من مقالات الدكتور خالد محمد المدني
كيف تبني علاقة واعية وناضجة؟
في التدوينة السابقة تحدثنا عن العلاقات الواعية المتوازنة، كيف
نستطيع أن نبني جسوراً من التواصل فنؤثّر، ونكسب قلوباً، ونترك أثراً طيّباً عند
من نمرّ بهم ويمرّون بنا حتى لو انقطعت العلاقة بعد حين يبقى أثرك ويكفيك أن يقول
الناس بعد زمن " مرّ وهذا هو الأثر" واليوم أواصل الحديث عن العلاقات
الناضجة وكيف نبني أسساً للعلاقة فلا تكون مصلحيّة بحتة فتؤذي نفوس الآخرين ولا
نُفرّط أيضاً بحقوقنا فنؤذي أنفسنا.. البعض يجعلك مرحلة في حياته يحاول أن يستفيد
منك إلى أقصى مدى دون أن يبادلك المنفعة وعند أول فرصة تسنح له تصبح ماضي حياته
هذه النفوس مريضة مؤذية لايمكن أن تشعر يوماً براحة الضمير .. سأذكر في هذه
التدوينة قواعد هامة في العلاقات وهي:
- لاتبخس الناس حقوقهم المعنوية (علمهم ..
ابداعهم .. إنتاجهم) وثقها دائماً لهم وكذلك حقوقهم الماديّة ولا تبخس نفسك أيضاً
ابداعك وتميزك.
- من العدل أن
تتيح للآخرين فرصتهم في التعبير عن رأيهم وانتقاد رأيك ومن حقهم أن تسمع لهم كما
أنّ العدل يقتضي أيضاً أن يسمح لك الآخرون بالتعبير عن رأيك وأن يُسمع لك أيضاً.
- لاتنظر
لذاتك على أنّها كاملة لاتخطيء فانت لست قديساً أو معصوماً لاتخطيء وكذلك من العدل
مع الآخرين أن لاتنظر لهم على أنّهم قديسين ومعصومين ومن رحمتك بالقدوات أن
تعاملهم على أنّهم بشر حتّى لاتظلمهم.
- تقبّل الآخرين
كما هم ابتداء يجب ان تقبل الآخرين على ماهم عليه بكل إيجابيّاتهم وسلبيّاتهم، والتركيز
على السلبيّات فقط يدمّر العلاقة الإجتماعيّة ويحيلها إلى جحيم ثمّ اسعى للتأثير
فيهم.
- تجنّب فرض
العلاقة أقم علاقة جيّدة مع الآخرين واترك لهم حريّة قبول هذه العلاقة أو رفضها
فلا تفرض نفسك على أحد ولا تتشنّج إذا لم يرغب طرف في إقامة علاقة إجتماعيّة معك.
ـ سياسة النفس
الطويل وإقامة علاقات إجتماعيّة حميميّة يتطلّب وقتا طويلاً وصبراً جميلاً
فالتغيير في طريقة الإتصال يحتاج إلى وقت والناس قد يقاومون هذا التغيير
ويتجاهلونه فما عليك إلاّ أن تتدرّج وتصبر.
انتهى ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق