الجمعة، 12 أكتوبر 2018

FANTASTIC \ د.خالد بن محمد المدني


من مقالات الدكتور خالد محمد المدني
 FANTASTIC

هذا العنوان هو في الحقيقة قصّة رائعة ذكرها كبير المدربين في الجمعيّة الأمريكيّة للتدريب والتطوير A.S.T.D زيج زيجلر، وهذه القصة كما يحكيها زيجلر مع تصرفي ببعض الألفاظ لتكون القصّة مفهومة، ومسلية، زيج زيجلر كثير الأسفار في التدريب، يدرّب تقريباً مئة وخمسون يوماً تدريبياً في السنة، يقول أحياناً أقوم بتحضير المادة التدريبية في المطارات أثناء الإنتظار، ولذلك فأنا عادة ما أتعمّد   الذهاب للمطارات قبل الرحلة أحياناً بثمان ساعات لأُحضّر، يقول في يوم من الأيّام كان عندي رحلة من لندن إلى الدانمارك فذهبت للمطار قبل الرحلة بثمان ساعات ليتسنى لي التحضير لأنني سأصل وأتوجه إلى قاعة التدريب مباشرة، وصلتُ المطار ومعي مساعدي الشخصي وعندما فُتح الكاونتر المخصّص للرحلة تقدمت وقدمتُ جوازي وجواز مساعدي وتذاكر سفرنا أنا وإيّاه، بدأت الموظفة بالتدقيق لاستخراج بطاقات صعود الطائرة، ثم التفتت إليّ وقالت: سيد زيجلر يؤسفني أن أُخبرك خبراً سيئاً وهو أنّ رحلتكم تمّ إلغاؤها فقلتُ بصوتٍ عالٍ fantastic يعني رائع، فذُهلت وظنت أني لم أفهم فأعادت القول فأعدت الفعل نفسه ولكن هذه المرة بصوتٍ أعلى، فنظرت إليّ مستغربة وقالت في نفسها ربما هذا مجنون، ثم عادت وقالت هناك خبرٌ أسوأ من الذي أخبرتك به سيّد زيجلر وهو أنّ أقرب رحلة للدانمارك ستكون بعد اثنى عشرة ساعة فصرخت fantastic فلم تشكّ الموظفة حينها أنني مجنون، المهم طبعت لنا بطاقات صعود الطائرة التي ستقلع بعد اثنى عشرة ساعة، ذهبتُ فجلستُ وفتحت جهاز اللابتوب، وطلبتُ شراباً لي ولمساعدي فلاحظتُ أنّ مساعدي يحملقُ بي متعجباً، فبادرته ماالأمر؟، فقال لي: سيد زيجلر هل أنت فعلاً fantastic فضحكتُ وقلتُ له: لاطبعاً، قال: إذن لماذا فعلت مافعلته مع الموظفة؟ ، فقلتُ له: انظر، أتدري ماكنتُ أتمنى فعله، قال بلهفة ماذا؟ قلت: أن أُمسك رأس هذه الموظفة وأضربه بالطاولة حتى يُشفى غليلي، أتعلم ماذا يعني أن نُقلع بعد اثنى عشرة ساعة؟ يعني أن نصل القاعة متأخرين أربع ساعات أي ضياعُ يومٍ كاملٌ من التدريب،  لكن لو فعلتُ ذلك لو انفعلت هل كانت ستُقلع الطائرة قبل اثنى عشرة ساعة فقلتُ له بالتأكيد لا، قال: هناك أمر ثانٍ لم تنتبه له جعلني أفعل ولا أنفعل أي أقول fantastic "القول عند جلاسر يعتبر سلوك فهو فعل" ، قلتُ له ماذا هو ؟ قال: لو انفعلت، لن أستطيع أن أعمل في تحضير المادة العلمية، قال صحيح، قلتُ له وهناك أمرٌ ثالث لم تنتبه له أيضًا قال: ماذا أيضاً، قلتُ: لو انفعلت سأفرغُ انفعالي بك، وسأقول أنك مساعدٌ نحس، وسأجعل كل مشاكل الدنيا فيك، لأنني منفعل ستكون أنت الضحية، فقلت له: أكون fantastic أم لا فقال؛ بلى بلى، ماذا فعل زيجلر، قاد انفعاله بوعي، ربما سأل نفسه عندما انفعل ماأفعل ؟ ، لذلك اختار أن يفصل بين الحدث ورد الفعل فوصل أي سعد بوقته في المطار، ولو خلط بين الحدث ورد الفعل أي انفعل لخلط بين الحدث ورد الفعل ولقاده انفعاله فتعس.
د.خالد محمد المدني
خبير القيادة من المركز الأمريكي للشهادات المهنيّة
رئيس مجلس إدارة منظّمة أكسفورد للتدريب القيادي OLTO
دكتوراه الإدارة من جامعة السودان الحكوميّة للعلوم والتكنولوجيا
للتواصل مع الدكتور خالد المدني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق