من مقالات
الدكتور خالد محمد المدني
كيف
تصادق غاياتك، وتُشبع حاجاتك، وتستمتع بحياتك ـ 2؟
تحدثنا في التدوينة السابقة عن الصور الذهنية
التي تجلب لنا السعادة والهناء، وتلك التي تسبب لنا التعاسة والشقاء، وفي هذه
التدوينة سأتحدث عن النقطة الثانية من النقاط الثلاث التي ذكرناها في التدوينة
السابقة الجالبة للسعادة وهي:
١ - تحقيق الغايات
"صورنا الذهنية."
٢ - الاستمتاع بالحياة.
٣ - إدامة العلاقات.
سأتحدث في هذه التدوينة عن الاستمتاع بالحياة
وكعادتنا سنجعلها في نقاط محددة ليسهل فهمها :
أولاً: أعظم أسباب الاستمتاع بالحياة التفكير بالحاضر
باللحظة والآن، وجدت أنّ التفكير بالماضي لايزيد الشخص إلاّ ألماً خاصّة عندما
يجترّ ذكريات تؤلمه، الماضي إن لم يكن أداةً للتعلّم فلا تجعل منه سبباً للتألّم،
أبي ظلمني، أمي أساءت معاملتي، زميلتي غدرت بي، الماضى ولّى ولن يعود، مثل من
يتذكر الماضي كمن يحمل فوق رأسه وبين كتفيه جثةٌ قد تحلّلت وتعفّنت ألا تُزكم
أنفك؟، قضيةٌ أخرى أُضيفها للتخلّص من الماضي - كلّ ماحدث معنا في الماضي وسبب لنا
جراحاً نازفة فإنّ مانشعر به من مشاعر ليس حقيقة ماحصل بل تفسيراتنا الذهنية لما
حصل، أنت مولود اليوم وابن الغد فكّر في لحظتك ومستقبلك.
ثانياً : انشغل بذاتك: وهنا خمس مستويات للانشغال بالذات
١/ تعرف على ذاتك على
إمكاناتك .
٢/ تقبّل ذاتك على علاّتها.
٣/ اعشق ذاتك.
٤/ جمّل ذاتك طوّرها
حسّنها اجعلها أجمل شيء في الوجود.
٥/ كافيء ذاتك عن كل إنجاز
تحققه.
اترك الآخرين لاشأن لك بهم أنت ذات وهم ذوات
منفصلة عنك أنت مستقلٌ عنهم فما يقولونه فيك وجهة نظر افحصها فإن كانت حق خذ به
وإن كانت باطل تجاوزه، نظرتك إلى نظرة الآخرين إليك غيّرها من كونها نهائية وقطعية
إلى كونها مجرد رأي هم لايملكون عنك إلا معلومات قليلة وقليلة جداً.
ثالثاً: استحضر نعم الله عليك، اذكرها بالتفصيل بصرك
الذي تبصر به، وتتخيّل به، وتستمتع بتقليب ناظريك في جمال ماخلق الله لك، زوجتك
أبناؤك، الطبيعة التي حولك، سمعك الذي تستمتع بالإنصات فيه إلى حديث نفسك والآخرين،
وأصوات البلابل، وحفيف الأشجار، لسانك الذي تتحدث به فتؤثر به وتقنع، وتتذوق به
أجمل الأطعمة والأشربة، أنفك الذي تشتمّ به أجمل الروائح، يدك التي تلمس بها أجمل
الأشياء وأنعمها وألطفها، تكتب بها وتغرّد بأجمل العبارات، هل استشعرنا كل ذلك؟
أنت تملك مملكة فيها أعظم الجنود وأقواها على وجه الأرض.
رابعاً: أسقط الأغيار من الاعتبار : الأغيار جمع غيْر
وهو الآخر، فلا تجعل للآخرين عليك أثر في وجهات نظرهم فيك، مرة أخرى أنت ذاتٌ
مستقلّة حياتك ملكك لايشاركك فيها أحد، الآخرون بالنسبة لك مجال استمتاع فاستمتع
بعلاقتك معهم، تبادل وإياهم الصور الذهنية وقلّبها لتنوّع زوايا النظر، الإستشارة
منارة تضيء حياتك تأتيك من الآخرين لست ملزماً بالأخذ بها قلّبها افحصها فإن كانت
نافعة لك خذها أو اتركها.
خامساً: أذكر حسناتك ومزاياك ولا تذكر ذنوبك ولا عيوبك،
ركّز على الجميل فيك ليزداد، وانشغل بحسناتك لتضاعفها فإن أذنبت افعل ولا تنفعل
بادر بالصلاة والصدقة وقراءة القرآن، فإن عدتّ عُد إن عُدت للذنب عُد للفعل لا
للانفعال" لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولأتى بقوم يذنبون فيستغفرون فيغفر
الله لهم" ، لامجال لحديث سلبي لمن يريد التمتع بالحياة، لامكان إلاّ
للحديث الإيجابي أشغل عقلك بالنافع المفيد من الحوار الداخلي .
..يتبع..
د.خالد محمد المدني
خبير القيادة من المركز الأمريكي للشهادات
المهنيّة
رئيس مجلس
إدارة منظّمة أكسفورد للتدريب القيادي OLTO
دكتوراه الإدارة من جامعة السودان
الحكوميّة للعلوم والتكنولوجيا
للتواصل مع
الدكتور خالد المدني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق