الثلاثاء، 18 نوفمبر 2014

هندسة النجاح (4) / الدكتور خالد بن محمد المدني



من مقالات الدكتور خالد محمد المدني

هندسة النجاح



تحدثنا في التدوينة السابقة عن السلوك ومجموع الصور الذهنية في ضوء نظرية البرمجة العصبية اللغوية NLP ونستكمل اليوم الحديث عن السلوك والتصور الذهني.
أخي الكريم .. أختي الكريمة .. السلوك الإنساني هو منتج، وهو ناتج عن تفاعل عدة مكونات في داخل دماغ الفرد نوضّحها في النقاط التالية:
1 ـ الأحداث الخارجيّة:
ونقصد بها الخبرة التي تحدث أمامنا في الخارج وهو حدث محدد مثل حفلة تخرّجك من الجامعة أو زواجك أو غيره من الأحداث.
2 ـ الفلاتر النفسيّة أو مرشحات الإدراك:
أخي الكريم .. أختي الكريمة ..إن الفلاتر النفسية هي بمثابة منقيات أو مصفيات للخبرات القادمة من البيئة الخارجية لأن وعي الإنسان في إدراك ما حوله محدود لا يتعدى(7 ،+- 2) كما يقول جورج ميللر في كتابه العدد السحري، فقد يستوعب وعيك في اللحظة الواحدة تسع معلومات، وقد يستوعب 7 وأحياناً لا يستوعب سوى خمس معلومات، فنحن نستقبل المعلومات من العالم الخارجي عبر الحواس الخمس (اللاقطات) ونمثّلها كذلك عبر هذه الحواس أو اللاقطات، والناس عادة يميلون إلى نظام أكثر من نظام، فقد يميل للبصر أكثر من السمع أو للحس أكثر من البصر وهكذا فعند التقاطه للخبرة يلتقطها حسب النظام الأكثر تفضيلاً له وهذا معناه أنّه سيفقد ثلثي الخبرة لأن مكوّنات أي خبرة (بصر وسمع وحس)، ثمّ الذاكرة العميقة ثمّ الخبرات السابقة التي مرّ بها الفرد وردود أفعاله تجاه هذه الخبرة، ثمّ الدور الاجتماعي ثمّ المستوى الثقافي، ثمّ توقّعات الفرد التي يتوقعها من الآخرين فالفرد أحياناً يضع توقعات عن الأفراد أو المعارف أكبر من الحقيقة فإذا لم يجدها شوّه العلوم (الحقيقة) أو الأفراد فجعلهم غير مخلصين في العلاقة مثلاً، والمشكلة ليست في الأفراد أو العلوم بل في التوقعات الغير منطقية التي وضعها.
3 ـ التمثيل الداخلي:
التمثيل الداخلي هو نتاج الخبرة التي مرّت عبر مرشّحات الإدراك أو الفلاتر النفسيّة، نسميها في البرمجة العصبية اللغوية تمثيل ذهني بينما يسميها وليم جلاسر صور ذهنيّة ولفظ تمثيل ذهني أدق فليس شرطاً دائماً أن تكون الخبرة مرئيّة فقد تكون مسموعة أو محسوسة.
4 ـ الحالة الداخليّة:
بعد أن تمثّل الخبرة ذهنيّاً تصدر حالة شعوريّة مرتبطة بالتمثيل الذهني أي كأنه يشعر أو ينفعل مع الصورة أو الصّوت.
5 ـ الفسيولوجيا:
بعد الشعور يستجيب الجسد فيمثّل الشّعور فسيولوجيا على الجسد كنبض القلب، ونبرات الصّوت...الخ، وهذا يمثّل نموذج المرسيدس وهذا كلّه يحصل داخل دماغ الإنسان.
6 ـ السّلوك:
السّلوك هو المنتج النهائي لتفاعل المكوّنات الثلاثة السّابقة (التمثيل الذّهني الذي فيه جزء من الحقيقة وليس الحقيقة كلّها، الحالة الداخليّة"الشّعور"، الفسيولوجيا)، وتفاعل هذه المركّبات الثّلاثة ينتج لنا السّلوك، والذي يجب التنبّه له هو أنّ السلوك الناتج بناء على التمثيل الذهني (الصورة الذهنية) وليس الحقيقة (الواقع الخبرة التي حدثت) في التدوينة القادمة سنسجّل عدة ملاحظات على هذه النقاط الست فتابع معنا ...

د.خالد محمد المدني

خبير القيادة من المركز الأمريكي للشهادات المهنيّة

رئيس مجلس إدارة منظّمة أكسفورد للتدريب القيادي OLTO

دكتوراه الإدارة من جامعة السودان الحكوميّة للعلوم والتكنولوجيا

للتواصل مع الدكتور خالد المدني

ch@olto.org

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق