من مقالات الدكتور خالد محمد المدني
خطّط لحياتك
يطلّ علينا بعد ثلاثة أيّام بمشيئة الله غرّة شهر
محرّم لعام
1440هـ، عامٌ هجريٌ جديد عامٌ انقضى وهو 1439هـ
وعامٌ يطلّ وهو عام 1440هـ، لاشكّ أنّه كان لك في عامك
المنصرم غايات حققتها فتحوّلت إلى إنجازات حصلت عليها، وإمكانات استثمرتها في
تحقيق الغايات، وتحديات واجهتها فتغلّبت عليها، وعادات جديدة جيّدة اكتسبتها وأخرى
سيّئة هجرتها، وعلاقات طوّرتها مع الآخر، وربما هناك إخفاقات فربما لم تحقق غاية
هنا أو هناك، وربما فشلت في علاقة، وسوّفت في التخلّص من عادة مضرّة كنت تتمنى
الخلاص منها ، الوقت ليس متأخّرًا كيف تبدأ من جديد، عنونت هذه التدوينة من ضمن
سلسلة تدويناتي بـ "خطط لحياتك" لأنّ الحياة تخطيط، التخطيط يعطيك أربع
هي لبّ حياتنا وما تدور ذواتنا حوله :
الأولى: رسم الغايات وهي صورك الذهنية التي تسعى
لتحقيقها شخصياً وضعت لي خمس صور ذهنية كبرى تدور حياتي حولها: الأولى الدين وهي
تُشبع عندي الإنتماء فأنا هنا بسبب "وما خلقت الجنّ والإنس إلاّ
ليعبدون" أعبد ربي وأستمتع بحياتي ولا تضادّ بينهما بين عبادة ربي والتمتع
بلحظاتي وأيّامي.
الثانية: الحفاظ على الصحّة وهي تُشبع عندي
البقاء وحماية الذات فحماية ذاتي أولويّة، وحمايتها من خمسة أشياء :
حماية ذاتي من الأمراض، وحماية ذاتي من انفعالاتي
فالانفعالات أخطر من الأمراض بل هي مسببها، وحماية ذاتي من كلماتي التي أتكلّم بها
لنفسي لأنّ الكلمات تصنع صوراً ذهنيّة والصور الذهنيّة تتحوّل إلى برامج تُبرمج
ذاتي وتسري في كلّ كياني، وحماية ذاتي من أفكاري فأيّ فكرة تضرّني وتخفضني أرفضها
وأيّ فكرة تنفعني وترفعني أقبلها وأتبناها، وأخيراً حماية ذاتي من أفعالي فأيّ
عادة مدمرة أوقفها وأيّ عادة معمّرة أمارسها، الثالثة: المال وهي تُشبع لديّ
القوّة، والرابعة: العلاقات وهي تُشبع لديّ التمتّع بالحياة، والخامسة: التأليف
وهي تُشبع لديّ الحريّة.
الثانية: استثمار الإمكانات لتحقيق الغايات:
إمكاناتك تطهر عندما تتحدد غاياتك ومن لاغايات له لا إمكانات لديه.
الثالثة: الإنجازات: والإنجازات هي الغايات التي
تحققت، وأعلى الإنجازات هي التي تكون خطوات تحقيق الغايات.
الرابعة: العلاقات، والعلاقات هي جوهر حياتنا
"وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا" فالإنسان يأنس بغيره لكنه لن تتوقف حياته
عليهم، ينبغي أن تكون علاقاتك معينة على تحقيق غاياتك، وأن تكون علاقاتك ممتعة لك
لا معاناة.
في العام الجديد لابدّ أن تكون جاداً وتبدأ
بالتخطيط لحياتك، التخطيط هو الحياة ومن لايخطّط لحياته فقد قرّر أن يضيعها سدى،
وإذا كنت لاتعرف كيف تخطط فتعلّم (فاسألوا أهل
الذكر إن كنتم لاتعلمون) وقد تحدثت عن
التخطيط للحياة من الألف إلى الياء في كتابي روشتة، متوافر في معظم مكتبات
السعودية والخليج، في هذه التدوينة سأمنحك روشتة عمليّة مجرّبة لتخطّط لحياتك.
جعلتها هدية هذا
العام :
أولاً : حدّد غاياتك التي تودّ الوصول إليها في
حياتك.
ثانياً : تأكد أنّ هذه الغايات هي فعلاً ماترغب
بتحقيقه لذا اسأل نفسك السؤال التالي: لماذا؟ مثلاً: أريد أن أحفظ القرآن الكريم
هذه غاية اتبعها بسؤال لماذا ؟ لتأكيد الرغبات.
ثالثاً: ضع خطّة زمنيّة لمدة سنة لكلّ غاية من
الغايات التي وضعتها، الخطة الزمنيّة هي طريقك نحو تحقيق غاياتك.
رابعاً : ضع خطة أسبوعية استقيها من خطّتك
السنوية، لابدّ أن يكون لديك برنامج عمل أسبوعي يبدأ من الأحد وينتهي يوم السبت
حتى لاتضيع أوقاتك هباء منثوراً.
خامساً: قيّم كل شهر لتتأكّد من تطبيق خطتك
الأسبوعية بشكل سليم، ومن تطبيق خطتك السنويّة، التقييم هو الذي يعطيك مؤشرات
تقدّمك أو تأخّرك عن تحقيق غاياتك.
عامٌ سعيد أتمناه لك..
د.خالد
محمد المدني
خبير
القيادة من المركز الأمريكي للشهادات المهنيّة
رئيس
مجلس إدارة منظّمة أكسفورد للتدريب القيادي OLTO
دكتوراه
الإدارة من جامعة السودان الحكوميّة للعلوم والتكنولوجيا
للتواصل
مع الدكتور خالد المدني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق