من مقالات
الدكتور خالد محمد المدني
مايجب أن
تعرفه عن الآخرين - 5
تحدثت
في التدوينة السابقة عن خامس مايجب عليك معرفته عن الآخرين وهو النظام السلوكي وفي
هذه التدوينة أتحدث عن سادس هذه الأشياء وهو "السلوك الكلي"
السلوك عند وليم جلاسر مؤسس نظرية الاختيار والعلاج الواقعي يتكون من أربعة عناصر
:
الأول:
عقلي: كالتفكير،
والتحليل، والتركيز، والتشتت، والتوهان
والثاني:
انفعالي: كالخوف،
والشجاعة، والحب، والكره، والتفاؤل، والتشاؤم
والثالث
:
جسدي: مثل
نبض القلب، وآلام المعدة، والقولون العصبي
والرابع
:
حركي:
كزغللة العينين
هذه
العناصر الأربعة عند جلاسر مجتمعة مع بعضها البعض أربعة، يعني أنٌ الشخص عندما يسلك
سلوكاً في العالم الخارجي فإنه يتحرك بهذه العناصر الأربعة : العقلي والانفعالي
والحركي والجسدي، ولا بدّ هنا من التذكير بعدة نقاط
:
أولاً : السلوك كلّي العناصر الأربعة مجتمعة هي
التي تُشكّل السلوك فيُسمّى كلياً
ثانياً : العناصر الأربعة لها قائد يقودها نحو
السلوك يُسمّى العنصر القائد، هذا العنصر القائد يقود العناصر الثلاثة الأُخرى
ثالثاً: الأصل وفي الوضع الطبيعي يُفترض أن
يقود العقل لأنّ العقل عندما يقود ويُسيطر على العناصر الثلاثة المتبقية "الانفعالي،
والجسدي، والحركي" يستطيع أن يتخذ القرار بوعي، نُشبه
ذلك بسيارة لها أربعة كفرات الأماميان:
عقلي وحركي، والخلفيان : انفعالي وجسدي، والسيارة دفعها أمامي لكن
كفرات السيارة مجتمعة هي التي تتحرك فلو توقف كفر لتوقفت السيارة، وقائد هذه العملية
هو العقل ومقود السيارة هي الصورة الذهنية
رابعاً : ماهو العنصر المسيطر الذي يقود فيسود
على بقية العناصر الثلاثة الأخرى ؟
الجواب:
حسب البرمجة المجتمعية التي تعرّضنا لها فتجد أشخاصاً يقودهم العنصر الانفعالي وهم
من وجهة نظري الغالب فتختلط أقوالهم بأفعالهم فيتخذون القرارات في حالة انفعال
كغضب أو خوف أو توتر لذا تكون قراراتهم خاطئة للأسف مُعظم حالات الطلاق تقع في
حالة انفعال شديد فتختلط الأقوال بالأفعال فيقع الطلاق، وآخرون يقودهم العنصر
الجسدي فعند وقوعهم بأزمة تُصيبهم آلام قولون أو معدة، ونوع ثالث تقودهم الحركة
فتُصيبه حركة جسدية لايكاد يستقرّ، ونوع رابع وهم الواعون يقودهم العنصر العقلي،
إذن حسب برمجتك تكون استجابتك
إذن
ماالذي نتفق فيه مع الآخرين ونختلف فيه؟
نتفق
مع الآخرين بأننا كلّنا لدينا ذات العناصر الأربعة التي تُشكّل سلوكنا في العالم
الخارجي
ونختلف
بأنّ العنصر الذي يُسيطر عليّ ربما لايكون ذات العنصر الذي يُسيطر عليك
إذن
ماذا نستفيد من ذلك ؟
ينبغي
على من يُسيطر عليه العنصر الانفعالي أن يتحرّر من ذلك ويجعل السيطرة للعنصر العقلي
وذلك بالحركة والحركة أنواع: مشي، صلاة، دعاء، رياضة، وكلٌ أعرف بحركاته التي
تبرّد انفعاله، وإذا استمرّ الإنفعال نستمرّ بالحركة وكلما تعرضنا لموقف يستدعي
انفعالاً كرّر بالحركة، والتكرار يُعلّم الشطّار لتنفكّ البرمجة وتخرج من الشرنقة،
الواعون يتحرّرون من سيطرة الانفعال والجسد حماية لذواتهم
.
فكن
منهم .
..
انتهى..
د.خالد محمد المدني
خبير القيادة من المركز الأمريكي للشهادات المهنيّة
رئيس مجلس إدارة منظّمة أكسفورد للتدريب القيادي OLTO
دكتوراه الإدارة من جامعة السودان الحكوميّة للعلوم والتكنولوجيا
للتواصل مع الدكتور خالد المدني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق