الجمعة، 26 يوليو 2019

كيف أصل للسلام مع ذاتي ؟ / الدكتور خالد بن محمد المدني


من مقالات الدكتور خالد محمد المدني
كيف أصل للسلام مع ذاتي ؟

سألتني إحدى الفاضلات المتابعات لمنشوراتي عبر الفيس بوك:
"كيف استطعت ان تصل لهذا السلام مع الحياة؟ إني اغبطك.
أتسائل هل لم تمر بصعوبات ؟
فأجبتها :
نعم مررت وبصعوبات يسميها البشر كذلك وكل من على وجه الأرض يمرّ بها لكنني اخترت تسميتها تحديات
القضية ليست في مرورنا بصعوبات بل بالزاوية التي ننظر منها للحدث، الأحداث طبيعية من طبيعة الحياة وهي من الكون المهم أن يُحسن الكيان التعامل مع الكون لأنّ أحداث الحياة محايدة ليست موجهة لاضدّي ولا ضدّك ولا ضدّ أحد هذا أولاً 
وثانياً:
لا أزعم لك أن القضية سهلة ولكنها أيضاً ليست صعبة التعامل مع الذّات أهم من التعامل مع أحداث الحياة، التعامل مع الذات لمواجهة أحداث الحياة فالتعامل مع الذات يعني فهم البرمجة التي تبرمج عليها كل شخص منذ أن كان طفلاً إلى الآن لمواجهة أحداث الحياة ومن ثمّ فكّ هذه البرمجة وإحداث برمجة جديدة صحيحة وهذا يحتاج منك لأمرين :

أشبهها كمن يريد تعلّم التزلج على الجليد أو التجديف يحتاج لأدوات التجديف والتدرب عليها 
ولمواجهة أحداث الحياة نحتاج لأدوات والتدرب عليها ومن أدواتها "أن الدنيا خلقت لنا لنتمتع بها ونسعد لا لنعاني منها ونشقى" ومهارتها في تتظيف عقلي وعقلك من كل فكرة تُضاد هذه القناعة 
مثال آخر : من أدوات مواجهة أحداث الحياة الحركة فالحركة تُهدأ الانفعال وتجعل العقل يسود فيقود لأن الفرد عندما يواجهه حدث لايحبه بحسب برمجته البيئية يستجيب بطريقتين الأولى  : انفعالية " حزن ، خوف ....الخ " والثانية : جسدية تظهر على شكل آلام معدة أو قولون عصبي، فالحركة تفرغ الشحنات الانفعالية فتجعل بعد ذلك السيادة والقيادة للعقل فيستطيع مواجهة الحدث عقليا لا انفعاليا
هذا ردٌ على سؤالك بشكل سريع وقد كتبت كتاباً متوافر في المكتبات بعنوان "الصبر عند الصدمة الأولى" فيه عشر خطوات لمواجهة أحداث الحياة برنامج عملي لتدريب الذات على مواجهة التحديات 

وللحديث تتمة سأتحدث عنها في التدوينة القادمة

د.خالد محمد المدني
خبير القيادة من المركز الأمريكي للشهادات المهنيّة
رئيس مجلس إدارة منظّمة أكسفورد للتدريب القيادي OLTO
دكتوراه الإدارة من جامعة السودان الحكوميّة للعلوم والتكنولوجيا
للتواصل مع الدكتور خالد المدني


الجمعة، 19 يوليو 2019

مايجب أن تعرفه عن الآخرين - 5 / الدكتور خالد بن محمد المدني


 من مقالات الدكتور خالد محمد المدني
مايجب أن تعرفه عن الآخرين - 5


تحدثت في التدوينة السابقة عن خامس مايجب عليك معرفته عن الآخرين وهو النظام السلوكي وفي هذه التدوينة أتحدث عن سادس هذه الأشياء وهو "السلوك الكلي" السلوك عند وليم جلاسر مؤسس نظرية الاختيار والعلاج الواقعي يتكون من أربعة عناصر :
الأول:
عقلي: كالتفكير، والتحليل، والتركيز، والتشتت، والتوهان
والثاني:
انفعالي: كالخوف، والشجاعة، والحب، والكره، والتفاؤل، والتشاؤم
والثالث :
جسدي: مثل نبض القلب، وآلام المعدة، والقولون العصبي
والرابع :
حركي: كزغللة العينين
هذه العناصر الأربعة عند جلاسر مجتمعة مع بعضها البعض أربعة، يعني أنٌ الشخص عندما يسلك سلوكاً في العالم الخارجي فإنه يتحرك بهذه العناصر الأربعة : العقلي والانفعالي والحركي والجسدي، ولا بدّ هنا من التذكير بعدة نقاط :
أولاً : السلوك كلّي العناصر الأربعة مجتمعة هي التي تُشكّل السلوك فيُسمّى كلياً
ثانياً : العناصر الأربعة لها قائد يقودها نحو السلوك يُسمّى العنصر القائد، هذا العنصر القائد يقود العناصر الثلاثة الأُخرى 
ثالثاً: الأصل وفي الوضع الطبيعي يُفترض أن يقود العقل لأنّ العقل عندما يقود ويُسيطر على العناصر الثلاثة المتبقية "الانفعالي، والجسدي، والحركي" يستطيع أن يتخذ القرار بوعي، نُشبه ذلك بسيارة لها أربعة كفرات الأماميان:  عقلي وحركي، والخلفيان : انفعالي وجسدي، والسيارة دفعها أمامي لكن كفرات السيارة مجتمعة هي التي تتحرك فلو توقف كفر لتوقفت السيارة، وقائد هذه العملية هو العقل ومقود السيارة هي الصورة الذهنية
رابعاً : ماهو العنصر المسيطر الذي يقود فيسود على بقية العناصر الثلاثة الأخرى ؟
الجواب: حسب البرمجة المجتمعية التي تعرّضنا لها فتجد أشخاصاً يقودهم العنصر الانفعالي وهم من وجهة نظري الغالب فتختلط أقوالهم بأفعالهم فيتخذون القرارات في حالة انفعال كغضب أو خوف أو توتر لذا تكون قراراتهم خاطئة للأسف مُعظم حالات الطلاق تقع في حالة انفعال شديد فتختلط الأقوال بالأفعال فيقع الطلاق، وآخرون يقودهم العنصر الجسدي فعند وقوعهم بأزمة تُصيبهم آلام قولون أو معدة، ونوع ثالث تقودهم الحركة فتُصيبه حركة جسدية لايكاد يستقرّ، ونوع رابع وهم الواعون يقودهم العنصر العقلي، إذن حسب برمجتك تكون استجابتك 
إذن ماالذي نتفق فيه مع الآخرين ونختلف فيه؟
نتفق مع الآخرين بأننا كلّنا لدينا ذات العناصر الأربعة التي تُشكّل سلوكنا في العالم الخارجي 
ونختلف بأنّ العنصر الذي يُسيطر عليّ ربما لايكون ذات العنصر الذي يُسيطر عليك 
إذن ماذا نستفيد من ذلك ؟
ينبغي على من يُسيطر عليه العنصر الانفعالي أن يتحرّر من ذلك ويجعل السيطرة للعنصر العقلي وذلك بالحركة والحركة أنواع: مشي، صلاة، دعاء، رياضة، وكلٌ أعرف بحركاته التي تبرّد انفعاله، وإذا استمرّ الإنفعال نستمرّ بالحركة وكلما تعرضنا لموقف يستدعي انفعالاً كرّر بالحركة، والتكرار يُعلّم الشطّار لتنفكّ البرمجة وتخرج من الشرنقة، الواعون يتحرّرون من سيطرة الانفعال والجسد حماية لذواتهم .
فكن منهم .
.. انتهى..
د.خالد محمد المدني
خبير القيادة من المركز الأمريكي للشهادات المهنيّة
رئيس مجلس إدارة منظّمة أكسفورد للتدريب القيادي OLTO
دكتوراه الإدارة من جامعة السودان الحكوميّة للعلوم والتكنولوجيا
للتواصل مع الدكتور خالد المدني