من مقالات الدكتور خالد محمد المدني
نظرية الاختيار (1)
1)
تحدث أستاذ نظرية الاختيار الطبيب النفسي الدكتور وليم غلاسر
أنّ الأفراد يولدون وتولد معهم خمسة حاجات أساسيّة واحدة جسدية وهي الحاجة
للبقاء كالحاجة للأكل والشرب والهواء والمال وأربعة نفسية وهي الحاجة
للانتماء أن أنتمي لمن يحبني وأحبه يناجيني وأناجيه يناغيني وأناغيه وقد يكون
الانتماء للأسرة أو القبيلة أو الجماعة أو الوطن وقد أنتمي لفكرة فأحياً بها وأموت
دفاعاً عنها والحاجة الثانية هي الحاجة للقوة لسلطة أمارسها على الآخرين
فقد تكون السلطة منصباً أو مالاً والحاجة الثالثة هي الحاجة للترويح أن
أتمتع بلحظاتي وأيامي والحاجة الرابعة هي الحاجة للحرية أن أقول وأفعل
ماأشاء..هذه الحاجات الخمس فطرية موروثة وليست
مكتسبة نكتسب أفعالها منذ الولادة إلى أن نموت فعلى سبيل المثال الطفل يكتسب من
بيئته كيف يشبع الحاجة للبقاء منذ ولادته ابتداء من التقامه ثدي أمه إلى أن يتعلم
أصناف المأكولات والمشروبات التي تشبع لديه الحاجة للبقاء فهو إن جاع يعرف ماذا
يأكل لحماً أو دجاجاً أوسمكاً ويعرف أين يجده؟ لماذا لأن مجتمعه أكسبه طرق إشباع
هذه الحاجة، أما بقية الحاجات الأربعة النفسية فربما لم يكتسب طرق إشباعها بشكل
صحيح فأحياناً يصيب وأحياناً يخطيء خذوا على سبيل المثال لو نقصت عند شخص الحاجة
للترويح فقد يشبعها شخص بسلوك خاطيء لأنه يضرّ صحته كالتدخين أو الكحول وقد يشبعها
آخر بسلوك صحيح كالرياضة والمشي والسفر سنتحدث فيما بعد لماذا سلك هذا الشخص سلوكاً
خاطئاً وسلك آخر سلوكاً صحيحاً.
2)
هذه الحاجات الخمس دائمًا وأبداً بين نقص وإشباع فإن نقصت
الحاجة اختلّ الجسد واعتلّ وإن أُشبعت عاد الشخص لتوازنه.
3)
النقص ليست علامة سوء بل هي إشارة تنبيه للشخص ليتحرك ويعيد
التوازن لذاته بل ينبغي أن يفرح بهذا الاختلال والاعتلال لأنه علامة حياة، وينبغي
أن لايفرح الشخص أنه دائماً على مايرام لأنها علامة موت فيسأل نفسه لماذا لم أختلّ
وأعتلّ من فترة، اعتدال الميزان باستمرار مؤشر خطر وليست علامة تعافي مؤشّر نبض
القلب دائماً بين ارتفاع وانخفاض فإذا استقرّ المؤشر بخط عامودي فمعناه وفاة .. هل
كثيرٌ من الأحياء أموات بناء على هذه القاعدة..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق