الخميس، 1 فبراير 2018

كيف تصادق غاياتك، وتُشبع حاجاتك، وتستمتع بحياتك ـ 3؟ / الدكتور خالد بن محمد المدني

من مقالات الدكتور خالد محمد المدني

كيف تصادق غاياتك، وتُشبع حاجاتك، وتستمتع بحياتك ـ 3؟


في هذه التدوينة سأختم الحديث عن إدامة العلاقات، بعد أن تحدثنا عن اثنين يعلانك أخي الكريم تصادق غاياتك، وتشبع حاجاتك، وتستمتع بحياتك، تحدثنا عن نقطتين هما:  
الأولى: تحقيق الغايات (الصور الذهنيّة)
الثانية: الاستمتاع بالحياة
وفي هذه التدوينة أتحدث عن إدامة العلاقات، معظم الناس علاقاتهم متوترة متشنّجة، ويرجع ذلك لثلاثة أسباب رئيسية:
الأول: اللزوميات.
الثاني: النظر من زاوية حادة وحيدة.
الثالث: الانفعال.
ثلاثة لايستطيعون إدامة علاقاتهم: منفعل، ومتطرف في وجهة نظره، والذي يستخدم مع الآخرين عبارات الإلزام، وهي سلسلة من العبارات من مثل: يجب، ينبغي، يلزم، المفروض، الواجب عليه، والواجب عليها، اللزوميات: كلمات تقيّد الإنسان (هي قيد لك قبل أن تكون قيداً للآخر)، ومن قيّد عقله بقيد تعس في حياته، أنت تريد أن تضع الآخر في إطارك، أنت تريد من حيث تعلم أو لاتعلم إلغاء حريّة الآخر أن يمارس اختياراته وأن يفعل مايشاء؟ من سيدفع ثمن ذلك؟ أنت لأنك انشغلت بالآخر، شتت نفسك في محاولة السيطرة على الآخر، وتركت ذاتك، الإنشغال بالآخر قيد عظيم يتلف الذات، الآخرون أحرار يفعلون مايشاءون،  السّؤال: أنت ماذا تفعل؟ انشغل في نفسك (افرح، انشرح، ارسم، العب، حقق غاياتك، استمتع بحياتك)، الذين يستخدمون عبارات الإلزام يريدون سجن الآخر في إطارهم، ليس فقط وضعه في إطاره بل إلغاءه تماماً، من سيتخدمون دوماً عبارات الإلزام لديهم نقص في الحاجة للقوّة، وهذه الحاجة بدل أن توجّه إلى الذات فيكون نتاجها غايات تحقق، وأهداف يصل إليها الفرد (يعني إنجازات ملموسة) توجّه لمحاولة السيطرة على الآخرين، إذن أوّل خطوة لإدامة العلاقات مع الآخرين أن تتخلّى تماماً عن عبارات إلزام الآخرين، تتخلّص فوراً من مرض السيطرة على الآخر، فأنت دورك مع الآخر أن تعرض ولا تفرض، ركز على أفعالك وليس أفعال الآخرين، الخطوة الثانية لإدامة العلاقات أن تعتقد أنّ وجهة نظرك ماهي إلاّ صورة ذهنيّة تكونت لديك، وهذه الصورة الذهنية هي زاوية نظرك أنت فقط ليس بالضرورة أن تكون صحيحة هي حتماً غير مكتملة، صحيحة بالنسبة لك، لأن ماتملكه من معلومات تختلف عن مايملكه الآخر من معلومات، فلا تكن حاداً تنظر من زاوية وحيدة، قلّب الأمر ستجد له أوجهاً، فلكلّ سؤال أجوبة، ولكل مشكلة حلول، ولكل قضية أوجه، اعرض رأيك بهدوء فإن لم يأخذ به الطرف الثاني فهذا يعني أنّ زاوية نظره اختلفت عن زاوية نظرك فقط ليس أكثر، والطرف الآخر إن كان يهمّك أمره، فعاود الكرة والمحاولة مرة بعد مرة بهدوء، وإن كان أمره لايهمّك فلا تتلف نفسك في محاولة إقناعه (فلا تذهب نفسك عليهم حسرات)، قالها الله عزّ وجل في حق من؟ في حق نبيه الذي يدعو إلى دينه أعظم الأديان وخاتمته، ومع ذلك نبهه بأن لايتلف ذاته من أجل إسلام الآخر، افعل يامحمد ماعليك (ليس عليك هداهم)، الخطوة الثالثة لإدامة العلاقات هو ضبط الإنفعالات، وهي أهمّ الثلاثة لكنني جعلتها في الأخير لتبقى عالقة في ذهنك، فكم من علاقة رائعة بُترت بسبب انفعال، وكم من زواج كان ناجحاً هُدم في ثانية غضب، السبب وراء ذلك هو الانفعال فمن ضبط انفعالاته حقق غاياته، واستمتع بحياته، وأدام علاقاته، كن هادئاً في حوارك، وعلاقاتك، فالتشنّج يفسد العلاقة ويدمرها، لاتتخذ قراراً بقطع علاقة وأنت في حالة انفعال، تعلّم دائماً أنّ العلاقات نوعان: وديّة، ونديّة، والعلاقة النديّة تدمرها، والعلاقة الوديّة تعمّرها، أي علاق تمرّ بثلاث مراحل افهمها، وطبقها، ومعظم أصحاب العلاقات لايعرفونها:
الأولى: التعارف: أتعرّف على الطرف الآخر، ادرس احتياجاته، علاقاته، كلماته ـ غاياته ـ كيف يقضي أوقاته؟ لابدّ أن أتعرّف عليه كصديق، أتعرّف عليه حتى أبني علاقة ودية وليست نديّة، في مرحلة التعارف سأكتشف كلمات حسّاسة للطرف الآخر فأتجنبها.
الثانية: التآلف: كما ذكرنا العلاقات نوعان: نديّة ووديّة، العلاقات النديّة تبحث عن الأخطاء، فينتقد ويلوم ويهدد ويقاطع ويتوتر ويغضب العلاقات النديّة فيها سبعة أخطاء :
  1. النقد.
  2. اللوم.
  3. الشكوى.
  4. التذمر.
  5. التهديد.
  6. المعاقبة.
  7. الرشوة (مقابل التحكم).
والعلاقات الوديّة فيها سبعة ممارسات:
  1. الإنصات.
  2. التشجيع.
  3. الثقة.
  4. الاحترام.
  5. القبول.
  6. الدعم.
  7. التفاوض الدائم عند الخلاف.
العلاقات الوديّة لاترى إلاّ الجانب الإيجابي، غضّ الطرف عن كثير من الممارسات السلبية، انفخ بالإيجابيّات هذه الحياة أصلاً، إذا أردت علاقاتك نديّة فسيرد عليك الطرف الآخر بنفس الطريقة ويبدأ ( الضرب تحت الحزام)، وكلٌ سيجترّ أخطاء الآخر.
الثالثة: التكاتف:
وهي نتيجة طبيعية للتآلف، فعندما نتجاوز التآلف نصل إلى التناغم والوئام، لابدّ أن تعرف أنه حر ليس لك، ماتربيت عليه غير صحيح، صدقني لايوجد تعديل للسلوك، أي شخص يحاول تعديل سلوك سيدمر العلاقة، العلاقة تقوم على اتفاق ووفاق على تبادل مصالح العلاقة مصلحة، كاالتعاون مصلحة مصلحة أيضاً، والألفة كذلك مصلحة، إذن لابدّ أن نوسّع مفهوم المصلحة، مصلحة الحب أعلى من المصلحة الماديّة وأسمى.
.. انتهى..

د.خالد محمد المدني

خبير القيادة من المركز الأمريكي للشهادات المهنيّة

رئيس مجلس إدارة منظّمة أكسفورد للتدريب القيادي OLTO

دكتوراه الإدارة من جامعة السودان الحكوميّة للعلوم والتكنولوجيا

للتواصل مع الدكتور خالد المدني

ch@olto.org 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق