من مقالات
الدكتور خالد محمد المدني
خطوات
التحكّم في الإنفعالات
تحدثت
في التدوينة السابقة عن ست خطوات في التحكّم في الانفعالات، وتكلّمت عن الثلاث
خطوات الأولى واسميتها "مرحلة الضبط" ، وفي هذه التدوينة أتحدث عن الثلاث
خطوات المتبقيّة وأسميتها "مرحلة فكّ البرمجة" ، وأحبّ أن أُنوّه إلى
أنّنا لاينبغي الانتقال للمرحلة الرابعة ومايليها حتّى يهدأ الإنفعال، ويعتدل
الحال
رابعاً:
الحوار مع الذّات:
هذه
المرحلة مرحلة مهمّة جداً لأنّ الكثير من النّاس يدمّرون ذواتهم بالحوار السلبيّ
المؤذي للذّات، حوارنا مع ذواتنا ينبغي أن ينضبط بثلاث لاءات وثلاث نعمات، فالضابط
الأوّل: لا للتفكير بالماضي ونعم للتفكير في المستقبل فما مضى انقضى ونحن أبناء
اليوم فلا ينبغي أن ندمر ذواتنا ندماً على ماحدث بل نشحذ قوانا للعمل على ماسيأتي،
والضابط الثاني: لا للتفكير بالآخر فلا ينبغي أن نبدد طاقاتنا ونحن نتسائل لماذا
فلان فعل معي مافعل؟ كان الواجب أن يفعل معي كذا وكذا، ونعم للتركيز على الذّات،
قل: ماذا ينبغي عليّ فعله لحل مشكلاتي وإعادة الاتزان لذاتي، لا أعلم شيئاً مدمراً
للذّات مثل الانشغال بالآخر والتفكير في الماضي،ً والضابط الثالث: لا لتحقير الذات
وتأنيبها ولومها وجلدها، ونعم لإكرامها، وتشجيعها، وعذرها، وضمّها، والحديث معها
إيجابياً كأن تقول لابأس عليك يامحمد لقد بذلت جهدك، وتعبت وتابعت، ولسوف تنجح في
المرة القادمة مع قليل من التركيز، صح ياعلياء أنك قصّرت وهذا ليس نهاية العالم
سوف تجتهدين في المرة القادمة وتقدمين مشروعاً متميزاً، أيّ حوار سلبيّ مع الذّات
يدمّرها، وايّ حديث إيجابي معها يدفعها، ويحرّكها، ويحفّزها.
خامساً:
التسجيل:
ضع
لك دفترّا صغيراً في جيبك تسجّل فيه المواقف اليوميّة التي تمرّ معك في حياتك، هذا
السجل مهمٌ جداً لأنه سيعدّ بمثابة بنك الخبرات بالنسبة لك، هذا السجل سيحتوي على
أهم المواقف، الأزمات، التحديات التي مررت بها، وربما مرّت بك مواقف متشابهة في
المستقبل، فدروس الماضي مكررة في المستقبل، في هذا السّجل سوف تقوم بخطوتين
هامّتين :
الأولى
: تسجيل الموقف.
الثانية
: تسجيل الإستجابة التي صدرت منك.
سادساً
: التعلّم :
هذه
المرحلة هي أهمّ مرحلة من المراحل الثلاث "فكّ البرمجة" ، هذه المرحلة
تعدّ مرحلة اكتساب الوعي، والمعرفة، والمهارة، سجّلت في سجلك الخاص الموقف التي
مرّت بك واستجابتك التي قمت بها، في مرحلة التعلّم هذه سوف تقيّم هل كانت استجابتك
صحيحة أم خاطئة؟ نفعتك أم ضرّتك؟ حققت لك ماتريد أم أبعدتك عن ماتريد؟ فإن كانت
استجابتك صحيحة فالحمدلله، وإن كانت خاطئة سوف تسجّل الاستجابة الصحيحة للتبرمج
عليها في المستقبل، هذه الخطوة هي التي ستعيد فكّ البرمجة وإحلال برمجة جديدة هي
مرحلة الانتقال من البرمجة إلى إعادتها، ومن الغفلة إلى الوعي، إذن في مرحلة
التعلّم ستقوم بثلاث خطوات:
الأولى:
تقييم الموقف.
الثانية: تسجيل الإستجابة الصحيحة.
الثالثة:
تطبيقها في الحياة.
"
انتهى"
د.خالد محمد المدني
خبير القيادة من المركز
الأمريكي للشهادات المهنيّة
رئيس مجلس إدارة منظّمة
أكسفورد للتدريب القيادي OLTO
دكتوراه الإدارة من جامعة
السودان الحكوميّة للعلوم والتكنولوجيا
للتواصل مع الدكتور خالد
المدني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق