من مقالات الدكتور خالد محمد المدني
كيف تفهم القيادة وتبدع فيها؟
تنوّعت نظريات
القيادة وتعددت حسب مفهومها ونوعها وشكلها الذي مورست فيه وبناء على تركيزها إمّا
على شخصية القائد واهتماماته والتي يغلب عليها التوجّه نحو العمل، وتحقيق الإنجاز
أو التوجّه نحو التفاعل مع المرؤوسين وإشراكهم في عمليّة اتخاذ القرار، ونجمل فيما
يلي هذه النظريّات حسب تصنيفها ونوعها الذي مورست فيه (الطويل بتصرّف،2006م،249).
وسوف
أتحدث في سلسلة تدوينات عن نظريات القيادة والتعليق على كل نظرية في مكاناها، ونود
ابتداء تصنيف هذه النظريات حسب زوايا تناولها من قبل علماء الإدارة وهي ثلاث
زوايا:
· الزّاوية الأولى: تهتم بالبحث عن سمات شخصيّة
عامّة شاملة تتوافر في القائد بدرجة أكثر مما هي عند غيره من الأفراد.
·
الزّاوية الثّانية: انطلقت من محاولة
تفسير القيادة في ضوء السّلوك الذي ينهمك فيه الفرد، أي أنّ القيادة مصطلح يشير
إلى ممارسة سلوك قيادي في الجماعة بدلاً من اعتبارها مزايا وخصال.
·
الزّاوية الثّالثة: وهي أحدثها وقد بني
على أساس نماذج احتماليّة Contingency Models))
في محاولة للتوفيق ولمّ شمل التنوّع في معطيات البحث العلمي في هذا المجال وهو
يقوم على أساس التنبّؤ بنجاح القائد وهو أكثر تعقّداً من مجرّد عزل عدد من الخصال
أو السّلوكيّات المفضّلة وبناء عليه نستطيع تصنيف هذه النظريات كما يلي:
النظريّات العامّة أو التقليديّة ومن هذه النظريّات :
1 ـ
نظريّة الرجل العظيم.
2 ـ
نظريّة السّمات.
3 ـ
نظريّة الموقف.
4 ـ
النظريّة التفاعليّة.
5 ـ
النظريّة الوظيفيّة.
6 ـ
نظرية الأدوار.
ب ـ النظريّات السّلوكيّة ومن هذه النظريّات :
1 ـ
نماذج دراسة جامعتي أوهايو وميتشغان.
2 ـ
نظريّة الشبكة الإداريّة.
3 ـ
نظريّة (س) و (ص) أو (X) و (Y)
4 ـ
نظريّة الأبعاد الثلاثة.
5 ـ
نظريّة كورت ليون Kurt Lewin.
جـ ـ النظريّات الإحتماليّة ( الموقفيّة ) وهذه النظريّات هي:
1 ـ
نظريّة فيدلر Fiedller.
2 ـ
نظريّة تحديد المسار.
3 ـ
نظريّة هيرسي وبلانشارد Hersey Blanchard and
وسنتحدث
في كل تدوينة عن نظرية من نظريات القيادة ونبدأ اليوم بالنظرية الأولى وهي نظرية الرجل العظيم
تقوم
نظرية الرجل العظيم على أنّ القائد يولد ولا يصنع، واستندت إلى عناصر الوراثة،
والصّفات الجسميّة، وذهب أصحاب هذه النظريّة إلى الإعتقاد بأنّ القيادة شيء فطري
بمعنى أنّ هناك من يولد وبه صفات لأن يكون قائداً، وهناك من يولد وبه صفات لأن
يكون تابعاً، ويرجع الكتّاب السّبب في تركيز أنصار هذه النظريّة اهتمامهم على
المعايير الشخصيّة التي تصنع الرجل العظيم إلى تأثّرهم بالإعتقاد الذي كان سائداً
لدى الأقدمين والذي يقوم على أسطورة القائد البطل حيث يربط النجاح في القيادة
بوجود قوى غير طبيعية يهبها الله للقائد، وتعتبر هذه الأفكار التي ارتكزت عليها
هذه النظرية انعكاسا ً لكل الظّروف السياسيّة والإجتماعيّة والثقافيّة التي سادت
في المجتمع الغربي، وهذه النظريّة قوبلت بمعارضة شديدة حيث أنّها تعني أنّ عدد
القادة، ومدى توفّرهم في وقت معيّن شيء لايمكن التحكم فيه، والقيادة مسألة لاتخضع
للتدريب والتنمية. (الداود،1424هـ،22)، وهناك من يخالف هذا الرّأي، إذ يعتقد أنّ
القيادة هبة واكتساب، وأنها تولد مع الشّخص طبيعة في ذات نفسه، كما أنّها تكتسب
بالمران والتجربة والدّراسة، فإذا كان هناك قادة عظام بالفطرة فإنه من الميسور في
العصر الحديث أن يربّى فنّ القيادة وأن ينشأ قادة ممتازون من جميع الرتب بفضل
التوجيه الصحيح والتدريب الجيّد، ويذكر أنّ بعض المفكرين يجادلون حول أنّ القيادة
لايمكن تعلّمها، والحقيقة أنّ النّاس لديهم إمكانيّة قياديّة كامنة في نفوسهم تماماً
مثل ماعندهم من إمكانيّات رياضيّة كامنة. (العقيل،2004م،41)، وهناك من حاول التصدي
لهذه المسألة (فطرية وصناعة القائد)، وتحدّث عن مفهوم القائد الذي لايستغنى عنه
وموضوع الخلافة في الإدارة، ولاحظ أنّ هذه المسألة لم تحظ بالإهتمام الذي يستحقه،
وأثار مفهوم القيادة الملهمة جدلاً حول ما إذا كان القادة العظام مولودين أم
مصنوعين؟ فأصحاب مدخل أنّ القائد رجل لايستغنى عنه اعترفوا بأنّ القائد يولد فقط،
وأصحاب المدخل الثاني يرون أنّ القائد يصنع بينما يعتقد داركر أنّ القادة ليسوا
مولودين ولا مصنوعين بل هم عصاميين، وفسّر العصاميّة بالفعاليّة أي أنهم فعّالين في
أدائهم كقادة. (فلاهرتي،2004م)
يتبع...