أسرار السعادة
سألني عن أسرار السعادة..
فأجبته: السعادة في داخلنا وليس في الخارج معظم البشر يبحثون عنها في خارجهم وهي في أعماق أنفسهم ، القضية تكمن في أنهم لم يبحثوا عنها فقط ، لأنهم يربطونها بأشياء خارجية ينتظرون أن تحدث معهم ليكونوا سعداء وما علموا أنّ مافي الخارج أسباب فقط تُساعد أمّا مافي الداخل فهو جوهر السعادة الكامن بداخلك يحتاج فقط لتلميع ، قلتُ له أنا شخصيًا أراها في خمس ممارسات وضدّها خمس من أسباب التعاسة
الأولى : الاستمتاع بالموجود وضدّها في التحسّر على المفقود فالسعداء يستمتعون بما لديهم ويسعون للوصول لما ليس لديهم أمّا التعساء فيستحسرون دومًا على المفقود ولا يستمتعون بما لديهم
الثاني : تعداد الحسنات والإيجابيات وضدّها ذكر الذنوب والعيوب فالسعداء مدمنوا تعداد ايجابياتهم وحسناتهم والتعساء مدمنوا تذكر الذنوب والعيوب إن أذنبت فبادر بالتوبة "إنّ الحسنات يُذهبن السيئات" افعل ولا تنفعل
الثالث : إسقاط الأغيار من الإعتبار والأغيار جمع غير فالسعداء لايُقارنون أنفسهم بأحد لا أقلّ ولا أكثر إنما يقارنون أنفسهم بأنفسهم والتعساء دائموا المقارنات بالآخرين وعندي أنّ المقارنات دمارٌ للذّات داء العلاقات أفضل التفعيلات "أنا أحسن وأفضل وأميز" أنت حسنٌ وفاضلٌ ومميز واترك أفعل التفضيل
الرابع : الإنشغال بالذات وضدّها الإنشغال بالآخر فالسعداء ينشغلون بذواتهم على الدوام وعيًا وتقبلًا وعشقًا وتجميلًا ومكافأة لها عن كل إنجاز والتعساء دائموا الانشغال بالآخر نقدًا وتقييمًا وإصدارًا للأحكام على سلوكياتهم ولكلّ عالمه المفضل الذي يرتضيه ويعشقه
الخامس : التفكير باللحظة والتخطيط للمستقبل وضدّها التفكير بالماضي: فالسعداء ينحصر تفكيرهم في لحظتهم التي يحيونها الآن والتفكير بخطتهم غدًا فهم مستمتعون بلحظاتهم مستمتعون بأوقاتهم والتعساء يفكرون دائمًا بالماضي ولذلك هم أصحاب عبارة جيل الطيبين إنهم يعيشون زمانًا قبل زمانهم يسحبهم الماضي فيتعسهم خذها قاعدة الماضي لا نعود إليه إلا في حالتين : الأولى أن نتعلّم منه ولا نتألّم والثانية أن نعيش ذكرياته الجميلة فقط وغير ذلك هو دمارٌ لك وشقاءٌ عليك.
د.خالد محمد المدني
خبير القيادة من المركز الأمريكي للشهادات المهنيّة
رئيس مجلس إدارة منظّمة أكسفورد للتدريب القيادي OLTO
دكتوراه الإدارة من جامعة السودان الحكوميّة للعلوم والتكنولوجيا
للتواصل مع الدكتور خالد المدني
www.rosheta.net
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق