الجمعة، 4 مايو 2018

تحرّر من قيودك .. / الدكتور خالد بن محمد المدني

من مقالات الدكتور خالد محمد المدني
 تحرّر من قيودك ..

البعض سجن نفسه خلف زنزانات من الوهم شلّت عقله وقيّدت خطواته وحرمته من الاستمتاع بالحياة والتخطيط للمستقبل أول سجن عقلي سجن العديد أنفسهم خلفه : الماضي، الماضي لماذا يقيدنا؟ الماضي ولّى ولن يعود، لك خياران لاثالث لهما إمّا أن تتألّم أو تتعلّم منه، تحرر من قيد الماضي تعلّم منه واستمتع بحياتك وخطط لمستقبلك ثاني سجن عقلي سجن الأفراد أنفسهم خلفه وقيدوا إمكاناتهم سجن الحاضر وفيه ثلاثة قيود:  الأوّل: قيد الوظيفة: فلا يرى في الوظيفة إلاّ قيداً هو هكذا اتجاه نظرته لكنّه لو نظر لها من زوايا عدة لأدرك أنّ فيها تطويراً لخبراته، وتجديدًا لإمكاناته ومالاً يرفه به عن حياته  لكنّه لو نظر لها من زوايا عدة لأدرك أنّ فيها تطويرًا لخبراته، وتجديداً لإمكاناته ومالاً يرفه به عن حياته، أرى في الوظيفة حياة، وتطوير قدرات، وبناء علاقات وفوق ذلك إنجازات لمن أراد ذلك القيد الثاني من قيود الحاضر: قيد الزواج كثيرٌ ينظر له على أنه قيد حدّ من حركته وانطلاقته حتى الناجحين يرى بعضهم ذلك كثيرٌ يفهم الحرية خطأ بأنها انفلات بلا قيود، الحرية أن تختار قيدك بوعي وتستمتع به والعبودية أن يُفرض عليك من طرف آخر مالاً تقبل أرى في الزواج حياة لاتعدلها حياة ممارسة حب في إطاره الصحيح ومراقبة ثمرات وهي تنمو وأنتما تغذيانها وبذورها الحب والاحترام والحوار والتفاهم، العرض لا الفرض، حتى يشتدّ عودهم ويبلغون تمامهم فينشأون أقوياء لا ضعفاء  القيد الثالث من قيود الحاضر الذي سجن البعض أنفسهم خلفه سجناً وهمياً: قيد الأولاد والبنات أي الذريّة، الله أخبرنا أن البنون زينة فلم جعلنا منهم معاناة، لأننا لم نعرف كيف نستمتع معهم منذ أن يولدوا إلى أن يصبحوا آباء وأمهات تحرر من قيودك الوهمية تجاه أبناءك واستمتع معهم فنحن خلقنا معهم ولم نخلق لهم الله جعلهم زينة فلا تجعلهم أساس أعطهم امنحهم دربهم على مهارات الحياة لكن لاتوقف حياتك عليهم حدد ماذا تريد من أبنائك ماتوقعاتك عنهم، ثم انطلق اجعل من وقتك معهم متعة أوقف الصراخ والضرب هاتين الممارستين مدمرتان الأولى: تزعزع الأمان والثانية: تصيبه بانفصام نفسي فيعيش بشخصيتين متناقضتين القيد الثالث الذي سجن الكثيرون خلفه أنفسهم : قيد الخوف من المستقبل، تأكد أن ماحصل في الماضي أقدار وماسيحصل في المستقبل اختيار فأنت ترسم مستقبلك وتختار رؤيتك فإن حدث مالا تريد زودك الله بقوة الاختيار قوة الاختيار ليست مهارة تكتسبها بل منحة خُلقت معك وهبها الله لك مع الولادة "وهديناه النجدين" فأنت قادر على اختيار انفعال ينفعك أو يضرّك وفكرة ترفعك أو تخفضك وقادرٌ أيضاً على وقفها وكنسها من عقلك والخيار لك وكنترول التحكم بيدك.

د.خالد محمد المدني
خبير القيادة من المركز الأمريكي للشهادات المهنيّة
رئيس مجلس إدارة منظّمة أكسفورد للتدريب القيادي OLTO.
دكتوراه الإدارة من جامعة السودان الحكوميّة للعلوم والتكنولوجيا
للتواصل مع الدكتور خالد المدني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق