الخميس، 17 مايو 2018

كيف تجعل من رمضان فرصة وانطلاقةً للتغيير وإلى الأبد؟ / الدكتور خالد بن محمد المدني


من مقالات الدكتور خالد محمد المدني
كيف تجعل من رمضان فرصة وانطلاقةً للتغيير وإلى الأبد؟


وأنا أكتب هذه التدوينة الجديدة لكم أعزّائي القرّاء وعزيزاتي القارئات تقترب شمس يوم الأربعاء الموافق للثلاثون من شعبان أن تغيب معلنةً دخول ليلة الأول من رمضان أعاده الله علينا وعليكم بالسلام والوئام والصحة والعافية، أحببت أن أتحدث عن شهر التغيير كيف نجعل منه منصة التغيير إلى الأبد، شهر رمضان يتميّز بعدة ميزات: أولها: أنّ رمضان من مبدأه إلى ختامه انتفاضة شخصية على العادات المتكررة الروتينية المملّة في حياتنا ففي رمضان يتغير كل شيء موعد نومنا واستيقاظنا موعد أكلنا وغذائنا موعد لقاءاتنا وأعمالنا ففي رمضان كسرٌ للروتين وتجديد للحياة وفي التجديد متعة للنفس وترويحٌ للروح، ثانيها: في رمضان تدريبٌ عملي على التخطيط، فمنذ أول يوم ونحن نمارس أشياءً لم نكن نمارسها في غيره من الشهور هذه تحتاج منا لتخطيط ولو ذهني والتخطيط يحتاج لدقة في الوقت وهذا من صفات رمضان فالإفطار في وقت محدد لايصحّ الصيام قبله ولا يسنّ بعده، ثالثها: في رمضان تدريبٌ عملي على ضبط الانفعالات وبرمجة الذات على اختيار الهدوء والابتعاد عن الانفعال خلال تسعة وعشرين يوماً أو ثلاثون يوماً نقرّر بوعي ونختار ببصيرة تجنّب الانفعال لأنه يضرّ بالصيام فينبغي أن نجعل من رمضان دورة تدريبية على علاج الغضب ونستمرّ بعده فإن قدرنا في رمضان فنحن مع غيره أيضاً قادرين على ضبط عاصفة غضبنا وتيار انفعالاتنا، رابعها: في رمضان قرار واختيار فأنت قررت واخترت أن تُمسك عن الإفطار طيلة الشهر بوعي وبصيرة وصبرت على ألم الجوع والعطش وفعّلت قوّة الاختيار ومارستها في حياتك قراراً تمارسه ثلاثون يوماً أو تسعة وعشرون يوماً لأنك أدركت نفعه وفائدته عليك فمن الأجمل لذاتك أن تستمرّ في اختياراتك الفاعلة والنافعة بعد رمضان، خامسها: في رمضان تغيير عادات أو لنقل تقليل من حيّز ممارسة السلوك الضار كالتدخين صمدتّ واستطعت أن تترك السيجارة أربعة عشر ساعة يومياً لمدة شهر، صدقني أنت قادر على هجره نهائياً إن فعّلت قوّة الاختيار وصبرت على هجرانه واستبدلته بعادات نافعة كالمشي والرياضة وغيرها .وصيتي لي ولكم في رمضان أن نركّز على تحقيق التقوى من صيامه "لعلكم تتقون" وليس الهدف لعلكم تجوعون أو تظمأون .. تقبل الله منّا ومنكم صالح الأعمال .
د.خالد محمد المدني
خبير القيادة من المركز الأمريكي للشهادات المهنيّة
رئيس مجلس إدارة منظّمة أكسفورد للتدريب القيادي OLTO.
دكتوراه الإدارة من جامعة السودان الحكوميّة للعلوم والتكنولوجيا
للتواصل مع الدكتور خالد المدني


الجمعة، 11 مايو 2018

كيف تكسر أغلالك وتفكّ قيودك / الدكتور خالد بن محمد المدني


من مقالات الدكتور خالد محمد المدني
كيف تكسر أغلالك وتفكّ قيودك 

زارني في مكتبي الاستشاري وقال لي: أنا ضعيف لا أستطيع أن أعمل شيئاً، قلت له: صحيح ولكن عدّل العبارة نحن ضعفاء ولست أنت وحدك، أتعلمُ لماذا؟ قال متفاجئاً لا: 
قلت له: لأننا مبرمجون، قيدونا وقالوا لنا انطلقوا ألقاهُ في اليمّ مكتوفاً 
وقال له إيّاك إيّاك أن تبتلّ بالماءِ
 قلت له: الأفيال في الهند عندما تُولد يقيدونها بيقيدين لمدة اثنى عشر شهراً خوفاً عليها من أن تضيع في الأدغال ويجعلون امتداد الحبل ١٠ خطوات يقاوم الفيل في البداية ثم تضعف مقاومته إلى أن يستسلم فإن رأوه استسلم فكّوا قيده لأنهم حينها يعلمون أنّه تمّ برمجته ولن يبرح مكانه إلاّ مع والديه، نحن ياصديقي لسنا ضعفاء نحن أقوياء منحنا الله إمكانات كبيرة لكننا مُبرمجون هذه البرمجيات عطّلت الإمكانات، برمجونا أنّ هناك طريقة واحدة لحل المشكلات وأسلوبٌ واحد للتفاهم مع الزوجة ومنهجية واحدة لتربية الأبناء عقولنا مليئة بفيروسات عقلية شلّت عقولنا وقيّدتنا كالأفيال خذ على سبيل المثال: تبقى المرأة مع رجل يهينها ويُهدر كرامتها لأنّ الفيروس العقلي المجتمعي الذي هاجم عقولنا فتمكّن منها يقول ظلّ راجل ولا ظلّ حيطة، لا والله بل ظلّ حيطة للمرأة مع الاحتفاظ بذاتها وكرامتها يساوي ألف رجل من هذا النوع .. قلت له تلك أفيال إن تمت برمجتها لاتستطيع كسر قيدها لكننا لسنا أفيال نحن بشر لدينا أفعالٌ وأفعال لكسر البرمجة والخروج من الشرنقة لأن الله زودنا بقوة الاختيار نميز به الخبيث من الطيب والنافع من الضّار والحسن من القبيح "فألهمه فجورها وتقواها" "وهديناه النجدين" كيف كسر شيخ الاسلام ابن تيمية برمجة المجتمع التي كانت ترى السجن ظلاماً يتبعه موت والنفي عذاب والقتل كارثة؟ إلى السجن خلوة، والنفي سياحة، والموت شهادة أنا بستاني في صدري أينما ذهبت فهو معي، يحكى أنّ الإمام أحمد بن حنبل عندما سُجن في فتنة خلق القرآن وكان يُجلد كل يوم جاءه رجل مسجونٌ معه فقال له: اثبت ياإمام فأني والله أُجلد مثلك على خمرٍ أشربها ولم يستطيعوا منعي وأنا على باطل فكيف وأنت على حق؟ من قيّض لهذا الإمام هذا الرجل في السجن ليعطيه هذا المعنى: "الجلد في الباطل غير الجلد في الحق"، افحص محتوى عقلك والفظ الفيروسات التي تعششت في عقلك واعلم أنّك مكرّم محترمٌ مقدّر وُلد احترامك معك منحك الله إيّاه عندما ولدتّ ولا يستطيع أحدٌ سلبه منك "ولقد كرّمنا بني آدم"، ولكل حدث في الدنيا وجهان فافعل ولا تنفعل ابحث عن حلول بالتحرّك والسعي لا بالانفعال والتحسّر فالله منحك قوة الاختيار وهي تحتاج لتفعيل وممارسة لا الى اكتساب وتدريب فإن احترت في أمر ف "اسألوا أهل الذكر إن كنتم لاتعلمون".
د.خالد محمد المدني
خبير القيادة من المركز الأمريكي للشهادات المهنيّة
رئيس مجلس إدارة منظّمة أكسفورد للتدريب القيادي OLTO.
دكتوراه الإدارة من جامعة السودان الحكوميّة للعلوم والتكنولوجيا
للتواصل مع الدكتور خالد المدني

الجمعة، 4 مايو 2018

تحرّر من قيودك .. / الدكتور خالد بن محمد المدني

من مقالات الدكتور خالد محمد المدني
 تحرّر من قيودك ..

البعض سجن نفسه خلف زنزانات من الوهم شلّت عقله وقيّدت خطواته وحرمته من الاستمتاع بالحياة والتخطيط للمستقبل أول سجن عقلي سجن العديد أنفسهم خلفه : الماضي، الماضي لماذا يقيدنا؟ الماضي ولّى ولن يعود، لك خياران لاثالث لهما إمّا أن تتألّم أو تتعلّم منه، تحرر من قيد الماضي تعلّم منه واستمتع بحياتك وخطط لمستقبلك ثاني سجن عقلي سجن الأفراد أنفسهم خلفه وقيدوا إمكاناتهم سجن الحاضر وفيه ثلاثة قيود:  الأوّل: قيد الوظيفة: فلا يرى في الوظيفة إلاّ قيداً هو هكذا اتجاه نظرته لكنّه لو نظر لها من زوايا عدة لأدرك أنّ فيها تطويراً لخبراته، وتجديدًا لإمكاناته ومالاً يرفه به عن حياته  لكنّه لو نظر لها من زوايا عدة لأدرك أنّ فيها تطويرًا لخبراته، وتجديداً لإمكاناته ومالاً يرفه به عن حياته، أرى في الوظيفة حياة، وتطوير قدرات، وبناء علاقات وفوق ذلك إنجازات لمن أراد ذلك القيد الثاني من قيود الحاضر: قيد الزواج كثيرٌ ينظر له على أنه قيد حدّ من حركته وانطلاقته حتى الناجحين يرى بعضهم ذلك كثيرٌ يفهم الحرية خطأ بأنها انفلات بلا قيود، الحرية أن تختار قيدك بوعي وتستمتع به والعبودية أن يُفرض عليك من طرف آخر مالاً تقبل أرى في الزواج حياة لاتعدلها حياة ممارسة حب في إطاره الصحيح ومراقبة ثمرات وهي تنمو وأنتما تغذيانها وبذورها الحب والاحترام والحوار والتفاهم، العرض لا الفرض، حتى يشتدّ عودهم ويبلغون تمامهم فينشأون أقوياء لا ضعفاء  القيد الثالث من قيود الحاضر الذي سجن البعض أنفسهم خلفه سجناً وهمياً: قيد الأولاد والبنات أي الذريّة، الله أخبرنا أن البنون زينة فلم جعلنا منهم معاناة، لأننا لم نعرف كيف نستمتع معهم منذ أن يولدوا إلى أن يصبحوا آباء وأمهات تحرر من قيودك الوهمية تجاه أبناءك واستمتع معهم فنحن خلقنا معهم ولم نخلق لهم الله جعلهم زينة فلا تجعلهم أساس أعطهم امنحهم دربهم على مهارات الحياة لكن لاتوقف حياتك عليهم حدد ماذا تريد من أبنائك ماتوقعاتك عنهم، ثم انطلق اجعل من وقتك معهم متعة أوقف الصراخ والضرب هاتين الممارستين مدمرتان الأولى: تزعزع الأمان والثانية: تصيبه بانفصام نفسي فيعيش بشخصيتين متناقضتين القيد الثالث الذي سجن الكثيرون خلفه أنفسهم : قيد الخوف من المستقبل، تأكد أن ماحصل في الماضي أقدار وماسيحصل في المستقبل اختيار فأنت ترسم مستقبلك وتختار رؤيتك فإن حدث مالا تريد زودك الله بقوة الاختيار قوة الاختيار ليست مهارة تكتسبها بل منحة خُلقت معك وهبها الله لك مع الولادة "وهديناه النجدين" فأنت قادر على اختيار انفعال ينفعك أو يضرّك وفكرة ترفعك أو تخفضك وقادرٌ أيضاً على وقفها وكنسها من عقلك والخيار لك وكنترول التحكم بيدك.

د.خالد محمد المدني
خبير القيادة من المركز الأمريكي للشهادات المهنيّة
رئيس مجلس إدارة منظّمة أكسفورد للتدريب القيادي OLTO.
دكتوراه الإدارة من جامعة السودان الحكوميّة للعلوم والتكنولوجيا
للتواصل مع الدكتور خالد المدني