من مقالات الدكتور خالد محمد المدني
تحكم في انفعالاتك .. تسعد بحياتك1 ...
في هذه التدوينة والتدوينات القادمة سأتحدث عن قيادة الغضب:: لا أُبالغ حين أقول أنّ الغضب مرضٌ أخطر من السكر والضغط والسكتة القلبيّة لأنه باختصار يسبب كل هؤلاء، ومشكلة الناس مع الغضب تكمن في جانبين: قناعات وبرمجيات الأول: قناعات: فقد أقنعوا أنفسهم أنّ الغضب مركب فينا جينيًا وحينها لاعتب على من يغضب لأنه رغمًا عنه، وهذا كلامٌ خاطيء فاسد الثاني: برمجيات: فقد تعلّمنا من مجتمعنا أنّ الغضب هي الطريقة الصحيحة لحفظ حقوقك وإيقاف الآخر عند حدّه ولزومه لحدّه وعلاج الغضب يكون من اتجاهين الأول: نسف المعلومة الخاطئة وإحلال المعلومة الصحيحة الثاني: كسر البرمجة وإحلال برمجة جديدة بالتدريج، وأكثر الناس يلجأون لانفعال الغضب لأنه الأسهل ولأنهم يعتقدون أنه الأسرع في السيطرة على الآخر. والناس في التعبير عن الغضب ثلاثة أصناف: الأوّل: من يُظهر الغضب فتراه يوجّه غضبه للخارج قولاً أو فعلاً وهذا النوع مضر لذاته لأنه سيضرّ بأجهزة جسمه وقد يعتدي على الآخر وكم من أشخاص ندموا أشدّ الندم في انفعال لم يضبطوه لخمس ثواني أودت بحياتهم، ومضر للآخر بالإعتداء عليه. الثاني: قمع الغضب أو نستطيع تسميته (بلع الغضب) وهو توجيه الغضب إلى الداخل فتجد هذا الشخص لايعبّر عن غضبه خارجيًا لكنه يرسل لداخله فتنشأ ثورة غضب داخلية تكاد تخنقه ربما تستمرّ مع البعض لأيّام، وهذا النوع مدمرٌ لأعضاء الجسد الداخلية الثالث : ضبط الغضب وهو التحكم به بوعي وعقلانية فلا يضرّ ذاته ولا يضرّ الآخرين وهو الذي نودّ الوصول إليه والحصول عليه، عندما نفهم أنّ قصيّة الغضب قضيّة داخلية سنعرف كيف نحلّها داخليا، فالغضب ماهو إلاّ سلوك نشأ بسبب كلمات أو عبارات أو مواقف تفاعل معها أو كما يعبّر البعض استفزني فحصل الغضب، باختصار هي كلمات أو عبارات هددت صورة ذهنية معينة فحصل الغضب، فرفع الصوت الذي جعل محمد يثور بوجه سعد ليس سببها رفع الصوت لا بل لأنّ من معاني الاحترام عند محمد أن لاترفع صوتك عليّ فحصلت ثورة الغضب، إذن القضية داخلية وعلاجها داخلي بتغيير المعنى .
في التدوينة القادمة بإذن الله سأتحدث عن طرق التحكم بالغضب عمليًا ...تابعونا.
د.خالد محمد المدني
خبير القيادة من المركز الأمريكي للشهادات المهنيّة
رئيس مجلس إدارة منظّمة أكسفورد للتدريب القيادي OLTO.
دكتوراه الإدارة من جامعة السودان الحكوميّة للعلوم والتكنولوجيا
للتواصل مع الدكتور خالد المدني