من مقالات الدكتور خالد محمد المدني
اعرف مايدور في عقلك ..
الناس
يستجيبون لخرائطهم عن الحقيقة و ليس الحقيقة نفسها
فالخرائط التي في
أذهاننا عن الحقيقة تحدد وتتحكم في إدراكنا واستجابتنا، فنحن نستجيب للعالم ليس
كما هو موجود بل نتيجة لخارطة العالم التي في أذهاننا، عندما نستقبل معلوماتنا من
المحيط الخارجي فإننا نستقبلها من خلال حواسنا (البصر والسمع واللمس والشم
والذوق) وعندما تدخل هذه المعلومات إلى الذّهن تكون الخرائط العصبية اللغوية
التي يتحكم فيها معتقداتنا ومواقفنا ولغتنا وذكرياتنا ومرشحات نفسية أخرى، وفي
العقل الواعي تعمل هذه الخبرات الذهنية الداخلية بأحد " الأنظمة التمثيلية
"، فبالطريقة التي نمثل بها الخرائط الداخلية تتفاعل مع فسيولوجيا الجسم (كالإنزيمات
والتفاعلات الكيميائية المفرزة داخل الجسم وهيئة الجسم كالوقفة والجلسة وغيرها)
التي تنتج لنا الحالة من السعادة أوالرضا أوالغضب أوالنشاط أو أي حالة أخرى، وهذه
الحالة تقودنا إلى السّلوك المطلوب (فنعبّر عن السلوك بالأفعال والكلمات) ومعنى
هذا أن إدراكنا مرتبط بهذه الصور المتحركة في شاشة أذهاننا والتي بدورها تحدد
تفاعلاتنا، أثبتت التجارب " كما يقول د . ماكسويل مالتز ( طبيب الجراحة
التجميلية )" بأن أكثر المرضى الذين تعمل لهم العمليات الجراحية
التجميلية يعانون من نفس المشاكل الشخصية التي كانوا يعانون منها قبل العملية
الجراحية، على الرغم من النجاح الباهر لهذه العمليات، إلاّ أنهم يرون أشكالهم
البشعة المرسومة في أذهانهم التي لم تتغيّر، حتى لو أكد لهم شخص ما أنّ مظهرهم قد
تغير، لكن تبقى الخارطة القديمة هي المسيطرة في أذهانهم، فنحن نستجيب للعالم من
خلال خرائطنا الداخلية، ونستخدم هذه الخارطة لتوجيه إدراكنا و تفكيرنا وعواطفنا
نحو أولادنا و أزواجنا و أصدقائنا وغيرهم، فقبل أن نتوقع من أي شخص أن يغير من
تفكيره أو مشاعره أو استجابته إلى غيرها من التغيرات المطلوبة يجب علينا أن نغير
الخارطة الداخلية، ولكي تساعد أي شخص على التغيير يجب أن يكون لديك المرونة
الكافية للتواصل معه و التي تساعدك على تغيير الخارطة الذهنية، إذاً الطريقة في
الاستجابة التي يبديها الإنسان لا تتوازى أو تتساوى مع المطلوب لأن الخارطة
الذهنية ليست الحقيقة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق