحدة من الاثنتين لديك؟
لديه قدرة على التواصل مع الآخرين، ولكن السؤال هو: كيف تتواصل وما هي نتيجة هذا التواصل في النهاية؟
يتبع القواعد، ولكن السؤال هو: ما هي نوع هذه القواعد التي تتبعها وكيف هي جودة عملها معك؟
لديه علاقة بمجتمعه، ولكن السؤال هو: بأي طريقة تسيّر تلك العلاقة وما هي النتائج التي تصلها في النهاية؟  
هذه الحقائق ثابتة سواء كانت العائلة طبيعية والتي تتكون من الأب والأم اللذان أنجبا طفلا فهما مستمرين في العناية بهذا الطفل حتى يكبر، أو كانت هذه العائلة أحادية والتي يترك أحد الوالدين دوره بالطلاق أو الهجر أو الموت فتقتصر تربية الطفل على الأب الأعزب أو الأم العزباء، أو كانت العائلة الخليطة ويقصد بها أن يتولى تربية الطفل زوج الأم أو زوجة الأب أو عائلة متبناة أو يتكفل بالطفل عائلة ذات الجنس الواحد[3]، أو يتولى الطفل معاهد تربوية حيث يجتمع مجموعة من الأشخاص ..
"فرجينيا ساتير بتصرّف"
يتبع ..

د.خالد محمد المدني


خبير القيادة من المركز الأمريكي للشهادات المهنيّة


رئيس مجلس إدارة منظّمة أكسفورد للتدريب القيادي OLTO.


دكتوراه الإدارة من جامعة السودان الحكوميّة للعلوم والتكنولوجيا


للتواصل مع الدكتور خالد المدني


ch@olto.org




[1] وتأتي كذلك بمعني (الأسر المتعبة) بفتح العين أو (الأسر الصعبة). – المترجم - .
[2] وتأتي كذلك بمعنى (الأسر النامية) – المترجم -
[3] علاقة الشواذ جنسياً عندما يعيشون كزوجين في بيت واحد.