الجمعة، 11 يناير 2019

تحرّر من قيودك (7)/د.خالد بن محمد المدني


من مقالات الدكتور خالد محمد المدني
تحرّر من قيودك (7)

في التدوينة السابقة تحدثت عن المصدر الرابع والأخير من مصادر القيود الذهنيّة وهي الحيل النفسيّة، وفي هذه التدوينة سأتحدث عن كيف نواجه هذا القيود ونتحرّر منها، في هذه التدوينة سأعرض الخطوة الأولى للتحرّر من القيود الذهنيّة وهي: تشغيل العقل بما ينفعك، أوّل خطوة للتحرّر من القيود هي أن تشغّل عقلك بما ينفعك عقلك يشتغل لك أو عليك معك أو ضدّك ، 70% من البشر عقولهم تشتغل ضدّهم في تدميرهم وليس تعميرهم، انتبهوا أنّ عقولكم منشأة لكم وليس ضدكم، افحصوا محتوى عقولكم، نظّف عقلك من الأفكار التي تدمّرك، لايوجد شيء اسمه واقع بل توقّع، اجعل الواقع داخلي جيّد، من يحدد لك السعادة أو التعاسة عقلك محتواه ماذا يدور في عقلك من أفكار هي التي ستتحكم بحياتك فحياتك نتاج أفكارك، الحياة حلوة فيها تحديات، الذي لاينظّف عقله من الأفكار السلبيّة يشتغل عقله ضدّه لتدميره، معظم البشر يحمل في عقله فيروسات تدمّر عقولهم مثل جهاز المناعة عندما يحدث فيه اختلال يهاجم الأشياء الجيدة، نحن نحمل أمراضاً عقلية، فكّر في عقلك، راجع أفكارك (محتوى عقلك)، إن وجدت فكرة سلبيّة قل لعقلك لحظة لحظة، أنت الآن تعمل ضدّي، وأنا أحملك بين أكتافي لتعينني لا لتثقلني، هيا ابحث لي عن فكرة جيدة ولسوف يعطيك عقلك فكرة جيّدة تذكّر أنّ عقلك محايد أنت من يوجهه ويقوده، إن قال لك عقلك أبنائي سبب شقائي قل له: لحظة لحظة، المال والبنون زينة الحياة الدنيا، ماذا تريد من ابنائك؟ قد تكون المشكلة في التوقّع وليس الواقع زوّدني بشيء جيّد أعمله مع أبنائي  وهي كثيرة، هي قضية عقلية، قضيّة داخليّة وليست خارجية، كثيرٌ من الأمثلة الشعبية، والمسلّمات الحياتية تدعل عقلك يشتغل في تدميرك، من مثل: النعم زوّالة، إذا جاءتك هذه الفكرة قل لعقلك: لحظة دعنا نتناقش، الله سبحانه وتعالى يقول: "وإذ تأذّن ربكم لئن شكرتم لأزيدنّكم" ياعقلي الله يخبرنا أنّ النعم تدوم وتدوم بالشكر، وأنت جلبت لي فكرة من الخارج تقول، النعم زوالة فمن أصدّق أنت أم الله؟ إن قال لك عقلك، الحياة شقيّة، قل له لحظة لحظة نبيّ الرحمة عليه الصلاة والسلام يقول: " الدنيا حلوة خضرة"، وأنت جلبت لي فكرة خارجية تقول: الدنيا شقاء فمن أصدّق أنت أم نبيّ الرحمة؟، ياعقلي القضية صورة ذهنية، أنت من يصوّر الدنيا فيراها شقية أو حلوة حسب التفسير الذي تضعه أنت للأحداث، هذه أخي الكريم .. أختي الكريمة: مجرّد أمثلة لتشغيل عقولنا بما ينفعنا، عقلك محايد أنت الذي تقوده حيث تريد فإن لم توجهه الوجهة التي ترغب وجهته أحداث الحياة، لاتدع أحداث الحياة اليومية تقود عقلك وتوجهه بل أنت أمسك بزمام القيادة وقد عقلك حيث تريد أن يكون، لايوجد يوم سعيد ويوم تعيس يوجد عقل محايد وقائد يقود فأينما وجهت عقلك اتجه معك، الدقائق الأولى من استيقاظك إما أن تخطف عقلك أو سيخطفه الآخرون منك، عقلك وعاء ماتملأه به هو ماسوف تراه فإن ملأته بكلام طيب إيجابي سوف تتحدث به لأن عقلك يجلب ماخزنته فيه "كل ابن آدم يولد على الفطرة "، لاتتكلّم مع نفسك إلاّ بالطيّب "وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن" صدقني الكلمة التي تحدث بها نفسك تتمثّل لك في عقلك وتقود تصرفاتك وكيانك وحياتك، لاتبدأ يومك بانفعال الانفعال مضر، لاتجعل توافه الأمور تقودك لانفعالات تُفسد يومك وتُتلف ذاتك، ابدأ أول لحظات الاستيقاظ بالأعمال التي تمتعك وتلذّذك فهي من ستقود يومك.
.. يُتبع ..
د.خالد محمد المدني
خبير القيادة من المركز الأمريكي للشهادات المهنيّة
رئيس مجلس إدارة منظّمة أكسفورد للتدريب القيادي OLTO
دكتوراه الإدارة من جامعة السودان الحكوميّة للعلوم والتكنولوجيا
للتواصل مع الدكتور خالد المدني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق