الخميس، 27 نوفمبر 2014

الهندسة النفسية (7) / الدكتور خالد بن محمد المدني


من مقالات الدكتور خالد محمد المدني

الهندسة النفسية (7)


نواصل الحديث حول البرمجة العصبية اللغوية NLP وموضوع اليوم عن طرق جمع المعلومات نبدأ به بتعريف الوعي:

الوعي:
هو الجزء من الخبرة الذي ينتبه له الوعي ابتداءً وعلينا هنا أن نتذكر قاعدة (7+ -2) التي ذكرها جورج ميللر في كتابه العدد السحري فالوعي يستقبل في اللحظة الواحدة ملايين المعلومات لكنه يستوعب منها في اللحظة خمس أو سبع أو تسع معلومات، وهذا يعني أن قدرة الوعي محدودة وهذا من نعمة الله فلو كانت قدرة الوعي كبيرة لانتبه الإنسان إلى أدق أدق التفصيلات في حياته ولأصابه ذلك بالتشتت والملل.
الخبرة:
ما يحصل أمامنا مباشرة من حدث أو مجموعة أحداث، وهي مكونة من صور وأصوات ومشاعر و أذواق وروائح مجتمعة.
المعايرة "Calipration":
ملاحظة التغييرات الفسيولوجية التي تطرأ على شخص عند انتقاله من حالة شعورية إلى حالة شعورية أخرى.
النظام التمثيلي Representation System"":
تعتبر البرمجة العصبية اللغويّة نموذجاً فعّالاً في تغيير السلوك الإنساني، والمادّة الأساسيّة التي تبني البرمجة العصبية اللغوية هي الأنظمة التمثيليّة التي عن طريقها يستطيع الفرد أن يدرك، ويمثّل، ويتفاعل مع العالم، جميع الخبرات الإنسانيّة (الداخليّة والخارجيّة) يمكن أن ترجع في أساسها إلى هذه الوحدات الأساسيّة، الأنظمة التمثيليّة الأساسيّة تشمل: البصريّة، السمعيّة، الحسيّة، الشميّة، والذوقيّة، هناك شيء مسلّم به بين دارسي البرمجة العصبية اللغويّة وهو أنّ الخبرات التي لدى الأفراد هي نتاج لتحسين وتعاقب الأنظمة التمثيليّة وهو ما يسمّى بالإستراتيجيّات، الحقيقة في البرمجة التي تقول التي أن الخبرة الإنسانيّة هي نتيجة الإدراك الداخلي أو الخارجي والحسّي للمعلومات الحسيّة هي حقيقة نافعة ولكي يكون استخدام هذه الفكرة ناجحاً فإنه من الضروري أن تكون قادراً على تحديد النظام التمثيلي الذي يدخله أو يستخدمه الفرد في لحظة ما، والنظام التمثيلي هو: (البصر، السمع، الشم، الذوق، اللمس) من العالم الخارجي، وفي داخل الجسم يوجد مستقبلات حسية تقوم باستقبال المعلومات وتخزينها ومن ثم تستدعى بنفس الطريقة التي خزنت بها، النظام التمثيلي إذن هو الجزء من الخبرة الذي ينتبه له الوعي ابتداءً ، والوعي: كما عرفناه سابقاً هو القدرة على إدراك وجود الإنسان في الزمان والمكان، وفي البرمجة اللغوية العصبية هناك أربع أنواع من الأنظمة التمثيلية :
النظام التمثيلي البصري
النظام التمثيلي السمعي
النظام التمثيلي الحسّي
النظام السمعي الرقمي
وفي هذه الحلقة سنناقش النظام التمثيلي البصري بالاختلافات الموجودة بين البصري الداخلي والبصري الخارجي، فالبصري الداخلي يتضمن صوراً متذكرة وأخرى متخيلة (تركيبية)، وهناك طريقتين مختلفتين يقوم بهما الناس لأداء كل مهمة منهما، ويمثل الوعي بهذه الاختلافات مكاناً مهماً جداً في تحقيق عملية جمع، وتشفير، ونقل الخبرات، والنظام التمثيلي البصري ينقسم إلى ثلاثة أنواع:
1.     البصري الخارجي: وهو ما تراه الآن في هذه اللحظة.
2.     البصري المتذكر: وهي الصور المخزنة في اللاوعي.
3.     البصري المتخيّل: وهي الصور المنشأة من الخيال.
يذكر علماء البرمجة العصبية اللغوية عدداً من الصّفات التي تستطيع من خلالها اكتشاف النظام التمثيلي البصري وهي:أنّ البصري في العموم:
1 ـ  سريع في اتخاذ القرار.
 2ـ له رؤية استراتيجية.
3 ـ  لديه تفاعل عالي مع المتغيرات.
4 ـ قائد أزمة.
5 ـ  قوي الحفظ.
6ـ يستطيع تخيل العواقب والنتائج.
7ـ يعتقد أنه يرى مالا يستطيع الآخرون رؤيته.
8 ـ يتخيل العواقب بشكل مبالغ فيه.
9 ـ متهوّر في اتخاذ القرارات.
10 ـ متسرّع في الرد على الآخرين.
11 ـ الكلمات لديه تسبق المعاني لأنه يسابق الصور.
12 ـ مهيمن ومسيطر.
13 ـ يبهر بالمنظر.
يتبع ...

د.خالد محمد المدني

خبير القيادة من المركز الأمريكي للشهادات المهنيّة

رئيس مجلس إدارة منظّمة أكسفورد للتدريب القيادي OLTO

دكتوراه الإدارة من جامعة السودان الحكوميّة للعلوم والتكنولوجيا

للتواصل مع الدكتور خالد المدني

ch@olto.org


الاثنين، 24 نوفمبر 2014

هندسة النجاح (6) / الدكتور خالد بن محمد المدني



من مقالات الدكتور خالد محمد المدني

هندسة النجاح




تحدثنا في التدوينة السابقة عن: السلوك والتصور الذهني ونتحدث اليوم في هذه التدوينة عن أثر البيئة على البرمجة الذاتية للفرد ...  
سؤال: ماذا عن تأثير البيئة وهل له علاقة بهذا الموضوع؟
من الأسئلة التي طرحت قديماً وحديثاً حول تأثير البيئة على التمثيل الذهني وثار جدل كبير في علم النفس، و الاجتماع حول هذه النقطة، ولكي نبسط الموضوع بشكل علمي منهجي هناك تأثير على تمثيل الإنسان الذهني المبرمج وغير المبرمج، فالتأثير غير المبرمج هو ما نعنيه عند حديثنا عن التأثير على التمثيل الذهني أي أنه يحدث في الحياة بطريقة عفوية وتؤثّر فينا وفي مرشحات إدراكنا وأستطيع أن أحدّدها بأربعة طرق كما يلي:
البيئة: بكل مكوناتها من الطبيعيّة و الاجتماعية، والعادات والتقاليد كلّها تؤثّر في تمثيلنا الذهني(قيم، معتقدات، خبرات) بل في سلوكنا الخارجي، وكذلك تأثير الأسرة علينا والمدرسة والمسجد وأخطر هذه المؤثّرات الإعلام فالإعلام بما يعرض من برامج ومسلسلات و أفلام هادفة أو غير ذلك يبني شخصيّاتنا بطريقة سويّة أو بطريقة غير سويّة فعندما يُبرز التلفاز من خلال المسلسلات أنّ المجتمع غارق في الرذيلة والمخدرات إلى أين سيصل بأذهان النّاس هذا بالإضافة إلى الكثافة الحسية التي تنقلها وسائل الإعلام الإخبارية والتي لا تنقل عادة سوى أخبار القتل والسفك، تبرمج الناس نحو التشاؤم برمجة أكيدة، أضف إلى ذلك إظهار الإعلام وإبرازه  قدوات هي في الحقيقة ليست قدوات كتركيزه على لاعبي الكرة أو الممثلين أو المغنين وإهماله للعلماء والمفكرين والمبدعين كلّ ذلك يجعل أمتنا أمة تركز على سفاسف الأمور و تهمل التقدم العلمي والتكنولوجي وكل ذلك يحصل كما سبق أن ذكرت تحت تخدير الوعي ومخاطبة اللاّوعي.
الانتماء: انتماء الفرد القبلي يؤثّر في سلوكه فعلى سبيل المثال عندما ينتمي الفرد لقبيلة اشتهرت بالكرم والسّخاء سوف ينعكس ذلك على تفكيره وسلوكه أو إلى قبيلة معروفة بحدّة المزاج سوف ينعكس أيضاً ذلك عليه، وهذا مذكور في شعر الشاعر العربي الجاهلي:
وهل أنا إلاّ من غزيّة إن غوت       غويت وإن ترشد غزيّة أرشد
فتبرمج على الغزو أو الرشد حسب مزاج القبيلة وقرارها دون وعي أو تفكير.
الشخصيّة الموثّرة: أي الشخصيّات التي مرّت علينا في حياتنا وتأثّرنا بها (معلمين، شخصيّات علميّة، فنيّة، سياسيّة) وليس شرطاً أن نكون عايشناهم بل ممكن نكون قرأنا عنهم وتأثّرنا بهم من خلال القراءة ومن هنا تأتي خطورة الأفلام والمسلسلات التاريخيّة إذا لم تضبط بمن يوجّه الفهم فعلى سبيل المثال مسلسل تاريخي مثل الزير سالم من وجهة نظري ينبغي أن لا يشاهده إلا الكبار لأنّ المسلسل يظهر لك الانتقام والثّأر بشكل مبالغ فيه والمسلسل يدور من أوّله إلى آخره حول الثّأر وكأنّه الأصل ويخفي التسامح والعفو عند المقدرة، الكبير يستطيع أن يفكّر بمنطق ويقول مثلاً هذا فقد أخاه له الحق أن يأخذ بثأره لكن المراهق ماذا عساه أن يقول ألا يمكن أن ينغرس في اللاوعي عنده أنّ الثّأر هو الأصل وينعكس ذلك على سلوكه فكلّما اعتدى عليه أحد ردّ له الصّاع صاعين.
العواطف الحادّة: الفرد الذي نشأ في بيئة فيها قدر من السعادة والحب والتفاؤل والإيجابيّة ينعكس ذلك على تفكيره وشعوره مقارنة بفرد نشأ في بيئة مليئة بالصدمات والمآسي والأحزان كذلك ينعكس على تفكيره وشعوره وسلوكه، نعود للحديث عن الصور الذهنيّة باختصار إذا تطابقت الصّورتان الحقيقيّة مع المنشأة هذه الصّورة مع الصّور الموجودة في مجموعة الصّور  لديه، فإنه يشبع حاجته إن التطابق بين الصورة في المجموعة الداخليّة والصّورة في الواقع يعني أنّ الفرد قد حصل على ما يريد أمّا عدم التطابق فيعني أنّ الصّورة في ذهن الفرد لم تتحقّق في الواقع، بمعنى أوضح فإنّ الفرد لم يجد إشباعاً لحاجاته في الوسط المحيط،وهنا يشعر الفرد بالإحباط ويقوم الجهاز السّلوكي بإبداع أو توليد سلوكيّات جديدة لسدّ الفجوة بين الصّورة الداخليّة والواقع وهذه السّلوكيّات الجديدة قد تكون فعالة وقد تكون مدمّرة للذّات فيعاني الفرد من عدم توافق وسوء تكيّف، وسواء كانت السّلوكيّات فعالة أو مدمرة فهي من اختيار الفرد وبالتالي هو من يتحمّل مسئوليّتها وهو وحده من يمكن تغييرها أو الإبقاء عليها، والشكل.
يتبع...


د.خالد محمد المدني

خبير القيادة من المركز الأمريكي للشهادات المهنيّة

رئيس مجلس إدارة منظّمة أكسفورد للتدريب القيادي OLTO

دكتوراه الإدارة من جامعة السودان الحكوميّة للعلوم والتكنولوجيا

للتواصل مع الدكتور خالد المدني

ch@olto.org