الجمعة، 19 يونيو 2015

كيف تقدرذاتك وتسعد بحياتك؟ (3) / الدكتور خالد بن محمد المدني


من مقالات الدكتور خالد محمد المدني

كيف تقدرذاتك وتسعد بحياتك

مصادر تقدير الذات الداخلية


نتحدث في هذه التدوينة عن مصادر تقدير الذات الداخلية
لتقدير الذات مصدرين مهمّين:
الأول "المصدر الداخلي":
المصدر الداخلي ينشأ من داخل الفرد وهي نتاج البرمجة البيئية التي تعرض لها الفرد فكونت له مصادر داخلية لتقدير ذاته والتي منها:
ـ المواهب الطبيعية المتوارثة:
الإمكانات التي وهبها الله سبحانه وتعالى للفرد وهي الطاقات والإمكانات الكامنة فالبصر، والسمع، والشم، والذوق، واللمس، والحركة كلها إمكانت فطرية وهبها الله للأفراد.  
ـ الإحساس بكونك فريداً وذا قيمة :
وهذا نتاج التربية السليمة ، وهي تعتمد على اللغة التي استخدمها الأبوان مع أبنائهما ، وبمقدار مانجحا في إشعار الطفل أنه فريد وذو قيمة، وأنه لايشابه أقرانه، وأنه له بصمته المتميزة في الحياة كما أن بصمة إبهامه لايمكن أن تشابهها بصمة أخرى لشخص آخر يتعزز لديه تقدير الذات، وبمقدار مايحاول الأبوان إنتاج نسخا باهتة من أبنائهما مشابهة لهما أو لأبنائهما الكبار بمقدار مايتزعزع تقدير الذات ويهتز.
ـ الإحساس بالرضا والمحبة:
بمقدار ماينجح الأبوان بغرس الشعور لدى أطفالهما منذ نعومة أظافرهما بأنهما محبوبين لديهم سواء أنجزوا أم لم ينجزوا، نجحوا أم لم ينجحوا هم محبوبين لذاتهم، وأن هذا الحب غير مشروط فتختقي من الأسرة كلمات مثل: أحبك إذا نفذت أوامري، أحبك إذا أديت واجبك، هذا الحب حب مشروط يصنع نفوساً مؤذية تؤذي وتتأذى، فبمقدار ماينجح الأبوان في غرس الحب لدى أطفالهما بمقدار ماتكون ذاته عالية مقدرة.
ـ الإحساس بالتحكم في حياتك:
تقدير الذات مرتبط بالمسؤولية .. بأن الفرد متحكم في حياته، وليس الآخرون متحكمون بها، فالكنترول بيد والضبط والربط عندك، كثير من الأسر تربي أبنائها ليكونوا تابعين وليسوا مستقلين، ربي أبناءك ليكونوا بعيدين عنك لاقريبين منك، لأن الشعور بالإعتماد شعور يهز من تقدير الذات، دعهم يخوضون تجاربهم بمفردهم، ويحققون نجاحاتهم، ويتعلمون من إخفاقاتهم، كلما زرع الأبوان لدى أبنائهما الشعور بأنهما مسؤولين عن حياتهم، وأنهم متحكمون بها، وأنهم مستقلون لاتابعون، ودور الآباء معهم التوجيه، والنصح كلما تكونت لديهم ذاتا قوية قادرة على مواجهة إقبال الحياة وإدبارها كما قال الشاعر:
إذا هبت هبوبك فاغتنمها    فإن لكل خافقة سكونا
ـ الإنجازات الشخصية:
 الفرد المنجز الذي وضع غايات وحققها وهي الإنجازات، ذاته تتعزز أكثر من الفرد الذي لم يحقق إنجازات، فينبغي على الأبوان أن يشيدا دائماً بإنجازات أبنائهما، ويشعرانهم بالفخر تجاهها، وأنها إنجازات بذل فيها وقتاً، وجهداً، وطاقة، وهي إنجازات متميزة .
ـ الفضيلة الأخلاقية والاستقامة :
الأسر التي تربي أبنائها على  القيم الإسلامية النبيلة، والإستقامة الأخلاقية، والفضيلة المجتمعية، ويصنعون من كل فرد في الأسرة حارساً للفضيلة، لديه جهاز مراقبة  ذاتي، تكون ذاته مقدرة تقديراً عالياً، ويزيد من احترامه هو لنفسه، ويبدأ يهتم هذا الإبن أو تلك البنت بالأمور السامية المفيدة، ويبتعدان عن سفاسف الأمور كما قال الإمام ابن الجوزي رحمه الله في صيد الخاطر:" من علامات كمال العقل علو الهمة، والراضي بالدون دنيء، وأود أن أنبه في نهاية الحديث عن المصادر الداخلية للذات تنبيها هاما وهو أن الفرد هو من يعطي تقديرا عاليا لذاته، ماأود قوله أنه ليس جميع الأسر مثالية في التربية فقد يقع منها الخلل، والخطأ، والجهل وهذا ليس تعمداً فيتأثر أحد هذه المصادر، وهذا ليس نهاية العالم بإمكان الفرد إعادة تأسيس ذاته حتى لو تعرضت للتهشيم والأذى، وهو مانحاول وصفه لك في هذه التدوينات من خلال روشتة مجربة لصناعة ذات قوية.
يتبع..

د.خالد محمد المدني

خبير القيادة من المركز الأمريكي للشهادات المهنيّة

رئيس مجلس إدارة منظّمة أكسفورد للتدريب القيادي OLTO

دكتوراه الإدارة من جامعة السودان الحكوميّة للعلوم والتكنولوجيا

للتواصل مع الدكتور خالد المدني

ch@olto.org



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق