من مقالات الدكتور خالد محمد المدني
القيادة بثوبها الجديد
الملاحظ عند
استقراء تطوّر الفكر القيادي الحديث مروره بتطوّرين مهمّين ولافتين للانتباه
أولهما: أنّ الفكر
الإداري القديم كان لا يفصل بين الإدارة والقيادة أمّا الفكر الحديث فقد فصل
بينهما وجعل لكل منهما مهام محدّدة وجعل القيادة هي هرم العمليّة الإشرافيّة في
المنظّمات.
ثانيهما: أنّ الفكر
القيادي القديم كان يرى أن القيادة موهبة لا يمكن تعلّمها والصحيح أنّ القيادة في
الأساس هبة إلاّ أنّنا نستطيع صناعة وبناء قادة في سياقات محددة يمارسون مهام يمكن
تدريبهم عليها ولعلّ هذا الرأي هو الأقرب للصّواب وإليك عزيزي القارئ أشهر آراء
علماء القيادة في فطرية وصناعية القائد حيث يقول بيتر دراكر (أحد كبار
علماء الإدارة والذي درّس القيادة لأكثر من خمسين سنة): "القيادة يجب أن
تتعلّمها، وباستطاعتك أن تتعلّمها"، ويقول وارن بلاك:"لم يولد
أيّ إنسان كقائد، القيادة ليست مبرمجة في الجينات الوراثيّة، ولا يوجد إنسان مركّب
داخلياً كقائد"، ويقول جيمس كوزيس & باري بوزنر:
"سنكون
كاذبين أو مخادعين إذا لم نقل أنّ بعض الأفراد لديهم احتمالات نجاح في القيادة
أكبر بشكل واضح من غيرهم وهذا لا يعني أنّ الأفراد العاديين لا يمكنهم أن يكونوا
قادة استثنائيّين"، ويقول جون زينجر و جوزيف فولكمان "في
واقع الأمر يمكن اكتساب سمات القيادة، ويمكنك أن تكون قائداً أفضل، صحيح أنّ بعض
سمات القيادة تظهر في مرحلة مبكرة جداً من الحياة، ولكنّ الصحيح أيضاً أنّ أحداً
لا يستطيع التنبّؤ بمن سيكونون قادة أفذاذ".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق