من مقالات
الدكتور خالد محمد المدني
خمس شهادات من التأهيل والتكريم
هذا
العنوان قد يكون مفاجئاً ومباغتاً من الذي يمنح خمس شهادات من التأهيل
والتكريم جملة واحدة دون إنجاز؟
في
هذه التدوينة سأتحدث عن خمس شهادات من تقدير الذات منحها لك الخالق سبحانه وتعالى
.
مسكينٌ
من لايقدّر ذاته، ومحظوظٌ من وُفّق لتقدير ذاته واكتسب مهاراتها، الفرق بين
الناجحين والفاشلين، والشجعان والجبناء، والمستمتعين بحياتهم والذين ينظرون لها على
أنّها شقاء، هي في النّظرة، فمن يرون أنفسهم أنهم شيء ومن يرون ذواتهم أنها لاشيء
هو تقدير الذات.
تقديرك
لذاتك يعني احترامها، اكرامها، تبجيلها، اجلالها، كيف لاتفعل ذلك وقد منحك الله
خمس شهاداتك لذاتك لا لإنجازاتك، لا لحسبك ولا لنسبك ولا لعلمك بل لذاتك فقط:
الأولى:
شهادة التكريم فأنت
مكرّمٌ من الله لذاتك خلقك فسواك فعدلك كرّمك بين مخلوقاته "ولقد كرّمنا بني
آدم".
الثانية:
شهادة التفضيل:
فضّلك على كثير ممّن خلق الله وذرأ وبرأ، وخلق الله كثيرٌ نعرف بعضه ولا نعرف
أكثره "وفضّلناهم على كثيرٍ ممّن خلقنا تفضيلاً" وهذه الشهادة الثانية
فأنت مكرّم بشهادة الله ومفضّلٌ أيضاً بشهادته فامتلكت شهادتين شهادة تكريم وشهادة
تفضيل.
الثالثة:
شهادة التمييز:
ميّزك بالعقل الذي به تفكّر وتدبّر وتخطّط فجعل لك عقلاً تفصل به بين النافع
والضّار "وهديناه النجدين" هذه الشهادة الثالثة فأنت مكرّم مفضّل مميّز.
الرابعة:
شهادة الاختيار:
منحك قوّة الاختيار فأنت تختار من كيانك ماينفعك وتبتعد عن مايضرّك تختار من كيانك
انفعالاتك، وتختار كذلك كلماتك "وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن" وتختار
غاياتك وصورك الذهنية وتختار عاداتك التي تريدها وتوقف عاداتك التي لاتريدها تمتنع
عن ما شئت متى شئت وتبتدع أيّ سلوك متى ما
أردت وهذه الشهادة الرابعة فأنت مكرّمٌ مفضلٌ مميّز معك قوة الاختيار
الخامسة:
شهادة الرزق: ضمن لك
رزقك "إنّ الله هو الرزّاق ذو القوّة المتين" لكن بالسعي الجاد والعمل
لنيله لا الجلوس لانتظاره فالسماء لاتمطر ذهباً، وأيضاً ضمن لك أجلك
"لايستأخرون ساعة ولا يستقدمون""لن تموت نفسٌ حتى تستكمل رزقها وأجلها"
فمن أسعد منك منحك خالفك خمس شهادات لتقدير الذات فأنت مكرّمٌ مفضّلٌ مميّزٌ منحك
قوة الاختيار ورزقك مضمونٌ فهل يجوز خفض مارفعه الله وإذلال من كرّمه الله تقدير
الذات ليس له علاقة بظروفك الخارجية بل هو إحساس يسري في ذاتك فيعلي شانك لو كان
له علاقة بظروفك لنال من ابن تيمية الذي سُجن عشرون عاماً وظلّ تقديره لذاته
ونظرته لنفسه عاليةٌ عزيزة ولنال من نيلسون مانديلّا الذي سُجن أكثر من عشرين عاماً
وكان يرى نفسه رئيس جنوب إفريقيا، خرج ابن تيمية من سجنه عزيزاً وقاتل المغول وخرج
نيلسون مانديلا من سجنه رئيساً وحكم جنوب أفريفيا.
د.خالد محمد
المدني
خبير القيادة من المركز
الأمريكي للشهادات المهنيّة
رئيس مجلس إدارة منظّمة أكسفورد للتدريب القيادي OLTO.
دكتوراه الإدارة
من جامعة السودان الحكوميّة للعلوم والتكنولوجيا
للتواصل مع الدكتور خالد المدني