من مقالات الدكتور خالد محمد المدني
هل أنت متحكّم أم مُتحكّمٌ بك؟
في
هذه التدوينة أتحدث عن صنفين من البشر لا ثالث لهما، الناس صنفين إما متحكّمٌ أو
متحكّمٌ به،، إمّا متحكمٌ بانفعالاته وأفعاله وكلماته وعاداته أو متحكمٌ به من
قبلهم.
لماذا
من الأهمية بمكان أن تتحكم بانفعالاتك ؟
لأنها
باختصار من أدواتك للتمتع بالحياة وتحقيق الغايات وإدامة العلاقات .. فمن ضبط
انفعالاته تمتّع بحياته وحقق غاياته وأدام علاقاته.
الانفعالات
مخلوقةٌ فيك وأنت الذي تختار أن تضبطها أو تتركها تضبطك وتتحكم فيك.
الانفعالات
تلقائية أنت تختار أن تحب أو تكره تغضب أو تهدأ الكنترول بيدك "ادفع بالتي هي
أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه وليٌ حميم" الله يأمرك أن تتصنّع وتبادر
لبناء علاقة مع من تكرهه أو كليكما تكرهان بعضيكما برغم مايصيبك من انفعالات تجاه
هذه العلاقة ..
جاء
رجلٌ للنبيّ عليه الصلاة والسلام فقال له: يارسول الله أوصني قال لاتغضب فكررها
ثلاثاً لاتغضب فلو كان الغضب تلقائياً أي رغماً عنّا لما أمره نبيّ الرحمة بضبطه
وفي
تراثنا "احبب حبيبك هوناً فلربما أصبح بغيضك يوماً ما وأبغض بغيضك هوناً ما
فربما أصبح حبيبك يوماً ما" فلو لم يكن الحبّ اختيار نحن نختاره وصناعةٌ نحن
نصنعها لما طُلب منا ضبط درجته
الخنساء
بنت عمرو فقدت أخاها صخراً في الجاهلية فبكته عشرون عاماً وبعد إسلامها وفي معركة
واحدة وهي القادسية فقدت أربعةً من أبنائها فما زادت على أن قالت "الحمدلله
الذي أكرمني بهم جميعاً وأسأل الله أن يجمعني بهم " فلو لم يكن الحزن اختياراً
لما قرّرت الخنساءُ وقفه على أربعة من أبنائها
"إنما العلم بالتعلّم وانما الحلم
بالتحلّم" والحلم انفعال وقول نبي الرحمة بالتحلّم أي بالتدرّب بالتصنّع
فيصبح حقيقة والفرق بين التصنّع والحقيقة في درجة الاتقان
اذن
الخلاصة أنّ الانفعال قابل للضبط والتحكم والزيادة والنقصان والاستدعاء والإلغاء ..
ولكن
كيف ؟
التدوينة القادمة سأتحدث عن كيف نضبط انفعالاتنا ؟
د.خالد محمد المدني
خبير القيادة من المركز
الأمريكي للشهادات المهنيّة
رئيس مجلس إدارة منظّمة
أكسفورد للتدريب القيادي OLTO
دكتوراه الإدارة من جامعة
السودان الحكوميّة للعلوم والتكنولوجيا
للتواصل مع الدكتور خالد
المدني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق