الخميس، 19 أبريل 2018

الفرد بين الاستطاعة واللإستطاعة هل يعرف السعة؟ / الدكتور خالد بن محمد المدني

من مقالات الدكتور خالد محمد المدني
الفرد بين الاستطاعة واللإستطاعة هل يعرف السعة؟


الفرد بين الاستطاعة واللإستطاعة هل يعرف السعة؟ هل يعرف الإنسان السعة فعلاً؟ الله عز جلاله يقول: "لايكلف الله نفساً إلاّ وسعها" الوسع والسعة مفهومان دقيقان فكثيرٌ من البشر يردد اسطوانة متكررة تردد في كل زمان ومكان وفي كل مجتمع وآخر، عندما يُطلب من شخص أن يعمل شيئاً يقول لك لا أستطيع، فهل هو لايستطيع فعلاً أم أنه لايريد أن يقوم به كسلاً أو لا لايريد أن يقوم به معرفةً أي بسبب نقص المعرفة لديه أو لايرغب القيام به مهارةً أي نقص في الأداء لديه، والسؤال الهام: ماذا يعني عندما يقول الشخص: لاأستطيع؟ يعني ذلك أنّ إمكاناته أقلّ بقليل ممّا يُطلب منه ليس هذا فحسب بل أنه لو استنفذ كامل طاقته وكلّ إمكاناته فهو لن يستطيع أداء هذه المهمة أو تلك، فهل هذا صحيح؟ هل يعرف الإنسان كل إمكاناته! الواقع يكشف لنا شيئاً هاماً والعلم يؤيده أنّ الإنسان منذ أن يُولد وهو في حالة اكتشاف لإمكاناته وكل يوم يكتشف جديداً فريداً في قدراته والله عندما يخبرنا عن أنفسنا فيقول عز وجل: "وفي أنفسكم أفلا تُبصرون" هو خالقها ومنشؤها من العدم وعارفٌ سبحانه مايمكنها فعله وما هو خارج طاقته، فهو يُخبرنا سبحانه أنّ في هذه الذات الكثير من الإمكانات لم تُعرف، والعديد من الأسرار لم تُكشف، والتاريخ يُخبرنا عن تغييرات نوعية قام بها أشخاص عظماء حتماً لم يستجيبوا لنداء اللاإستطاعة في داخلهم، أبو مُسلم الخُراساني كان يتقلّب على فراشه وهو ابن عشر سنين فكانت تقول له أمّه قِرّ يابنيّ يعني اهدأ فكان يقول: همّةٌ يا أُمّاه تناطح السّحاب قال عنه الإمام الذهبي: أزال دولة وأقام دولة أزال الدولة الأموية في الشام وأقام الدولة العباسية في العراق،شيخ الإسلام ابن تيمية ظلّ سجينًا في قلعة دمشق عشرين عامًا صابرًا محتسبًا ، الإمام أحمد ابن حنبل تعاقب على تعذيبه في مسألة خلق القرآن أربعة خلفاء تصورو أربعة أزمنة يتعاقب عليه خلفاء يعذبونه في - هل القرآن مخلوق؟ - إلى أن فكّ العذاب عنه الخليفة المتوكّل ، فكيف استطاعوا أن يصبروا ؟ ويتحملوا العذاب ؟ وفي العصر الحديث ظلّ نيلسون مانديلاّ يُسجن ويُطلق يُسجن ويُطلق إلى أن نال حقوقه كاملة وغيرهم كثير ، إنني أسوق هذه الأمثلة وغيرها لا لتكون مثلهم فما صلُح لهم ليس بالضرورة يصلح لك وما نفعهم قد يضرّك، إنني أُورد هذه الأمثلة للدلالة على أنّ سعة الإنسان واستطاعته لايعلم حدّها ولا حوافّها الشخص نفسه لثلاثة أسباب :الأولى: عدم قدرة الإنسان بإحاطته بإمكاناته كاملة الثانية: عدم التجريب الثالثة: الخوف من ممارسة أيّ جديد إذن الخلاصة: لاتتعجّل بكلمة لا أستطيع فربما استطعت أضعاف ذلك، والكلمة التي تُخاطب بها نفسك لفكّ أغلال عدم الاستطاعة هي: "ماذا لو استطعت" ؟

د.خالد محمد المدني
خبير القيادة من المركز الأمريكي للشهادات المهنيّة
رئيس مجلس إدارة منظّمة أكسفورد للتدريب القيادي OLTO.
دكتوراه الإدارة من جامعة السودان الحكوميّة للعلوم والتكنولوجيا
للتواصل مع الدكتور خالد المدني


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق