من مقالات الدكتور خالد محمد المدني
نظرية الاختيار (7)
في
التدوينة السابقة تحدثت عن ثلاث صفات للصورة الذهنيّة، وسأتحدث في هذه التدوينة عن
ثلاث صفات أُّخرى:
4 ـ الصورة الذهنيّة إيجابيّة:
لأنّ
الصورة الذهنيّة: الأداة التي تشبع الحاجة، إذا تشكّلت الصورة الذهنيّة أصبحت تلك
الصورة أداة لإشباع الحاجة، وكل صورة تشبع حاجة هي إيجابيّة، فلا يوجد صورة ذهنيّة
سلبيّة.
5ـ
الصورة الذهنيّة الواحدة قد تُشبع أكثر من حاجة:
الصورة الذهنيّة (الزواج) تشبع عندك أكثر من
حاجة فقد تُشبع لديك الانتماء، والترويح، والقوّة لكنها تنقص عندك الحريّة، لأن في
الزواج قيد، والفرق بين الواعي، والغافل أنّ الواعي يختار قيوده بوعي لأنّ فيه
مصلحة فالزواج قيدٌ لكنه يحقق مصلحة كبرى كسدّ حاجة الجنس، وبناء أسرة، وإن كان
جلاسر يخالف ويعتبر الجنس حاجة للبقاء البشري، وليست حاجة للفرد، الوظيفة قيد
لكنّها تحقق مصلحة المال، فيختارها الواعي لأنّ فيها مصلحة وتُشبع لديه الحاجة
للبقاء، والحاجة للقوّة، بينما العبوديّة قيدٌ يفرض عليك من الخارج، وفيما يلي في
الجدول رقم (2) التالي: أمثلة للصور الذهنيّة التي تُشبع
أكثر من حاجة:
جدول
رقم (1)
أمثلة لصور ذهنيّة والحاجات التي تشبعها
م
|
الصور
الذهنيّة
|
الحاجات
التي تشبعها
|
1
|
السفر
|
الترويح
الحريّة
|
2
|
التدريب
|
القوّة
الترويح
|
3
|
الكتابة
الصحفيّة
|
القوّة
الحريّة
|
4
|
الزواج
|
الإنتماء
الترويح
القوّة
|
5
|
الحصول
على الدكتوراه
|
القوّة
|
6
|
امتلاك
عقارات تجاريّة
|
القوّة
البقاء
الحريّة
|
7
|
مستشار
نفسي
|
الانتماء
القوّة
|
8
|
امتلاك
منزل خاص
|
الانتماء
القوّة
البقاء
|
6 ـ الحاجة الواحدة لها العديد من الصور الذهنيّة التي تشبعها:
الحاجة للبقاء قد يشبعها صحن مكرونة، أو طبق
سوشي، أو رز، ولحم، أو رز وسمك، أو وجبة همبرغر، كذلك الحاجة للقوّة قد تُشبعها
الحصول على الشهادة العلميّة، وقد يشبع القوّة لديك أن تكون مدربًا مشهوراً، وقد
يشبعها لديك أن تكون تاجراً صاحب عقارات وأموال، كذلك الحاجة للترويح قد يشبعها
لديك السفر، أو الجلوس على البحر مرتين أو ثلاثة أسبوعياً، أو المشي على البحر، أو
الخروج مع صديق في نزهة، لكن تبقى الرغبة من قبل الشخص تحتاج إلى مرونة عقليّة،
فإذا لم تجد الصورة الذهنيّة التي تشبع الحاجة غيرها فقيس لو غيّر صورة ليلى لما
حصل له ماحصل، الواعون مرنون فهم يبدّلون صورهم الذهنيّة إن كانت مستحيلة ففي
البلد غير هالولد، وبدل ليلى ليلات، الواعون يعلمون أنّ الإشباع يحصل بعشرات
الصّور الذهنيّة إن لم يكن مئات، أمّا الغافلون فهم متجمّدون عند صور ذهنيّة محددة
لايرون السعادة بغيرها، حتى وإن كانت مستحيلة وفي سبيل تحقيق ذلك يتلفون ذواتهم،
هوّن عليك فالله خلق للحاجة الواحدة مئات الصور التي تشبعها، لاينبغي أن تكون جامداً على صورذهنيّة معينة
كلما كانت لديك مرونة عقليّة كان لديك صوراً متعددة، فالحب ألوان، حماية ذاتك
أولويّة فلا تُتلفها بالجمود، كن مرناً، فمن المرونة أن تستبدل الصورة بصورة وسوف
تحقق لديك الإشباع بنفس الدرجة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق