الخميس، 24 مارس 2016

كيف تبني علاقة واعية وناضجة؟ (2) / الدكتور خالد بن محمد المدني



من مقالات الدكتور خالد محمد المدني

كيف تبني علاقة واعية وناضجة؟



في التدوينة السابقة تحدثنا عن العلاقات الواعية المتوازنة، كيف نستطيع أن نبني جسوراً من التواصل فنؤثّر، ونكسب قلوباً، ونترك أثراً طيّباً عند من نمرّ بهم ويمرّون بنا حتى لو انقطعت العلاقة بعد حين يبقى أثرك ويكفيك أن يقول الناس بعد زمن " مرّ وهذا هو الأثر" واليوم أواصل الحديث عن العلاقات الناضجة وكيف نبني أسساً للعلاقة فلا تكون مصلحيّة بحتة فتؤذي نفوس الآخرين ولا نُفرّط أيضاً بحقوقنا فنؤذي أنفسنا.. البعض يجعلك مرحلة في حياته يحاول أن يستفيد منك إلى أقصى مدى دون أن يبادلك المنفعة وعند أول فرصة تسنح له تصبح ماضي حياته هذه النفوس مريضة مؤذية لايمكن أن تشعر يوماً براحة الضمير .. سأذكر في هذه التدوينة قواعد هامة في العلاقات وهي:
- لاتبخس الناس حقوقهم المعنوية (علمهم ..  ابداعهم .. إنتاجهم) وثقها دائماً لهم وكذلك حقوقهم الماديّة ولا تبخس نفسك أيضاً ابداعك وتميزك.
- من العدل أن تتيح للآخرين فرصتهم في التعبير عن رأيهم وانتقاد رأيك ومن حقهم أن تسمع لهم كما أنّ العدل يقتضي أيضاً أن يسمح لك الآخرون بالتعبير عن رأيك وأن يُسمع لك أيضاً.
- لاتنظر  لذاتك على أنّها كاملة لاتخطيء فانت لست قديساً أو معصوماً لاتخطيء وكذلك من العدل مع الآخرين أن لاتنظر لهم على أنّهم قديسين ومعصومين ومن رحمتك بالقدوات أن تعاملهم على أنّهم بشر حتّى لاتظلمهم. 
- تقبّل الآخرين كما هم ابتداء يجب ان تقبل الآخرين على ماهم عليه بكل إيجابيّاتهم وسلبيّاتهم، والتركيز على السلبيّات فقط يدمّر العلاقة الإجتماعيّة ويحيلها إلى جحيم ثمّ اسعى للتأثير فيهم.
- تجنّب فرض العلاقة أقم علاقة جيّدة مع الآخرين واترك لهم حريّة قبول هذه العلاقة أو رفضها فلا تفرض نفسك على أحد ولا تتشنّج إذا لم يرغب طرف في إقامة علاقة إجتماعيّة معك.
ـ سياسة النفس الطويل وإقامة علاقات إجتماعيّة حميميّة يتطلّب وقتا طويلاً وصبراً جميلاً فالتغيير في طريقة الإتصال يحتاج إلى وقت والناس قد يقاومون هذا التغيير ويتجاهلونه فما عليك إلاّ أن تتدرّج وتصبر.
انتهى ..

د.خالد محمد المدني

خبير القيادة من المركز الأمريكي للشهادات المهنيّة

رئيس مجلس إدارة منظّمة أكسفورد للتدريب القيادي OLTO

دكتوراه الإدارة من جامعة السودان الحكوميّة للعلوم والتكنولوجيا

للتواصل مع الدكتور خالد المدني

ch@olto.org


الأحد، 20 مارس 2016

كيف تبني علاقة واعية وناضجة؟ (1) / الدكتور خالد بن محمد المدني




من مقالات الدكتور خالد محمد المدني
كيف تبني علاقة واعية وناضجة؟



في هذه التدوينة سأتحدث عن العلاقات الواعية المتوازنة، كيف نستطيع أن نبني جسوراً من التواصل فنؤثّر، ونكسب قلوباً، ونترك أثراً طيّباً عند من نمرّ بهم ويمرّون بنا حتى لو انقطعت العلاقة بعد حين يبقى أثرك ويكفيك أن يقول الناس بعد زمن "مرّ وهذا هو الأثر".
وقد ذكر باتلر وهوب في نظريّتهما أنماطاً أربعة لأيّ علاقة ناضجة وهي:
1ـ نمط المكسب مكسب :
العلاقة هنا مكسب لكلا الطرفين باختصار العلاقة هنا معناها ـ (أنا أربح وأنت تربح)، وهذه أنضج العلاقات وأنجحها فالطرفين يقرران على تبادل المنفعة بينهما وهنا تستمر العلاقة لأنها مكسب لكليهما.
2ـ نمط الخسارة ـ الخسارة:
العلاقة هنا خسارة للطرفين (أنا أخسر أنت تخسر) أسميها شخصيّاً سياسة الأرض المحروقة عليّ وعلى أعدائي وهذا النمط هو أسوأ أنماط العلاقات
3ـ نمط المكسب للطرف الأول ـ الخسارة للطرف الثاني:
يركزالطرف الأوّل على الاستفادة من الطّرف الثاني ولايبادله المنفعة وهنا تكمن الأنانيّة المقيتة تجدها بين الأزواج وبين الأصدقاء أنماطاً متكررة ومطّردة.
4ـ نمط الخسارة للطرف الأول ـ المكسب للطرف الثاني:
يركز الطّرف الأول على التفريط بحقوقه لينتفع الطرف الثاني وهنا يلعب النمط الأول دور الضحيّة الذي يضحي ليسعد الطرف الآخر والطرف الآخر ينتفع منه ولا يبادله الحب بحب والعطاء بعطاء والنفع بنفع والتضحية بمثلها وهي التي ينطبق عليها المثل الذي لاأحبّه " كن كالشمعة التي تحترق لتضيء الآخرين".
ـ العلاقة بين الأطراف ينبغي أن تكون قائمة على  المسئولية التي هي جوهر العدل بين الذات والآخرين ومن افتقد العدل مع ذاته لن يكون عادلاً مع الآخرين فحاجات الآخرين ليست أقل أهمية من حاجاتك لذا تعامل مع الشخص مع حقوقه دون سلبية أو عدوانية.
ـ تعامل مع الشخص على أنّ ذاته ليست أقل من ذاتك.
ـ لن يكون الآخرين دوماً حسب توقعك عنهم ولن يكونوا مخالفين دائماً لتوقعاتك عنهم.
ـ تصرفات الآخرين ملك لهم يختارونها وفق تصوراتهم واحتياجاتهم وأنت تملك معهم فقط حق العرض وليس الفرض.
يتبع..
د.خالد محمد المدني
خبير القيادة من المركز الأمريكي للشهادات المهنيّة
رئيس مجلس إدارة منظّمة أكسفورد للتدريب القيادي OLTO
دكتوراه الإدارة من جامعة السودان الحكوميّة للعلوم والتكنولوجيا
للتواصل مع الدكتور خالد المدني