من مقالات الدكتور خالد محمد المدني
المرونة والتكيف طريقك للنجاح والتميز
المرونة هي القدرة على التكيّف والتغيير للأفضل، المرونة
صفة ملازمة للحياة،
في حين أن
صفات التصلب و
القساوة والتخشب ملازمة
للموت والفناء، فعندما
تموت الشجرة الخضراء
المرنة تتحول إلى
مادة قاسية صلبة
ومتخشبة لا تصلح
للنمو والخصب والازدهار
والإثمار،بل لتكون حطباً
لموقد تؤول فيه
إلى رماد، المرونة
تعني أن نبحث
عن بدائل للخيار
الواحد الذي تعودنا
ممارسته، وعن وسائل
جديدة ونماذج جديدة،
قد تكون أفضل
وأنجح وأسرع وأكثر
كفاءة، وأن نعرف
أن هناك خيارات
متعددة لمشاعرنا يحل
فيها التظاهر بالغضب
تارة ويفضل الهدوء
تارة أخرى، وأن
هناك خيارات متعددة
لتفاوضنا، وخيارات مختلفة
لإدارة وقتنا، كما
تعني القيام بالأعمال
التي نخشى عادة
القيام بها، أو
تجريب الجديد منها،
تلك التي لا
نعرفها أو لا
نحبها مع علمنا
بأهميتها لتطوير حياتنا،
فإذا كان ما
نقوم به لا
ينفع ولا يفيدنا
في تحقيق أهدافنا،
وإذا كانت الطريقة
التي نتبعها لا
تنجح، لابد لنا
أن نجرب طريقة
أخرى، أو أن
نقوم بعمل آخر،
أو نضع أهدافاً
وخططاً جديدة، أو
نبحث عن وسائل
جديدة ومهارات مختلفة،
لأننا إن كررنا
القيام بما اعتدنا
عليه، فلن نحصل
إلا على نفس
النتائج التي اعتدنا
أن نحصل عليها،
وقد يتطلب تغيير
النتائج التي لا
تعجبنا أن نسير
بالاتجاه المخالف لما
تعودنا عليه، ومن
المفيد أن نسأل
أنفسنا دائماً: هل
يمكن أن أقوم
بهذا العمل بطريقة
أفضل؟ "إن
نفس المقدمات ستوصلك
إلى نفس النتائج،
لا بد لتغيير
النتائج المأمولة من
تغيير المقدمات والمواقف،
المرونة تتحقق عندما
يستطيع الفرد أن
ينظر بعدسات مختلفة،
و يعترف بوجود
وجهات نظر مختلفة
بدلاً من وجهة
النظر الوحيدة، فيغيّر
في مواقفه وردود
أفعاله وعاداته الموروثة،
ويجب أن ننتبه
إلى أنّ المرونة
لا تعني التخلّي
عن المبادئ، ولا
تعني كذلك التهرّب
من الواقع وعدم
مواجهته، ولا تعني
كذلك أنّنا قادرون
على التخلّي عن
كل مشاكلنا، ولا
تعني المرونة الانهزام
أمام الضغوط، المرونة
تعني أن نبدأ
من حيث نحن،
لا من حيث
يجب أن نكون،
لنصل إلى هدفنا،
وهي تتيح للإنسان
التكيف، وهو يعني
قدرة الفرد على
التوافق مع نفسه
ومع من حوله
للتمتع بحياة خالية
من الاضطرابات، ومليئة
بالحماسة والنشاط، فلا
يبدو منه ما
يدل على عدم
الرّضا عن الذّات،
المرونة قوة تدفع
الإنسان في طريقه
نحو هدفه، وتفتح
له آفاقاً واسعة
متعددة للوصول إلى
حيث يريد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق