من مقالات الدكتور خالد محمد المدني
كيف تقدر ذاتك وتسعد بحياتك
العيد.. هل هو صورة ذهنية
قدرنا نحن
المسلمين أن يأتي عيدنا كل عام ونحن نعيش مآسي المسلمين ففي كل قطر عربي من البلاء
مايكفيه لكنه قدر الكبار ألم يقل نبينا عليه الصلاة والسلام "يبتلى المؤمن
حسب دينه فإن كان في دينه قوة شُدّد عليه وأشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل
فالأمثل" العافية المطلقة ليست دليل صحة بل دليل خلل فالله عز وجل أنزلنا إلى
هذه الدنيا وكتب علينا البلاءات تلو البلاءات والاختبارات عقب الاختبارات وليس
الهدف من ذلك التعذيب والإيلام بل التهذيب والإعلام .. التهذيب لكي نتعلّم ونكتسب
مهارات الحياة والإعلام لكي نعلم أنه طريق الحق والخير يستحق التضحية والبذل
"أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لايفتنون"
ليست المشكلة
إخواني وأخواتي في الابتلاء فهو مقرّر ومقدّر على الجميع دولاً وشعوباً وأمماً بل المشكلة
في الصورة الذهنية المُضخّمة غير الواقعية عن هذا البلاء أو ذاك تلك الصورة التي
تجعل الفرد متقاعساً عن التحرك في وقت لابد له فيه من التحرّك لرفع البلاء.
فقدت الخنساء
أخاها صَخراً في الجاهلية فأزعجت العالم رثاءً وبكاءً وعويلاً وندباً وفقدت بعد
الإسلام أربعةً من أبناءها في قادسية سعد بن أبي وقّاص زمن الخليفة العادل عمر فما
زادت على أن قالت الحمدلله الذي أكرمني بهم جميعاً وأسأل الله أن يجمعني بهم في
الجنة .. ماالذي تغير في مفهوم الموت عند الخنساء بين زمنين زمن الجاهلية وزمن
الإسلام .. إنها الصورة الذهنية كانت في الجاهلية تراها مصيبة وبعد الإسلام حياة.
في عيد الفطر
المبارك.. ماذا نفعل وأمامنا مشاهد التلفاز تنقل لنا كل مشاهد المآسي والآلام ..
لاشيء.. احتفل بعيد الفطر ..افرح.. وأفرح أبنائك وأهلك كما كان يفعل قدوتك عليه
الصلاة والسلام وكان يحمل همَّ دعوة وإقامة دولة وهداية بشرية ومع ذلك لم يكن يراه
من يراه إلا متبسماً ونهى أبا بكر عن إسكات الجاريتين اللتين كانتا تغنيان أمامه
قائلاً أمزمار الشيطان في بيت رسول الله فقال عليه الصلاة والسلام دعهما يا أبابكر
فإننا في يوم عيد والحديث في البخاري.
تقبل
الله منا ومنكم صالح الأعمال وكل عام وأنتم بخير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق