من مقالات الدكتور خالد محمد المدني
تنمية الإنسان عقلاً وروحاً وجسداً
في هذه التدوينة
أطرح سؤالاً هامّاً وهو: "هل للتفكّر والتأمّل قيمة من حيث هو عبادة بالنسبة
لنا كمسلمين وما أثره على الصحة النفسية والجسمية؟ "
مئات الكتب التي
أصدرت والأبحاث الغربية التي أجريت في العشر سنوات الأخيرة تؤكد على أهمية التفكير
التأملي Transcendental Meditation، وكذلك فعالية العامل الروحي Faith Factor في الشّفاء من كثير من الأمراض النفسية:
كالقلق والإكتئاب، والأرق، والتوتر النفسي، والأمراض الجسدية: كضغط الدم، والصداع
النصفي، والحساسية الجلدية، وتخفيض نسبة الكوليسترول في الدم، وإفراز الأنسولين
وغيرها من الإضطرابات النفسجمية (السيكوماسوماتية) Psychosomatic، وهذه الدراسات الحديثة في ميدان الطب
السيكوسوماتي (النفسجسمي) أكّد بأن التفكير السلبي له دور فعّال للإصابة بأعتى
الأمراض، كما أن تغيير هذا التفكير وجعله إيجابيّاً يساعد في شفاء الأفراد
من كثير من الأمراض كما أنّه يحسّن الحالة الصحية بقدر كبير، إنّ تأثير العامل
النفسي على الناحية العضوية أمر بديهي أصبح يلحظه الفرد في حياته اليومية فهو
يضطرب، وتزداد ضربات قلبه عند تلقيه أخباراً مؤلمة أو عند تذكرة لخبرات مشابهة في
الماضي مرّ بها، خذ على سبيل المثال ظاهرة الحمل الكاذب الذي يصيب بعض النساء
فتنقطع عن المرأة الدورة الشهرية، وتصيبها مايصيب الحامل الحقيقية من أعراض الحمل،
بل وينتفخ بطنها، فإنّ لم يكن سبب ذلك نفسي فما عساه أن يكون؟ ونضرب مثالاً آخر
وهو تحسّن الحالة الصحية لكثير من المرضى عند تناولهم حبوباً ليس لها علاقة بما
يعانونه من أمراض عضوية، ففي مئات التجارب والأبحاث ثبت أن الضغوط
النفسية المزمنة المصاحبة للحزن، والإكتئاب، والقلق، والإحساس بالوحدة، وفقدان
الثقة بالنفس تؤثر تأثيراً بالغاً على مقاومة الإنسان للأمراض الجرثومية وحتى
السرطان، هذا الضغط النفسي المزمن يجعل الغدد الكظرية Adrenal Glands تزيد من إفرازها للهرمونات المحتوية
على مادة الكورتزون التي تكف من نشاط المقاومة الطبيعية.
يتبع ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق