الجمعة، 16 أكتوبر 2020

كنترول التحكم بيدك ..

                                          كنترول التحكم بيدك ..

                                 من مقالات الدكتور خالد محمد المدني




قدّمت نظرية الاختيار في علم النفس مفهومًا جذريًا أحدث نقلة نوعيّة في فهم في السلوك البشري وهو نقل الوعي من السيطرة الخارجية إلى السيطرة الداخلية من علم نفس المثير والإستجابة إلى علم نفس التحكم الداخلي كان علم النفس أسيرًا لسنوات عديدة لفكرة المثير والاستجابة لبافلوف  وسكنر وطلابهما ، والتي تنصّ على : أنّ استجاباتنا وما يحركنا والذي يدفعنا للسّلوك في الحياة هو مايحدث خارجنا أي في عالمنا الواقعي فنحن مخلوقات مبرمجة بمثير واستجابة ، فعلى سبيل المثال : أنت تردّ على الهاتف لأنه يرن ، وتتوقف عند الإشارة لأنها حمراء ولم يفكّر أحد لمجرد تفكير فقط أنّ الذي حدث هو أنّ هاتفه رن ولم يُجب عليه وتجاوز مرة الإشارة الحمراء لسبب رآه منطقيًا كإسعاف زوجته مثلًا ، هل فكّرنا في هذين السلوكين أنهما بسبب شيء داخلي لا خارجي فلو كان مايحدث في الواقع هو سبب استجاباتنا لكنّا مبرمجين للرد على الهاتف بكل الأحوال ، والوقوف عند الإشارة الحمراء دائمًا ، هل فكّرنا أنه ربما الذي جعلنا نقف عند الإشارة الحمراء هو شيء داخلي كالمحافظة على البقاء والذي يتمثّل بالسلامة من الحوادث وأن ماجعلنا لانرد على الهاتف هو عدم أهمية المتصل بالنسبة لنا فهو لا يُشبع أيًا من حاجاتناالأساسية الخمس "البقاء ، والحب والإنتماء ، والقوة ، والمتعة ، والحرية" كما يراها وليم جلاسر، أي لايوجد صورة ذهنية مُشبعةٌ لنا يمثّلها المتصل ، ماقدمته نظرية الاختيار هو أننا لسنا مخلوقات مبرمجة لا اختيار لها نحن لسنا ريشة في مهب الريح بل لنا اختيار ونستطيع اتخاذ القرار ، وأصبح من المفاهيم الرئيسية لدارسي النظرية أن : (أحداث العالم حولنا ما هي إلاّ معلومات قد تكون ذات تأثير علينا أو لا تكون ذات تأثير ، تُهمنا أو لا تُهمّنا) ، وبالتالي     أحداث الحياة تؤثر إن كانت مُهمّة لنا لكنها لا تتحكّم بنا لأن كنترول التحكم لدينا وليس لدى الآخرين ، هذه الفكرة أحدثت نقلة نوعية في تعليم الناس كيف يتحكمون بذواتهم

ما هي أهمية : أنّ كل مايأتينا من محيطنا مجرد معلومات؟ 

أي أنّ أحداث الحياة محايدة نحن من يعطي للحدث معناه ومحتواه ولونه وطعمه ورائحته ومذاقه ، فالولادة معلومة والوفاة كذلك معلومة ، الزواج معلومة والطلاق أيضًا معلومة ، الطلاق عند البعض راحة وحرية وانعتاق وعند البعض الآخر مصيبة وانهيار ، لكن الطلاق بحد ذاته مجرد حدث نحن من يعطيه المعنى ومايجعل أحداث الحياة مؤثرة علينا جدًا وربما تقودنا هو تفسيرنا لهذا الحدث أو ذاك ما الذي جعل شيخا لاسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ يرى السجن خلوة ، والنفي سياحة ، والقتلُ شهادة ؟ تفسيره الإيجابي للحدث إدراكه له ، لكنّ أعظم ماجاءت به نظرية الاختيار على يد مبتكرها د.وليم جلاسر استخدام التغذية الراجعة في العنصر البشري ، جلاسر نظر للإنسان على أنه نظام تحكّم يتكون من دماغ بشري يعطي الأوامر وكيان ينفذ من خلال السلوك وقارنه بالنظام في المصانع فيه مدخلات وعمليات ومخرجات فإن تحكّمت بالمدخلات تحكمت بالمخرجات وتحكمك بالمدخل يعني ضبط تفسيرك للأحداث من حولك.

د.خالد محمد المدني

خبير القيادة من المركز الأمريكي للشهادات المهنيّة

رئيس مجلس إدارة منظّمة أكسفورد للتدريب القيادي OLTO

دكتوراه الإدارة من جامعة السودان الحكوميّة للعلوم والتكنولوجيا

للتواصل مع الدكتور خالد المدني

info@rosheta.net






السبت، 3 أكتوبر 2020

عقلك مُحايد فأنت من تختار مزاجاتك..

 

                                   من مقالات الدكتور خالد محمد المدني

                                   عقلك مُحايد فأنت من تختار مزاجاتك

عندما تستيقظ من نومك صباحًا ثق تمامًا أنّ عقلك مُحايد وعقلك مثلُ الشاشة فما تضعه فيه ستُشاهده فلا تضع في عقلك إلاّ مايُسعدك وينفعُك..السعادة والتعاسة مجرد فكرة .. وحياتنا نتاج أفكارنا..العقل يحتلّه الأسبق إليه هذه قاعدةٌ فكريّةٌ هامّة وواقعيّة فمن سبق إلى عقلك وأعطاك معلومات وقبلتها أنت حت


مًا ستكون تصرفاتك وفقًا للمعلومات التي قبلتها واقتنعت بها مالم يكن لديك الوعي لمراجعة كل مخزونك وتقييمه ولفظ الضار وإبقاء النافع ، مع ذاتك هناك مدخلات ، وهناك عمليات ومخرجات فإن قبلت شيئًا ضارًا فسيعالجه عقلك "عمليات" وسينعكس على سلوكياتك في الحياة "مخرجات" وإن قبلت شيئًا نافعًا سيحدث ذات الشيء مدخلات وعمليات ومخرجات ، لذلك تحكّم بالمدخل تتحكم بالمخرج وسلوكياتك نتاج أفكارك ، 
شبّه الإمام ابن القيّم ـ رحمه الله ـ العقل بالرحى التي تطحن الحبوب والرحى تظلّ في حالة عمل مُستمر لاتتوقف عن عملها فمن الناس من يضع في رحاه "عقله" حبًا وبعد أن تدور الرحى "يعمل العقل" وتطحن يجد دقيقًا يصنع منه خبزًا نافعًا ، ومن الناس من يضع في رحاه"عقله" تبنًا ورملًا وحصى وبعد أن تدور رحاه"يعمل عقله" يجد خليطًا من التبن والرمل والحصى ، الناس كذلك فالواعون يضعون أفكارًا نافعة في عقولهم فتعمل عقولهم "تطحن" فيجدون نتاج ذلك آخر يومهم سعادة ومتعةً ونظرة تقدير لإنجازاتهم لأنّ مافي عقولهم "رحاهم" أفكارًا صالحة ، والغافلون يضعون أفكارًا ضارّة في عقولهم فتعمل عقولهم "تطحن" وفي نهاية يومهم يجدون نتيجة طحنهم همًا وغمًا وتوترًا ونظرة دون لإنجازاتهم لأن مافي رحاهم "عقولهم" أفكارًا فاسدة.

د.خالد محمد المدني

خبير القيادة من المركز الأمريكي للشهادات المهنيّة

رئيس مجلس إدارة منظّمة أكسفورد للتدريب القيادي OLTO

دكتوراه الإدارة من جامعة السودان الحكوميّة للعلوم والتكنولوجيا

للتواصل مع الدكتور خالد المدني

info@rosheta.net