السبت، 4 يوليو 2015

كيف تقدر ذاتك وتسعد بحياتك؟ (5) / الدكتور خالد بن محمد المدني



من مقالات الدكتور خالد محمد المدني

كيف تقدر ذاتك وتسعد بحياتك

التغذية الراجعة



في هذه التدوينة سأذكر روشتة رائعة ومجربة لتقديم التغذية الراجعة (النقد البناء) لأبنائك وبناتك لكي تعزز ذواتهم وتقويها وهي  " أسلوب الساندوتش"،  وهي من النماذج المبسّطة للتغذية الراجعة يستطيع الأبوان ممارسته بتميز، وسوف يحققان نتائج مذهلة مع أبنائهما بإذن الله، وهذا الأسلوب على بساطته إلا أنه يمثل إطاراً رائعاً في توجيه الأبناء، وكسب احترامهم، ويجعلهم يقبلون  تغذيتك الراجعة دون تذمر أو تأفف، بل انهم سوف يطلبونها منك دائماً، وهذا النموذج يتكون من ثلاث خطوات أشرحها كما يلي:
الخطوة الأولى (البدء بالصفات الإيجابية للإبن أو البنت):
إظهار الإعجاب بثلاث صفات  يتمتع بها ابنك أو بنتك أو بما قاما به من فعل جميل، والثناء عليه، وهذا طبعاً ليس من باب الكذب، بل هي دعوة للبحث عن ثلاث صفات حقيقية تكون لديهما والتأكيد عليها بالثناء، وبيانها له، وهذه الطريقة التي تجعل الأبناء يتعرفون على نقاط تميزهم، ومواهبهم الحقيقية ، كأن يقول الأب أو تقول الأم : رائع يامحمد لديك حب للخير، أو معرفة بالأشياء الجيدة في الحاسب الآلي، أو أنت منظمة ممتازة لوقتك ياليلى.
الخطوة الثانية:
ذكر الأمور والأشياء والنقاط التي تحتاج إلى تطوير وتحسين، وهنا أؤكد على هذه العبارة ( الأشياء التي تحتاج إلى تطوير وتحسين ) وليست الأمور الناقصة، أو التي الأشياء التي تنقص من كمال العمل الذي قام به الأبناء كأن تقول مافعلته يامحمد ليس جيداً في طريقة إنصاتك لخالتك، والأفضل أن تنصت لخالتك حتى تنتهي ثم تقول مالديك، فأنت هنا لم تستخدم عبارات مثل تصرفك سيء، أنت ولد غير مؤدب، هذه اللغة أخي الكريم .. أختي الكريمة لاتغير السلوك، إضافة إلى أنها تؤذي الذات، وتجعل الإبن أو البنت تأخذ موقف المدافع، أما الأولى ـ التركيز على الفعل وليس الفاعل ـ  فإنها تحفز لتغيير السلوك وهو المقصود من هذه العملية.
الخطوة الثالثة :
التأكيد على الإعجاب مرة أخرى بما قام ويقوم به كل مرة بشكل مستمر، من خلال إعادة ما أثنيت عليه في الخطوة الأولى، أو ذكر أشياء أخرى غير التي ذكرتها، من دون مجاملات أو ذكر أشياء ليست به، كأن تقول مرة أخرى أذكر يامحمد أنك تمتلك صفة الإحترام وهذا مما يميز شخصيتك الرائعة ، أود أن أنبه أخي الكريم أختي الكريمة أنّ هذه اللغة تحتاج إلى تدريب، ومران من الأبوان بكن نتائجها بإذن الله أولا ستكون رائعة وثانياً ستكون مضمونة.   
تلخيصاً نقول أخي الكريم .. أختي الكريمة .. يجب أن ننتبه كمربين ومربيات إلى نوع اللغة التي نستخدمها مع أطفالنا وأبناءنا وكيف يؤثر ذلك على بناء صورة سلبية أو إيجابية لهم عن أنفسهم ، فاللغة الإيجابية تصنع لهما صورة رائعة عن أنفسهم ، أما اللغة السلبية فإنها تصنع لهم صورا مؤذية عن ذواتهم فلننتبه لذلك ، وسوف نتناول هذه النقطة بالشرح والتفصيل عند الحديث عن "تكوين صورة إيجابية عن الذات".
يتبع ..

د.خالد محمد المدني

خبير القيادة من المركز الأمريكي للشهادات المهنيّة

رئيس مجلس إدارة منظّمة أكسفورد للتدريب القيادي OLTO

دكتوراه الإدارة من جامعة السودان الحكوميّة للعلوم والتكنولوجيا

للتواصل مع الدكتور خالد المدني

ch@olto.org


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق