الجمعة، 10 أغسطس 2018

الإنسان بين قطبين أقدار واختيار فهل هو مخيّر أم مُسيّر؟ ـ الأقدار ـ 1 / الدكتور خالد المدني


من مقالات الدكتور خالد محمد المدني
الإنسان بين قطبين أقدار واختيار فهل هو مخيّر أم مُسيّر؟
 ـ الأقدار  ـ 1


الانسان بين أقدار واختيار من لايفهم هذين القطبين يتيه ويشقى في هذه الحياة، الأقدار في الماضي والاختيار في المستقبل وكثيرٌ من البشر يشقى لأنه مازال يعيش في ذكرياته التي انتهت وانقضت مازال يتألّم من هذه الذكريات وهذا الألم لن يغيّر الماضي ولن يُصلحه هناك الآلاف بل ربما الملايين على هذه الأرض خسروا في تجارة فانقسموا قسمين قسمٌ تألّم ومازال إلى الآن يتألّم لكن لم يتعلّم فهو ينظر لدنياه أنها شقاء همٌ وغم وهناك من تعلّم ونهض ونظر لما أصابه أنها من أقدار الحياة ولم يرمي خسارته على الحظ أو مؤامرات حيتان السوق بل تحمل مسؤوليته ونهض وانتعش وجرّب وتدرّب فنجح وأفلح وهو ينظر لدنياه أنها رحلة تحدي وهو مستمتع بها، ماالفرق بين الاثنين؟ الفرق في الصورة الذهنية في التفسير الذي صنعه كل واحد من الاثنين تجاه الحدث الواحد، الحدث محايد الفرق في التفسير في الترجمة في إعطاء معنًى للحدث ووصفاً للقدر
عبدالله فؤاد رحمه الله تاجراً من أهل الأحساء لكنه عصامياً بدأ تجارته مع أوائل الطفرة في السعودية والخليج خسر ثروته - كما ذكر هو ذلك عن نفسه في كتابه "عبدالله فؤاد" الذي كتبه عن نفسه - خمس مرّات يعني خمس مرات يسقط ويقف يسقط ويقف إلى أن وقف فما سقط واعتدل فما انحنى، لو نظر عبدالله فؤاد لخسارته كل مرة أن سببها الآخرون والتجار الذين يحاولون إسقاطه لما اغتنى، هو نظر للحياة على أنها تحديات بل أمواج فمن تعلّم اللعب بالأمواج يعتلي فأصبحت أمواج الحياة بالنسبة له لعبة الكبار وهو لها لأنه يرى نفسه شيء وسيكون له شأن ، القضية بالنسبة له أدوات ومهارات ولسوف يمتلك الأدوات ويتقن المهارات وهو ماكان، فعاش متمتعاً بحياته محققاً لغاياته، عبدالله فؤاد تعامل مع الماضي بطريقتين لاثالث لهما :
الأولى: مخزنٌ للتعلّم وقد أتقنه فتعلّم من سقطاته الأربع فوثب في الخامسة وتربّع
الثانية: استعادة الماضي الجميل بنجاحاته ولحظاته ليستمتع بالذكريات فيحدث أُنساً للذّات.
انتظرونا في المدونة القادمة عن الإختيار ..

د.خالد محمد المدني
خبير القيادة من المركز الأمريكي للشهادات المهنيّة
رئيس مجلس إدارة منظّمة أكسفورد للتدريب القيادي OLTO.
دكتوراه الإدارة من جامعة السودان الحكوميّة للعلوم والتكنولوجيا
للتواصل مع الدكتور خالد المدني




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق