من مقالات الدكتور خالد محمد المدني
كيف نفهم الحب ونتعامل معه ونتحكم به؟
في هذه التدوينة نواصل الحديث حول فلسفة الحب.. وسأجيب عن سؤال "هل الحب اضطرار أم اختيار؟ هل نتحكم به أم يتحكم بنا؟ هل نقوده أم يقودنا؟ و إذا كان يقودنا فما الحيلة في التخلّص من لهيبه وناره وسطوته؟ "
ـ
هل الحب اضطراري أم إختياري؟
اختلف أهل الحب
فيه هل هو اختياري أم اضطراري فهناك من قال إنه اضطراري ومنه قول الشاعر:
يلومونني في حبّ
سلمى كأنما
يرون
الهوى شيئاً تيمّمته عمدا
ألا إنما الحبّ
الذي صدع الحشا
قضاء من الرحمن يبلو به العبدا
ويرى بعض الأطباء
النفسانيين أنه لافرق بين المرض العضوي والمرض الناتج عن الحب لأنّ كليهما يقعان
بدون اختيار من الفرد وروي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رجلاً قال له: ياأمير
المؤمنين إني رأيت امرأة فعشقتها فقال عمر: ذاك ممّا لايملك، وقد فسّر بعض السّلف
قوله تعالى: (ربنا ولا تحملنا مالا طاقة لنا به) بالحب، وهناك من قال أنه
اختياري وقد ذمّ الله من أشرك مع حبه حب غيره فلو كانت اضطرارية لما ذمهم، وخلاصة
القول أنّ الحب في بدايته اختياري ثم يتحول إلى اضطراري في مراحله التالية:
تولّع
بالعشق حتّى عشق فلمّأ استقلّ به لم يطق
رأى
لجة ظنّها موجة فلمّا تمكّن منها غرق
تمنّى
الإقالة من ذنبه فلم يستطعها ولم يستفق
ـ
أنواع اللذّات:
1 ـ لذة جثمانية: وهي لذة الأكل
والشّرب.
2 ـ لذة وهمية
خيالية:
كلذة الرئاسة والفخر.
3 ـ لذة عقلية
روحانية:
كلذة المعرفة والعلم والأدب والمروءة والعفة والشجاعة...الخ وفي هذا النوع يقع
الحب.
يتبع…
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق