من مقالات الدكتور خالد محمد المدني
هندسة النجاح
تحدثنا في
التدوينة السابقة عن تفسير السلوك الإنساني في ضوء نظرية البرمجة العصبية اللغوية NLP وتحدثنا عن ثلاث قواعد واليوم نتحدث عن
القاعدة الرابعة :
القاعدة
الرابعة:
السلوك
يرتبط بمجموع الصّور الذهنيّة في العقل
إحدى القواعد
الأساسيّة لهذا الموضوع العبارة الشهيرة لألفرد كورزبيسكي صاحب نظرية الخارطة ليست
الحقيقة هذه العبارة توسع أذهاننا كثيراً فلا نتعامل مع الناس على أنهم كما نعرف
لأنّه يظن أنّ الذي في ذهنه (خارطته) هو الصحيح والحقيقة أنّ هناك فارق كبير مابين
الخارج (الحقيقة) والتمثيل الذهني (صورة الحقيقة) وهناك ثلاثة مرشحات تقلل من
إمكانية وصول الحقيقة هي:
أ-
محدودية الحواس
والوعي:
نحن ننظر إلى
الدنيا من ثقب إبرة ومقدار كبير لا نراه و لا نسمعه، على جسدنا حياة كبيرة فهل
نشعر بها وقدرتنا على الإحساس محدودة، الشم محدود، والذوق محدود، وعي الإنسان نفسه
(القدرة على الإدراك محدود).
جورج ميلر رائد
المدرسة المعرفية في علم النفس ألّف كتاباً في الخمسينات بعنوان: ( العدد السحري 7 ،+ - 2) ذكر فيه:
أنّ قدرة الإنسان
على إدراك ووعي ما حوله لا تتجاوز سبعة (+ -2 ) أي (من5 - 9) فأما اللاوعي فيستقبل 2 مليون فكرة في اللحظة ولذلك دائماً نقول لا تتعجل بالحكم، لا تتبع
أوّل نظرة تدلك على كل الحدث، الخارطة التي في ذهنك جزء من الحقيقة وليست الحقيقة
كلّها، خلاف الحقيقة اعتقادنا أنّ ما نعرف هو الصحيح وخلافه الخطأ يحرمنا من
الإحاطة بالحقيقة كاملة هذه الفكرة استهوت الغربيين أكثر من اللاّزم حتى أنّ وليم
جلاسر رائد المدرسة الواقعيّة نظّر لها وجعلها الأساس كما سيأتي معنا في نظرته
للخرائط الذهنية أو ما يسميها مجموع الصّور الذهنيّة في العقل يجب أن لا تنسى أنّ
من مبادئ الشريعة العمل بغلبة الظن وهذا منهج صحيح لأن ما يمكن أن نجزم به قليل
جداً، وأن حديث الأفراد عن النبي عليه الصلاة والسلام يقبل إن ثبتت عدالتهم.
ب-
اللغة:
يمكن أن تغيّر
الكثير من الحقائق من خلال اللغة فعلى سبيل المثال لو قلت لمجموعة من الأشخاص هذه
العبارة قلت لك ألف مرّة ألاّ تعاملها بقسوة قد يكون لكل واحد منّا صورته الذهنيّة
الخاصّة به فالبعض قد يتخيّل الخطاب موجّه إلى زوج يعامل زوجته بعنف وقد يعتقد آخر
أنّ الخطاب موجّه إلى أب يسيء التعامل مع ابنته وقد يظن ثالثاً أنّ الخطاب موجّه
لشخص يسيء معاملة قطته مثلاً وهكذا الكلمة الواحدة تختلف مدلولاتها باختلاف فهم
الأشخاص بناء على خبراتهم التي مرّوا بها.
ت-
المعتقدات:
المعتقدات توجه
قدرتنا على قراءة ما حولنا ولكن المعتقدات تواجه إشكالات وهي التعميم، مثال: لا
يوجد مدير جيّد، لا توجد طرق جيّدة (التعميم يحذف الحقائق أو يشوهها)، الشعب
الفلاني غبي، والحذف والتشويه في المعتقدات كثيراً ما يغيّر الحقائق ولا سيما
المعتقدات السلبية، ويعتقد وليم جلاسر أنّ السلوك الإنساني مرتبط بمجموعة من
الصّور الذهنيّة في العقل، إن عقل الإنسان لدى جلاسر يتضمن صوراً لجميع الحاجات
والرغبات، ففي العقل( مجموعة صور) لما يريده الفرد فهناك صور لحاجات البقاء، و
الانتماء، والحرية، والقوة، والمتعة وكذلك صور للرغبات المرتبطة بكل حاجة من هذه
الحاجات وعندما يشعر الفرد بحاجة معينة فإنه يستدعي الصورة الخاصّة بهذه الحاجة
فهناك وعي وإدراك للحاجة، ثمّ هناك استدعاء صورة وفي الوقت نفسه فإنّ الفرد يدرك
العالم الخارجي أو الوسط المحيط به من منظور إمكانية إشباع حاجته المستثارة، وهذا
الإدراك للعالم الخارجي يمرّ عبر مرشّحات للمعلومات والقيم وهي مرشحات موجودة
بالعقل ومن خلال ذلك فإنّ الفرد يحصل على صورة معيّنة عن الواقع أو الوسط المحيط
بشأن إمكانيّة إشباع حاجته.
يتبع ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق