الأحد، 11 أكتوبر 2015

انتبه !! قبل أن يتحدث جسدك (7) / الدكتور خالد بن محمد المدني




من مقالات الدكتور خالد محمد المدني

تنمية الإنسان عقلاً وروحاً وجسداً




تحدثنا في التدوينة السابقة عن النموذج الثلاثي "الروح والعقل والجسد" وأثرهما على الإنسان وفي هذه التدوينة  سأتحدث عن علاقة الأفكار بالجسم؟ الشرارة التي ولّدت هذه الأبحاث حول العلاقة بين الجسم والعقل كانت النظرية الطبية القائلة بأن العقل والجسم جزآن لاينفصلان  فلا يوجد عقل منفصل ولا يوجد جسم منفصل، فالعقل والجسم يعملان وكأنّهما شيئاً واحداً يؤثّر كلاًّ منهما في الآخر بطريقة لاانفصال بينهما، وأيّ شيء يحدث في جزء من هذا النظام المتكامل الذي هو الإنسان بفكره، ومشاعره، وفسيلوجيته، يؤثّر في باقي أجزاء هذا النظام، وهذا يعني أنّ الكيفيّة التي يفكّر بها الإنسان تؤثّر في كيفيّة احساسه وأنّ حالة جسده تؤثّر في كيفيّة تفكيره.
ممارسات التأمّل الغربية المرتبطة بجذوره الهندية،  والشرقية القديمة كاليوجا أثبتت طبيّاً مقدرة فائقة في علاج الأمراض المرتبطة  بالمشاكل: الإنفعالية، والمعرفية، وشفاء الكثير من الإضطرابات كالإدمان والقلق لكنها أثبتت أيضاً أنها وحدها غير كافية مالم يتدخّل الجانب الروحاني وهو العلاقة مع الخالق والذي يؤسسه الدين.
كلّما تقدم العلم الحديث في مجال الطب، والعلوم النفسية، والإجتماعية ظهرت الفوائد والحكم التي لاتحصى من تطبيق ممارسات الإسلام في علاج الكثير من الأمراض النفسية، والروحية، والعقلية، وتقويم السلوكيات المختلفة  للبشر، خذ على سبيل المثال أثر الصلاة الروحي وكيف يشعر المحافظ عليها بالطمأنينة والسكينة، وكذا أثر الصوم النفسي على مرضى القلق، وكذلك قراءة القرآن حتى أنّ نتائج مجموع الأبحاث المستفيضة في الغرب التي أجراها الدكتور القاضي على مرضى الإكتئاب، والقلق بإسماعهم فقط آيات من القرآن وهم في حالة استرخاء أو تأمل وتسجيله لحالات تشافي كثيرة من الإكتئاب والقلق لأكبر دليل على ارتباط العقل بالجسد وتأثير الإيمان على العقل والروح، مع أنها أي الآيات ليست بلغتهم، وعلى سبيل المثال أمرنا الشارع الكريم بالسواك عند كل وضوء، وبالوضوء عند كل صلاة، وبالغسل من الجنابة للرجل والمرأة سواء بسواء، وفي هذا الحث على النظافة اكتشافاً آخراً مذهلاً إذ أثبتت الأبحاث الطبية أنّ بعض الجراثيم لاتذهب إلا بتكرار الماء عليها أكثر من مرة في اليوم، وفي الغذاء والطعام إعجازاً آخر فجميع المصحّات الطبية هذه الأيام تنادي بالإعتدال في الطعام والشراب والإبتعاد عن السمنة التي تسببها التخمة وقد سبق نبي الرحمة عليه الصلاة والسلام منذ أربعة عشر قرناً فقال: (ما ملأ آدمي وعاء شرّا من بطنه بحسب بن آدم أكلات يقمن صلبه فإن كان محالة فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه) الترمذي 2380 ."مالك البدري بتصرّف"
.يتبع...

د.خالد محمد المدني

خبير القيادة من المركز الأمريكي للشهادات المهنيّة

رئيس مجلس إدارة منظّمة أكسفورد للتدريب القيادي OLTO.

دكتوراه الإدارة من جامعة السودان الحكوميّة للعلوم والتكنولوجيا

للتواصل مع الدكتور خالد المدني

ch@olto.org

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق