من
مقالات الدكتور خالد محمد المدني
العادات الـ
7 في تدمير العلاقات كيف
نفهمها ؟ وكيف نتخلّص من منها ؟
أتحدّث في هذا التدوينة عن أهم سبع ممارسات
سلبيّة أنا أسمّيها شخصياً عادات لأننا تبرمجنا عليها ولم نعد نرى غيرها مجدياً في
العلاقات للحصول على مانريد، أريد أن أُوضّح أولاً أنّ هذا العادات أو الممارسات
هي سلوكيّات نمارسها عندما لانحصل على مانريد من الآخر في العالم الخارجي وبلغة
أبسط أقول هي محاولة منّا لسدّ الفجوة بين مانريد وما حصلنا عليه في الواقع فنبدأ
بممارسة هذه السلوكيّات تحديداً دون غيرها لماذا؟ لأنّ هذا ماوجدناه في مجتمعاتنا
فامتصصناه كسلوكيّات ممكنة لتحقيق مانريد، وهذه ليست دعوة لجلد مجتعاتنا ولا ماضينا
بل دعوة للإستبصار التي تقودنا لاتخاذ قرار لفهم هذه العادات والتخلّص منها وتنبني
عادات جديدة أكثر نفعاً في التواصل، في هذه التدوينة سأتحدّث عن سبع عادات مدمّرة
للعلاقات وهي :
1 ـ
النقد :
النقد يعتبر أوّل الممارسات التي نتبنّاها في
العلاقات، وقد تحدّثت عنه في تدوينتين سابقتين وأوفيتهما شرحاً، والنقد سلوكٌ
نمارسه عندما لانحصل على مانريد، هو سلوك لتقريب الفجوة بين مانريد وما نرغب في الحصول
عليه فإن لم يتحقّق مانريد، انتقل الشخص للعادة الثانية وهي
:
2 ـ
إلقاء اللّوم :
وإلقاء اللّوم هو تحميل الطرف الآخر السبب في كلّ
المشكلات التي تحدث لنا في العلاقة فإن كان زوجاً اتهمناه بالتقصير في الاهتمام
بالعائلة، وإن كانت زوجة اتهمها زوجها بالفشل في تربية الأولاد والبنات، والهدف هو
ذاته هدف النقد تقليل الفجوة بين مانريد وما حصلنا عليه في الواقع، فإن فشلت عادة
إلقاء اللوم انتقل الشخص للعادة الثالثة وهي
:
3 ـ
الشكوى أو التشكّي :
والشكوى هي عادة نلجأ لها لكي نحصل على تعاطف
الطرف الآخر، وتظهر في صورة تذمّر ليس مقصود فيه الطرف الآخر بل الوضع بشكل عام،
انظري لأبنائنا كيف هو حالهم، انظري للرواتب كيف انخفضت وإلاّ هي صورة من صور
إلقاء اللّوم لكنها بشكل عاطفي، والهدف ذاته تقليل الفجوة بين مانريد وما حصلنا
عليه، فإن لم يفلح أسلوب التشكّي انتقل الشخص للعادة الرابعة وهي :
4 ـ
التهديد :
وهي الممارسة القاسية في العلاقات، وتحمل في
طيّاتها إسقاط لكرامة ومكانة الطرف الآخر، ونتعامل معه كأنّه ليس إنسان له اهتمام
واحترام، من يهدّدك لايستحقّ احترامك، والهدف ذاته تقليل الفجوة بين مانريد وما حصلنا عليه في العلاقات،
وهناك هدفٌ آخر لمن يمارس التهديد هو محاولة السيطرة على الآخرين فإن فشل التهديد
انتقل الشخص لممارسه للعادة الخامسة وهي:
5 ـ
التذمّر :
يبدأ الشخص يتذمّر من كل شيء حوله من زوجته ، من
أبنائه، من عمله، من حياته لأنه لم يحصل على مايريد، والتذمّر قاتل ومدمّر للعلاقات
لأنّ الشخص يعلن رفضًا تاماً للآخرين إمّا أن يقبلوا سلوكياته أو يستمرّ في التذمّر،
فإن فشل الشخص في الحصول على مايريد من التذمّر انتقل للعادة السادسة وهي :
6 ـ
العقاب :
يبدأ الشخص بممارسة العقاب مع الطرف الآخر بحجة
أنّه أخطأ في حقي ولابدّ من معاقبته، والهدف ذاته محاولة تقليل الفجوة بين مايريد
وما حصل عليه، ومحاولة السيطرة على الآخر في العلاقة، وأبرز صور العقاب المقاطعة،
والصمت، وعدم الاهتمام، وأسوأ صور العقاب العقاب البدني، وهو مدمّر للهوية
الشخصيّة، فإن فشلت كل هذه العادات الـ6 لجأ الفرد إلى العادة السابعة والأخيرة وهي :
7 ـ
الرشوة مقابل التحكّم :
هنا يبدأ الشخص بإعطاء رشوة للطرف الآخر من أجل
السيطرة عليه وعلى سلوكه فيبدأ إن كان زوجاً بتقديم مزايا للطرف الآخر ليسيطر على
سلوكه فإن كان زوجًا أغدق عليها المال، وإن كانت زوجة تفنّنت له بالهدايا، وهذا
السلوك ربما يكون أخطر من الـ 6 السابقة لأنها تخدع الزوج والزوجة وغيرهم من
أطراف العلاقة أنّ علاقاتهم مبنية على حب واحترام لكنها في الحقيقة مبنية على قش
ما أسرع ما أن تنهار العلاقة.
د.خالد محمد المدني
خبير القيادة من المركز الأمريكي للشهادات
المهنيّة
رئيس مجلس إدارة منظّمة
أكسفورد للتدريب القيادي OLTO.
دكتوراه الإدارة من جامعة السودان الحكوميّة
للعلوم والتكنولوجيا
للتواصل مع الدكتور
خالد المدني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق