الأربعاء، 6 مايو 2015

كيف تفهم القيادة وتبدع فيها؟ (3) / الدكتور خالد بن محمد المدني


من مقالات الدكتور خالد محمد المدني

كيف تفهم القيادة وتبدع فيها؟

النظرية الموقفية


نواصل الحديث عن نظريات القيادة ونتحدث في هذه التدوينة عن النظرية الموقفية وتعتبر النظرية الموقفيّة تطوراً جديداً في النظرة إلى القيادة والقائد فطبيعة الموقف هي التي تحدد نوعية وسلوك القائد، وبما أنّ هناك اختلافاً من تنظيم لآخر ومن وقت لآخر فيكون الفرد قائداً في موقف وتابعاً في موقف آخر، فمتطلبات الموقف القيادي تختلف حسب أنواع عديدة من المجتمعات والظروف والتقسيمات الإدارية بل وفي المستويات الإدارية في المنظّمة أو المؤسسة الواحدة فمثلاً بالنسبة لاختلاف المجتمعات فإن النظرة إلى متطلبات القيادة تختلف حسب القيم واللّغة والمذاهب السياسيّة ففي بعض المجتمعات مثل انجلترا تتمتع القيادات غير المتخصّصة في مجال الإدارة والسّياسة بمكانة مرموقة في المجتمع بينما تعتبر الخبرة المتخصصة من متطلبات القيادة في الإدارة الأمريكيّة، وبهذا نجد أنّ النظريّة الموقفيّة تربط بين السّمات الشخصيّة للفرد ومهاراته بالموقف الإداري الذي يتفاعل معه، ومن هذا المنطلق ظهرت النظرية التفاعلية لتوضيح مفهوم نظريّة القيادة الموقفيّة الذي يعتبر من المفاهيم الديمقراطية ويساعد على توسيع قاعدة القادة بمعنى أنّ كل شخص من الممكن أن يغدو قائداً في بعض المواقف إذا توافرت فيه الصّفات التي يتطلبها الموقف.(القرشي،1989م،25)، وقد وجّه نقد للنظرية الموقفيّة يلخّصه باحث في النقاط التالية: (بن دهيش  ،2005م،81).
1.   النظرية الموقفيّة: لم ترصد إلاّ عدداً محدوداً من العناصر المكونة للموقف الذي تتمّ فيه عملية القيادة ذاتها.
2.   ليس هناك اتفاق تام بين الدّراسات الموقفية حول عناصر الموقف التي يمكن في ضوئها تحديد النمط القيادي الفعّال.
3.   أنّ ظهور القائد لايتوقف على عوامل الموقف وحدها، فقد يتطلّب الموقف قائداً يتسم بنمط قيادي معين ومع ذلك قد لايستجيب للموقف رغم توافر هذا النمط لديه.
4.   أغفلت النظريّة الموقفيّة طبيعة التفاعل الذي يمكن أن يحدث بين جميع المتغيرات التي تتضمنها والذي يؤثّر بدوره بين أنماط القيادة ومتغيرات الفعالية.
5.   أنّ القيادة لاتكون وقفاً تامّاً على الموقف والظّروف وانّ الفروق الفردية تؤثّر بوضوح في إدراك الفرد اجتماعيّاً للآخرين.
6.   في ظلّ هذه النظريّة فإنّ الخصائص التي تميز القيادة لايمكن أن تقبل التعميم إلا حيث تتشابه المواقف، وهذا منطلق مرفوض نظراً لأنّ لكل منظّمة خصائصها وبيئتها الخاصّة التي تؤثّر تأثيراً مباشراً على سلوك القيادة فيها.
ويرى الباحث من وجهة نظره أنّ الميزة التي تتمتع بها النظرية الموقفيّة أنها جمعت مابين سمات القائد التربوي والموقف الذي يكون فيه، أمّا نقطة الضّعف في هذه النظريّة فهي أنّ التحليل لطبيعة الموقف وظروفه مع سمات القائد لهذا الموقف قد لا تكون دقيقة.


د.خالد محمد المدني

خبير القيادة من المركز الأمريكي للشهادات المهنيّة

رئيس مجلس إدارة منظّمة أكسفورد للتدريب القيادي OLTO.

دكتوراه الإدارة من جامعة السودان الحكوميّة للعلوم والتكنولوجيا

للتواصل مع الدكتور خالد المدني

ch@olto.org

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق