من مقالات الدكتور خالد محمد المدني
هل التدريب دائماً هو الحل ؟!
ان التدريب يكتسب
أهميته البالغة التميز في عالم الإدارة اليوم لكونه احدى الدعامات الأساسية
المكونة لرأس المال البشري، و المَنفَـذ الرئيس لزيادة عدد الأفراد الذين تتوافر
لديهم المعارف والمهارات والاتجاهات التى توصلهم إلى الخبرة المطلوبة ، الأمر الذي
يعينهم في النهاية على مواكبة المتغيرات الحاصلة أو المتوقعة فى جميع مجالات
الحياة.
يؤكد الدكتور عبد
الرحمن توفيق في كتابه (التدريب: الأصول و المبادئ العلمية - 94) أنّ الراصد لموجة
التدريب الضاربة الإطناب في عالم الإدارة اليوم، يجد أنّ كثيراً من المؤسسات سرعان
ما تنزع إلى التدريب كمنقـذ أمام أية مشكلة إدارية نريد لها حلاً، أو أية ظاهرة
خدمية نبحث لها عن تطوير، الأمر الذي يجعلنا نثير السؤال الجاد حول كنه تلك
البرامج التدريبية التي تُقدم: هل التدريب دائماً هو الحل ؟
إنّ المنهجيّة
السّائدة في تنظيم الحملات التدريبية لتطوير أداء ما، تبدأ عادة بالتحديد النمطي
للاحتياجات التدريبية التي يتم تحويلها بعد ذلك لأهداف تحكم عملية تصميم البرامج
التدريبية والتي ما أن يتم تنفيذها حتى يقفز المعنيون بالتدريب إلى رصد نتائج ذلك
التنفيذ عن طريق بعض الأدوات التي تستهدف تقييم تلك العملية التدريبية التي تمت .
هذه المنظومة
النمطية رغم عمليتها من الناحية الفنية إلاّ أنها تفترض ابتداء أنّ من تمّ إخضاعهم
للعملية التدريبية في القضية موضع التطوير هم بحاجة إلى تدريب في الأصل، وإلاّ لما
ساءت أساليبهم في أداء ما هو مطلوب منهم إلى ذلك المستوى ؛ و هذه مقولة يصعب
قبولها هكذا دون تمحيص، إذ قد يرجع السبب في ضعف هذا الأداء إلى مشكلات عدّة ليس
من ضمنها ضعف الحصيلة التدريبية لدى أولئك المعنيين، وعليه لا يجب في رأينا أن
نظلم التدريب باعتقادنا أنه دائما هو الحل.