الأحد، 20 مارس 2016

كيف تبني علاقة واعية وناضجة؟ (1) / الدكتور خالد بن محمد المدني




من مقالات الدكتور خالد محمد المدني
كيف تبني علاقة واعية وناضجة؟



في هذه التدوينة سأتحدث عن العلاقات الواعية المتوازنة، كيف نستطيع أن نبني جسوراً من التواصل فنؤثّر، ونكسب قلوباً، ونترك أثراً طيّباً عند من نمرّ بهم ويمرّون بنا حتى لو انقطعت العلاقة بعد حين يبقى أثرك ويكفيك أن يقول الناس بعد زمن "مرّ وهذا هو الأثر".
وقد ذكر باتلر وهوب في نظريّتهما أنماطاً أربعة لأيّ علاقة ناضجة وهي:
1ـ نمط المكسب مكسب :
العلاقة هنا مكسب لكلا الطرفين باختصار العلاقة هنا معناها ـ (أنا أربح وأنت تربح)، وهذه أنضج العلاقات وأنجحها فالطرفين يقرران على تبادل المنفعة بينهما وهنا تستمر العلاقة لأنها مكسب لكليهما.
2ـ نمط الخسارة ـ الخسارة:
العلاقة هنا خسارة للطرفين (أنا أخسر أنت تخسر) أسميها شخصيّاً سياسة الأرض المحروقة عليّ وعلى أعدائي وهذا النمط هو أسوأ أنماط العلاقات
3ـ نمط المكسب للطرف الأول ـ الخسارة للطرف الثاني:
يركزالطرف الأوّل على الاستفادة من الطّرف الثاني ولايبادله المنفعة وهنا تكمن الأنانيّة المقيتة تجدها بين الأزواج وبين الأصدقاء أنماطاً متكررة ومطّردة.
4ـ نمط الخسارة للطرف الأول ـ المكسب للطرف الثاني:
يركز الطّرف الأول على التفريط بحقوقه لينتفع الطرف الثاني وهنا يلعب النمط الأول دور الضحيّة الذي يضحي ليسعد الطرف الآخر والطرف الآخر ينتفع منه ولا يبادله الحب بحب والعطاء بعطاء والنفع بنفع والتضحية بمثلها وهي التي ينطبق عليها المثل الذي لاأحبّه " كن كالشمعة التي تحترق لتضيء الآخرين".
ـ العلاقة بين الأطراف ينبغي أن تكون قائمة على  المسئولية التي هي جوهر العدل بين الذات والآخرين ومن افتقد العدل مع ذاته لن يكون عادلاً مع الآخرين فحاجات الآخرين ليست أقل أهمية من حاجاتك لذا تعامل مع الشخص مع حقوقه دون سلبية أو عدوانية.
ـ تعامل مع الشخص على أنّ ذاته ليست أقل من ذاتك.
ـ لن يكون الآخرين دوماً حسب توقعك عنهم ولن يكونوا مخالفين دائماً لتوقعاتك عنهم.
ـ تصرفات الآخرين ملك لهم يختارونها وفق تصوراتهم واحتياجاتهم وأنت تملك معهم فقط حق العرض وليس الفرض.
يتبع..
د.خالد محمد المدني
خبير القيادة من المركز الأمريكي للشهادات المهنيّة
رئيس مجلس إدارة منظّمة أكسفورد للتدريب القيادي OLTO
دكتوراه الإدارة من جامعة السودان الحكوميّة للعلوم والتكنولوجيا
للتواصل مع الدكتور خالد المدني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق