الخميس، 12 يوليو 2018

العادات الـ 7 المعمّرة للعلاقات ـ ماهي؟ / د.خالد بن محمد المدني


من مقالات الدكتور خالد محمد المدني
العادات الـ 7 المعمّرة للعلاقات ـ ماهي؟ وكيف نفهمها؟ ونمارسها؟
تحدثت في التدوينة السابقة عن العادات المدمّرة للذّات وتعرّفنا عليها وعلى أثرها السلبيّ في تدمير العلاقات السابقة بل وفي تدمير أيّ علاقة ناشئة تطمح لتكون ناجحة، توالت ردود الأفعال على التدوينة السابقة بين مؤيّد وبقوّة على أثرها السلبي في تدمير العلاقة، وبين نادم على استعمالها فترة من حياته واصفاً علاقته مع أبنائه وبناته وزوجته كيف أصبحت متشنّجة متوتّرة طالبين البديل، وكنت قد قررتُ مسبقاً قبل أن أتحدّث عن العادات السبع المدمّرة أتبعها بالعادات الـ 7 المعمّرة للذّات،  وها أنا أستجيب لوعدي، في هذه التدوينة سأتحدث عن العادات التي تعمّر العلاقات وهي:
أولًا : الدعم:
والدعم هو المساندة أيّ أنّنا بدلاً من أن نستخدم النقد مع الطرف الآخر للوصول لما نريد نستطيع أن ندعمه فيما يريد اختياره في حياته عن طريق جعله هو من يقيّم سلوكه الذي ينوي اتخاذه هل هو نافعٌ أم ضار؟ سيحقق له مايريد أم لا، الدّعم للطرف الآخر يجعله في خانة الحبيب لا العدوّ يجعله يراك معه لاضدّه فإن كان اختياره سليماً نال منك الدعم والتأييد بدل النقد والسخرية.
ثانياً : التشجيع:
والتشجيع مهمٌ للطرف الآخر لينال الدفعة المعنويّة لتنفيذ اختياره في الحياة فإن اختار ابنك أو بنتك تخصَصاً دراسياً ودعمته بجعله يستعرض خياراته وساعدته في اختيار تخصّصه لا أجبرته عليه ثمّ شجّعته على الدخول في الجامعة التي اختارها سيكون ذلك دافعاً معنوياً لله للنجاح والتألّق، معظمنا يستخدم عبارات التحطيم مع أبنائه وبناته، زوجه، وزوجته فيصنع منهم أعداءً لا أحباباً.
ثالثاً : الإنصات:
أستطيع أن أقول أنّنا عندما نتوقّف عن الإنصات للطرف الآخر فإننا نرسل رسالة مبكرة للآخرين أنّه ليس لهم قيمة في حياتنا، تأمّل العلاقات الأسريّة لترى الكمّ الكبير من المقاطعات وعدم المبالات للإنصات للطرف الآخر، ويقابله الصمت الذي يسود في الأسر حتّى أصبحت هناك ظاهرة الأسر الصّامتة، الكلام حياة، والصمت موت، إذا كان الكلام من فضّة فالسكوت من ذهب ليس لذلك عندي أيّ قيمة بل بالكلام تنال حقّك، وتقنع الآخرين، وتنقل المعلومات، وتستمتع بالتواصل مع الاخرين، تدرّب على الإنصات إن كنت تعاني منه فإنّ أبلغ رسالة احترام ترسلها للطرف الآخر هي الإنصات باهتمام لما يقول.
رابعاً : القبول:
أن تتقبّل الطرف الآخر بلا شرط ولا قيد تقبّله كما هو بأفكاره، وذاته، أنصح نفسي وأنصحك بالتخلّي عن فكرة تغيير الآخرين لأنّ في ذلك سيطرة عليهم ومحاولة إدخالهم في عالمك الذي ترغب ولكّ شخص عالمه الذي يفضّله، في العلاقات عمومّا أنا لي ثلاثة معايير مع الطرف الآخر في استمرار العلاقة أو تركها :
الأولى: أن يتقبلني كما أنا أو يتركني
الثاني: أن لايمارس عليّ النصح والإرشاد يعني لايربيني ولا يعلّمني ماذا ينبغي عليّ أن أفعل لأنني أعرف فإن لم أعرف فسأعرف بأدواتي ومنها الإستشارة "فاسأل به خبيراً".
خامساً : الثقة:
أشعر الآخرين أنّهم قادرين على فعل مايريدون لاتعمل عليهم موجهاً لقدراتهم كلّما أشعرت الآخرين أنّهم أعرف بإمكاناتهم وأنهم قادرين على اختيار مايصلح لهم، وأنّ الله خلقهم أقوياء لديهم قوّة الاختيار منحة وليس اكتساباً كلّما كانت علاقتك بهم قويّة مؤثّرة، أكثر مايدمّر العلاقة بين الآباء والأمهات وأبنائهم وبناتهم هو إشعارهم أنّهم غير أكفّاء.
سادساً : الإحترام:
كلّ من يشعر الآخرين باحترام ذواتهم، نال احترامهم، الاحترام يعني أن لا أفرض عليك وجهة نظري فلكّ حقّ إبدائها ولي حقّ قبولها أو رفضها، والآراء تُعرض ولا تُفرض، من يفرض رأيه عليك يمارس الإرهاب الفكري في حقّك لأنه يحاول إدخالك في عالمه في زاوية نظره، الإرهاب أساساً هو إلزام الطرف الآخر بوجهة نظر وحيدة حادّة لايرى الصواب إلاّ بها، اعرض وجهة نظرك بهدوء فإن قبلها الطرف الآخر فهذا خيار وإن رفضها فهذا أيضاً خياره مع احترامنا الكامل لعقله وفكره.
سابعاً : التفاوض عند الخلاف:
الواعين عندما يختلفون يتفاوضون فإن اتفقوا فهذا أمر جيّد وإن اختلفوا استمرّوا في التفاوض حتى يصلون لنقاط اتفاق، السياسيّون يحاولن تقريب وجهات النظر بين دولهم وربما كانت دولهم في حالة حرب ضروس، التفاوض لغة الواعين، والرشوة مقابل التحكّم لغة الغافلين، لو أنّ زوجاً يريد السفر مع أصحابه للاستجمام وزوجته ترفض الفكرة فالواعي يفاوض حتى يصل لنقطة اتفاق كأن يسافر هو مرّة وهي مرّة، والغافل يعطيها هدية أو يحوّل لحسابها مبلغاً من المال لترضى هذا سلوك مدمّر للعلاقات لأنّ فيه تحكّم بسلوك الطرف الآخر .
إذن الخلاصة: سبع عادات مدمّرة للعلاقات وهي : النقد، وإلقاء اللّوم، والشكوى، والتذمّر، والتهديد، والعقاب، والرشوة مقابل التحكّم، ويقابلها سبع عادات معمّرة للعلاقات وهي : الدعم، والتشجيع، والإنصات، والقبول، والثقة، والاحترام، والتفاوض عند الخلاف ،، اختر ماشئت.
د.خالد محمد المدني
خبير القيادة من المركز الأمريكي للشهادات المهنيّة
رئيس مجلس إدارة منظّمة أكسفورد للتدريب القيادي OLTO.
دكتوراه الإدارة من جامعة السودان الحكوميّة للعلوم والتكنولوجيا
للتواصل مع الدكتور خالد المدني


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق