من مقالات
الدكتور خالد محمد المدني
كيف نُدير العلاقات المُستفزّة؟
كتبت
لي إحدى الفاضلات عبر الفيس بوك سؤالاً
:
"دكتور اذا تعرضنا للإساءة والكلام
المؤذي فما الحل في هذه الحالة غير التجاهل؟
كيف
نستطيع ان ننسى الكلام اللاذع"
هي
تُذكر بالآية الكريمة "وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً"، ولكن معظم البشر
لايستطيع التجاهل فينفعل ويرد بتشنّج فلابدّ من التدرّب على إدارة هذه الانفعالات
في العلاقات ونسيان أثر هذا الاستفزاز في حينه
فأجبتها :
أختي
الفاضلة النقد اللاّذع حسب ما أفهمه هو عبارة عن كلمات تجمّعت من حروف القضية
كلمات تكوّنت وتمّ توجيهها لك أو لغيرك هي عبارة عن كلمات تمّ إضافة تفسير لها من
قبل الشخص ودخلت للعقل على هيئة صورة بترجمتها، سأعطيكِ مثالاً: رفع الصوت يترجمه
العقل على أنه قلّة احترام، مثال آخر : عندما قال رجلْ لعمر بن عبد العزيز : حمارٌ
أنت عندما ضرب رجله وهو نائم فقال له
:لا، فهمّ أصحابه بأخذ الرّجل ومعاقبته
فنهاهم عمر وقال : سألني حمار أنت؟ فأجبته لا وانتهت القضية عمر لم يتفاعل أي لم
يُترجم بينما أصحابه تفاعلوا، اوترجموا. القضية تحتاج فقط لوعي وتدريب، وعي في فحص
المعاني في العقول وتدريب على التعامل مع النقد اللاّذع
أنا
شخصياً ابتكرت تكنيكين رأيتهما نافعين قد ينفعانك وربما لا، أنا انتفعت منهما
فارتفعت عن تأثير النقد عليّ لا أُبالغ إن قُلت أمام المديح أتفاعل وأمام النقد لا
أُحس ولا أشعر وكله تدريب
التكنيك
الأول: الحوار الصوتي:
عندما
أكون مضطراً لمقابلة شخص ناقد أُدرّب نفسي فأعمل حواراً صوتياً أتخيل الشخص
وعباراته وماذا يقول لي وأتدرّب على الرد، فإن قال لي: أنت لاتفهم سأقول له: كل
إنسان أعطاه الله القدرة على الفهم والاختيار وإذا سلبها الله مني فبالتأكيد سلبها
من الجميع وهكذا أتدرب على الحوار الصوتي
التكنيك
الثاني: الحوار الصوت مرئي: مثل الحوار الصوتي تماماً لكن الفرق أنني أقف أمام
المرآة وأتدرب يعني صوت وصورة، إن واظبنا على التدرّب على الحوار الذاتي أمام
استفزازات الآخرين المستمرة أصبح كلامهم غير ذي أثر فلا نتفاعل معه، ضع في عقلك
رسالة اذكرها دائماً عند كل حوار مستفز "هو شخصٌ غير واعٍ ينظر من نافذته
فقط"
د.خالد محمد المدني
خبير القيادة من المركز الأمريكي للشهادات المهنيّة
رئيس مجلس إدارة منظّمة أكسفورد للتدريب القيادي OLTO
دكتوراه الإدارة من جامعة السودان الحكوميّة للعلوم والتكنولوجيا
للتواصل مع الدكتور خالد المدني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق