من مقالات الدكتور خالد محمد المدني
كيف نفهم الحب ونتعامل معه ونتحكم به؟
في هذه التدوينة
نواصل الحديث حول فلسفة الحب.. وسأتحدث تحديداً عن أسماء الحب التي استخدمتها
العرب في وصف ناره ولهيبه وشدة قسوته .. وكذلك في متعته لذته وجنته ..
أسماء الحب في
اللغة:
المحبة: أصلها الصّفاء
لأن العرب تقول لصفاء بياض الأسنان ونضارتها حبب الأسنان، ومعناه غليان القلب
وثورانه عند الإهتياج إلى لقاء المحبوب، وقيل مأخوذ من اللزوم والثبات ومنه أحب
البعير إذا برك فلم يقم، قال الشّاعر:
حلّت
عليه بالفلاة ضرباً ضرب بعير
السّوء إذا أحبّا
فكأنّ المحبّ قد
لزم قلب محبوبه فلم يرم عنه انتقالا، وقيل مأخوذ من القلق والإضطراب ومنه سمّي
القرط حبّا بكسر الحاء لقلقه في الأذن واضطرابه كما قال الشاعر:
تبيت
الحبة النضناض منه مكان الحبّ
تستمع السّرارا
وقيل مأخوذة من
الحبّ جمع حبّة وهو لباب الشيء وخالصه وأصله فإنّ الحب أصل النبات والشّجر، وقيل
ماخوذة من الحب الذي هو إناء واسع يوضع فيه الشّيء فيمتليء به بحيث لايسع غيره
وكذلك قلب المحبّ ليس فيه سعة لغير محبوبه، وقيل مأخوذة من الحب بضم الحاء وهي
الخشبات الأربع التي يستقر عليها مايوضع عليها من جرّة أو غيرها وسمي الحب بذلك
لأنّ المحب يتحمّل لأجل محبوبه الأثقال كما تتحمل الخشبات ثقل مايوضع عليها وهذا
من أجمل المعاني، وقيل بل مأخوذة من حبّة القلب وهي سويداؤه، ويقال ثمرته،
فسمّيت المحبة بذلك لوصولها إلى حبّة القلب.
- الحب في
الإصطلاح عن روادها:
- الميل الدائم
بالقلب الهائم.
- إيثار المحبوب
على جميع المصحوب.
- اتّحاد مراد
المحب ومراد المحبوب.
- استيلاء ذكر
المحبوب على قلب المحب.
- الغيرة للمحبوب
أن تنتقص حرمته.
- مصاحبة المحبوب
على الدوام، ومنه قول الشاعر:
ومن
عجب أنّي أحــنّ إليهم
وأسأل
عنهم من لقيت وهم معي
وتطلبهم
عيني وهم في سوادها
ويشتاقهم
قلبي وهم بين أضلعي
2 ـ العلاقة: وتسمّى العلق
بوزن الفلق وهي من أسماء الحب وهو يعني الحب وسميت العلق لتعلق المحب بالمحبوب.
3 ـ الهوى: ميل النفس إلى
الشّيء، ومنه قول تعالى: ( وأمّا من خاف مقام ربه ونهى النفس عن
الهوى).(النازعات،79/40)، (وسأل رجل رسول الله عليه الصلاة والسلام عن الهوى فقال
له المرء مع من أحب)
3 ـ الصّبوة: والصّبا من أسماء
الحب واصل الكلمة من الميل، (وإلاّ تصرف عنّي كيدهنّ أصب إليهنّ وأكن من
الجاهلين).(يوسف،/12،33).
4 ـ الصبابة: قيل هي رقة الشوق
وحرارته.
5- الشّغف: والشغف غلاف
القلب وهو جلده قال تعالى: (قد شغفها حبا). يوسف/12،30).
6 ـ الشّعف: شعفه الحب أي
أحرق قلبه.
7 ـ المقه: بكسر الميم أي
الحب.
8 ـ الوجد: الحب الذي يتبعه
حزن.
9 ـ الكلف: الولع بالشيء.
10 ـ التتيّم: فهو التعبّد.
11 ـ العشق: أمرّ هذه الأسماء
وقلّ ماولعت به العرب وكأنهم ستروا اسمه وكنّوا عنه بهذه الأسماء، وقالت العرب
العشق فرط الحب.
12 ـ الجوى: الحرقة وشدّة
الوجد من عشق أو حزن.
13 ـ الشّجو: حب يتبعه همّ
وحزن.
14 ـ الشّوق: سفر القلب إلى
المحبوب، وقد ورد هذا اللّفظ في السّنة (والشّوق إلى لقائك).
15 ـ الخلابة: الحبّ الخادع
والخلب هو الحجاب الذي بين القلب وسواد البطن.
16 ـ البلابل: جمع بلبلة وهو
وسواس الصّدر.
17 ـ التباريح: أشد مايلاقى من
الحب.
18 ـ السّدم: الحب الذي يتبعه
ندم وحزن.
19 ـ الوهل: الروعة عند رؤية
المحبوب، كما قال الشاعر:
علامة
من كان الهوى بفؤاده إذا مارأى
محبوبه يتغيّر
20 ـ الشّجن: شدّة الحاجة إلى
المحبوب.
21 ـ اللاّعج: شدة إحراق الحب.
22 ـ الإكتئاب : الإنكسار من
الحزن وتتولد من حصول الحب وفوات المحبوب.
23 ـ الوصب: ألم الحب ومرضه .
24 ـ اللّوعة: احترق من الشّوق.
25 ـ الرسيس: ثبات الحب ودوامه.
26 ـ الود: خالص الحبّ
وألطفه وأرقّه، وهو من الحب بمنزلة الرأفة من الرحمة.
27 ـ الخلّة: توحيد المحبة.
28 ـ الغرام : الحبّ اللاّزم.
29 ـ الهيام : أشدّ العطش
والهيام.
30 ـ التدليه: ذهاب العقل من
الهوى كما قال تعالى : (فشاربون شرب الهيم) أي شرب من ذهب عقله، وهذا أوّل ماأصاب
مجنون ليلى قيس بن الملوّح.
31 ـ الوله: ذهاب العقل
والتحير من شدة الوجد، وهذا آخر ماأصاب مجنون ليلى.
(روضة المحبين
ونزهة المشتاقين ، بتصرف) لابن القيم رحمه الله.
يتبع...
