من مقالات
الدكتور خالد محمد المدني
كيف أصل للسلام مع ذاتي ؟
سألتني
إحدى الفاضلات المتابعات لمنشوراتي عبر الفيس بوك:
"كيف استطعت ان تصل لهذا السلام مع
الحياة؟ إني اغبطك.
أتسائل
هل لم تمر بصعوبات ؟
فأجبتها :
نعم
مررت وبصعوبات يسميها البشر كذلك وكل من على وجه الأرض يمرّ بها لكنني اخترت
تسميتها تحديات
القضية
ليست في مرورنا بصعوبات بل بالزاوية التي ننظر منها للحدث، الأحداث طبيعية من
طبيعة الحياة وهي من الكون المهم أن يُحسن الكيان التعامل مع الكون لأنّ أحداث
الحياة محايدة ليست موجهة لاضدّي ولا ضدّك ولا ضدّ أحد هذا أولاً
وثانياً:
لا
أزعم لك أن القضية سهلة ولكنها أيضاً ليست صعبة التعامل مع الذّات أهم من التعامل
مع أحداث الحياة، التعامل مع الذات لمواجهة أحداث الحياة فالتعامل مع الذات يعني
فهم البرمجة التي تبرمج عليها كل شخص منذ أن كان طفلاً إلى الآن لمواجهة أحداث
الحياة ومن ثمّ فكّ هذه البرمجة وإحداث برمجة جديدة صحيحة وهذا يحتاج منك لأمرين :
ولمواجهة
أحداث الحياة نحتاج لأدوات والتدرب عليها ومن أدواتها "أن الدنيا خلقت لنا لنتمتع
بها ونسعد لا لنعاني منها ونشقى" ومهارتها في تتظيف عقلي وعقلك من كل فكرة
تُضاد هذه القناعة
مثال
آخر : من أدوات مواجهة أحداث الحياة الحركة فالحركة تُهدأ الانفعال وتجعل العقل
يسود فيقود لأن الفرد عندما يواجهه حدث لايحبه بحسب برمجته البيئية يستجيب
بطريقتين الأولى : انفعالية " حزن ، خوف ....الخ " والثانية :
جسدية تظهر على شكل آلام معدة أو قولون عصبي، فالحركة تفرغ الشحنات الانفعالية
فتجعل بعد ذلك السيادة والقيادة للعقل فيستطيع مواجهة الحدث عقليا لا انفعاليا
هذا
ردٌ على سؤالك بشكل سريع وقد كتبت كتاباً متوافر في المكتبات بعنوان "الصبر عند
الصدمة الأولى" فيه عشر خطوات لمواجهة أحداث الحياة برنامج عملي لتدريب الذات
على مواجهة التحديات
وللحديث
تتمة سأتحدث عنها في التدوينة القادمة
د.خالد محمد المدني
خبير القيادة من المركز الأمريكي للشهادات المهنيّة
رئيس مجلس إدارة منظّمة أكسفورد للتدريب القيادي OLTO
دكتوراه الإدارة من جامعة السودان الحكوميّة للعلوم والتكنولوجيا
للتواصل مع الدكتور خالد المدني