الأربعاء، 28 أكتوبر 2015

انتبه !! قبل أن يتحدث جسدك (9) / الدكتور خالد بن محمد المدني


من مقالات الدكتور خالد محمد المدني

تنمية الإنسان عقلاً وروحاً وجسداً


تحدثنا في التدوينة السابقة عن علاقة الأفكار بأمراض الجسم وفي هذه التدوينة نواصل الحديث عن هذه العلاقة ..
لقد كان من تأثير هذه الأبحاث كما يذكر ذلك الدكتور مالك بدري أن ظهر علماً جديداً يسمى علم المقاومة النفسية العصبية Psychoneuro Immumolog، والذي جمع بين الإخصائيين في مجال علم النفس وعلم الإجتماع، وميدان دراسة الكيمياء (جهاز المقاومة في الإنسان)، وظهرت مئات المؤلفات التي تدعو لتحسين صحة الإنسان الجسمية بتغيير أفكاره، ومشاعره، وانفعالاته حتى وصف بعض العلماء ذلك بالثورة الثالثة في الطب الحديث حيث كانت الثورة الأولى تطور الجراحة، والثانية اكتشاف البنسلين والمضادات الحيوية، هذه الأبحاث كشفت عن أن الذي (يشكّل فكر الإنسان  ليس الأحداث والمثيرات التي يمرّ بها في بيئته بل الذي يؤثر بالفعل هو تقييمه وتصوراته وصوره الذهنية لهذه الأحداث والمثيرات)، وقد قال عالم روماني قديم: " ليست الأشياء المحيطة بالإنسان هي التي تزعجه بل أفكاره عن هذه الأشياء، وقال أرسطو: " ليس الذي ينفعل هو النفس أو الجسم بل هو الإنسان "، إذن نصل إلى خلاصة هامّة وهي أنّ مايدور في عقل الإنسان يؤثّر سلباً على جسده ليس ذلك فحسب بل إنّ التفكير السلبي يصيب الإنسان بأعتى الأمراض حتى أصبح لدى بعض الأطباء البشرين الذين درسوا علم النفس بعمق من خلال مدارسه الموثوقة  شبه قناعة مفادها أنّ الأمراض العضوية ماهي إلاّ أعراض وأنّ المرض الحقيقي مرض نفسي عميق مدفون في اللاوعي، خذ على سبيل المثال الحساسيّة الجلدية أو ماتسمّى بالطفح الجلدي الذي يعاني منها الكثير، والتي عجز الأطباء عن علاجها إلا بحبوب مضادّة يأخذها المريض مدى الحياة أو بحقن الكورتيزون المتلفة لجهاز المناعة، اكتشفوا أنّ سببه الكبت، فبمجرد مايدرّب المصاب بالحساسية على البوح والإسترخاء والتأمل العميق وإخراج المكبوتات إلى الخارج من خلال تقنيات معينة في العلاج، تبدأ فورة الحساسية تخف إلى أن تتلاشى، الصداع المزمن مثلاً في معظم أسبابه ليس مرضاً عضويا بل ناشيئ عن ضغوط نفسية متراكمة، وزوال هذا الصداع بزوال هذه الضّغوط، آلام القولون العصبي وتهيج فم المعدة سببه الرئيسي عدم قدرة المريض على هضم خبرات مرّ بها في الماضي، ولم يستطع التعامل معها، وبمجرد إعادة تأهيله تزول  عنه هذه الآلام.
إذن الخلاصة  التي تودّ أن أصل إليها في ختام هذه السلسلة هي أنّ:
 مايؤثر على عقلك.. يؤثر على جسدك.. وأفكارك هي مايصنع صحتك أو مرضك

د.خالد محمد المدني

خبير القيادة من المركز الأمريكي للشهادات المهنيّة

رئيس مجلس إدارة منظّمة أكسفورد للتدريب القيادي OLTO.

دكتوراه الإدارة من جامعة السودان الحكوميّة للعلوم والتكنولوجيا

للتواصل مع الدكتور خالد المدني

ch@olto.org

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق