من مقالات الدكتور خالد محمد المدني
نظرية الاختيار (6)
تحدثت في التدوينة
السابقة عن الحواس الخمس، وصفات الصّور الذهنيّة، نحن نلتقط الصورة الذهنيّة من المحيط الخارجي
عبر حواسنا الخمس (البصر، السمع، الشم، الذّوق، اللمس)، وحوّاسنا الخمس بمثابة
النوافذ على العالم الخارجي، فأي معلومة تنفذ إلى عقولنا تنفذ عبر نوافذ العقل وهي
الحواس، هنا في الدماغ فلترين واحد عام عبر الحواس الخمس، وهو فلتر المعلومات،
والثاني شخصي يأتي بعد فلتر المعلومات وهو فلتر القيم، وفيه معايير شخصيّة، مثل حسن،
وقبيح، غالي ورخيص، جيد، وسيء ...الخ ، والإدراك هو بمثابة الحارس على الدماغ، فلا
يسمح لمعلومة أن تدخل إلاّ إن كانت تهمّه فإن كانت تهمّه فإنّ وظيفة العقل تجاه
هذه المعلومة التقاط صورة لها، والحواس الخمس أدواتك للإتصال بالمحيط الخارجي،
لكنها أدوات التقاط وليست أدوات فهم أو تفسير، أو ترجمة المعنى مايلتقطه، فربما
رأيت شيئاً أصفر لكنّ معنى ذلك يترجمه العقل وليست العين (الرشيدي بتصرّف، 2011م ، 42)، للصّورة الذهنيّة مواصفات متعددة سأتحدث
في هذا العدد عن ثلاث صفات فقط على أن أُكمل الحديث عن بقية الصفات في التدوينة
القادمة، والتي تليها بمشيئة الله.
ـ صفات الصورة الذهنيّة:
1) الصور
الذهنيّة:
هي أدوات إشباع الحاجات، وهي متغيّرة حسب الزمان والمكان هي الأدوات التي يبتكرها العقل لإشباع الحاجة التي حصل فيها النقص أو ربما أكثر من حاجة، وتتكوّن الصورة الذهنيّة حسب الخبرات التي أخذتها من الحياة منذ الولادة، وإلى مماتك، فأنا تعلّمت من خلال البيئة التي نشأت بها، والمجتمع الذي تربيت فيه وترعرت كيف أُشبع الجوع؟ كيف أحصل على الماء؟ وتعلّمت من مجتمعي أيضاً إذا شعرت بالملل ماذا أفعل؟ ألعب كرة قدم مثلاً، أو أسافر، إذن الصور الذهنيّة أدوات إشباع الحاجات، وهي تختلف من مجتمع لآخر، ومن بيئة لأخرى، ومن فرد لفرد فالصورة الذهنية التي تشبعني ليس بالضرورة أنها تُشبع غيري، فأنا عندما أجوع أُحبّ أن آكل همبرجر، غيري يحبّ لحم ورز، ثالث لايعرف الهمبرجر أصلاً فيشبعه بشيء آخر، وتختلف الصورة الذهنيّة من زمن لزمن مثل أكل السوشي، شرب البيبسي، لم يكن موجوداً منذ زمن، الأفغان مثلاً لايعرفون السمك، إذن ممكن أن تتغيّر الصور الذهنيّة حسب المكان/الزمان.
هي أدوات إشباع الحاجات، وهي متغيّرة حسب الزمان والمكان هي الأدوات التي يبتكرها العقل لإشباع الحاجة التي حصل فيها النقص أو ربما أكثر من حاجة، وتتكوّن الصورة الذهنيّة حسب الخبرات التي أخذتها من الحياة منذ الولادة، وإلى مماتك، فأنا تعلّمت من خلال البيئة التي نشأت بها، والمجتمع الذي تربيت فيه وترعرت كيف أُشبع الجوع؟ كيف أحصل على الماء؟ وتعلّمت من مجتمعي أيضاً إذا شعرت بالملل ماذا أفعل؟ ألعب كرة قدم مثلاً، أو أسافر، إذن الصور الذهنيّة أدوات إشباع الحاجات، وهي تختلف من مجتمع لآخر، ومن بيئة لأخرى، ومن فرد لفرد فالصورة الذهنية التي تشبعني ليس بالضرورة أنها تُشبع غيري، فأنا عندما أجوع أُحبّ أن آكل همبرجر، غيري يحبّ لحم ورز، ثالث لايعرف الهمبرجر أصلاً فيشبعه بشيء آخر، وتختلف الصورة الذهنيّة من زمن لزمن مثل أكل السوشي، شرب البيبسي، لم يكن موجوداً منذ زمن، الأفغان مثلاً لايعرفون السمك، إذن ممكن أن تتغيّر الصور الذهنيّة حسب المكان/الزمان.
2) يستحيل تغيير صور الآخرين دون
الموافقة منهم:
أنت
تملك حق التأثير فقط، والتغيير ملك الآخرين، أنت تملك أن تعرض ولا تفرض فلاتستطيع
تغيير صور زوجتك الذهنيّة، ولا أصدقائك، إبليس نفسه لايستطيع تغيير صورك الذهنيّة
عندك، لأنه لو استطاع لتحكم في سلوكك ولا يمكن أن يتحكّم في سلوكك غيرك، ولكن
يستطيع أن يسوّق بضاعته عليك فإن قبلت تحكم بسلوكك، وهذا مافعله مع آدم عليه
السلام، حاول تسويق صورة لآدم وهي صورة الأكل من الشجرة، فرفض آدم، فجاءه بحيلة لم
يتوقعها (وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين) فأقسم بالله كاذباً، ولم يتوقع آدم أنّ
هناك من يقسم بالله كذباً فصدّقه فوقع في الفخ، إذن آدم لم يقبل الصورة الذهنيّة
القادمة من العالم الخارجي من إبليس الذي سوّقها عليه، لأن آدم لديه قوّة الاختيار،
ولو استطاع إبليس أن يقنعه لتحكم به، إذن التحكم في الآخرين يحصل إن استطعت بيعهم
صورك الذهنيّة وهي أساسها فن العرض، الأطفال أنفسهم يمكن تغيير صورهم الذهنيّة
لأنهم غير قادرين على التحكم بها لايعرفون مهارات التلاعب بالصور الذهنيّة أمّا
الكبار فيصعب تغيير صورهم الذهنية لأنهم واعين بها، ولديهم مهارات التحكم بصورهم
الذهنيّة، بل بعض الكبار يمكن التحكم بصورهم الذهنيّة، والتلاعب بها لأنهم غافلين
عمّا يحاك لهم.
3) تتشكّل الصّور الذهنيّة لإشباع
الحاجات:
الصورة
الذهنيّة لاتتشكّل إلاّ إذا نقصت حاجة عند الشخص، والحاجات كما ذكرنا هي خمس
(الحاجة للبقاء وهي حاجة جسدية، وهناك أربعة حاجات نفسيّة: الحاجة للإنتماء،
والحاجة للقوّة، والحاجة للترويح، والحاجة للحريّة)، فإن نقصت حاجة من تلك الحاجات
أرسل عقلك إشارة تنبيه لنقص الحاجة فتتشكّل صورة ذهنيّة، الهدف من تشكّل الصورة
الذهنيّة هو إشباع الحاجة التي حصل فيها نقص.
..
يتبع ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق