الجمعة، 27 مايو 2016

حدد أدوارك في الحياة (1) / الدكتور خالد بن محمد المدني



حدد أدوارك في الحياة

في هذه التدوينة الجديدة سنتحدث عن أدوارك في الحياة والمقصود بالأدوار مفرد دور وهو عبارة عن مهام حقيقيّة في الحياة يمارسها الشخص بشكل يومي أو شبه يومي وللدور وظائف محددة ومهام شبه ثابتة كدور الأب له أهداف محددة، ودور الموظّف ودور الزوج، والحديث عن الأدوار أدق من المجالات لأن الدور الواحد يحتوي عدة مجالات ولذا رأينا أن نستبق المجالات بالأدوار لأنها أشمل وهي نظرية في علم النفس لجورج ميلر فهو أول من تكلّم عن أننا نعيش أدوار حقيقية في حياتنا وتسمى في الـ NLP نظرية الأجزاء، ويفضّل عند تحديد الأدوار أن يتأكّد الشّخص أنّ هذه الأدوار موجودة بالفعل ويمارسها في حياته كدور الموظّف مثلاً ويمكن أن يكون الدور جديد وينشأه الشخص ويرعاه كدور الزوج لمن هو مقدم على الزواج فيبدأ بوضع رؤية ورسالة وأهداف محددة لهذا الدور وبممارسة سلوكيات يومية لهذا الدور يولد ويوجد حقيقة والحديث في الأدوار يحتاج لبسط أعمق عادة نطرحه في هندسة النجاح في المستوى الثالث الذي يهمنا في برنامج التخطيط الشخصي للحياة هو ثلاثة أمور:
·        كيف نحدد الأدوار الحقيقية في حياتنا؟
·        كيف تستنبط مجالات التخطيط من هذه الأدوار؟
·        كيف نضع أهدافاً استراتيجية لهذه الأدوار؟
نستطيع تحديد الأدوار الحقيقية في حياتنا من خلال معرفة مانمارسه فعلاً من هذه الأدوار فإذا كنت أباً فمن الطبيعي أن أمارس دور الأب من التربية والحب وغيره ولكنّ المشكلة تكمن أن بعض الناس يمارس دوره صورياً كمن تخلى عن مسئوليته تجاه تربية أبناءه فنحتاج هنا إلى العودة إلى ممارسة الأدوار حقيقة وفق شيء مخطط وهذا ماسنحاول مساعدتكم على فعله من خلال هذا الكتاب، دعونا نكون عمليين أكثر ستعود الآن إلى الأدوار الحقيقية التي حددتها وتمارسها فعلاً وإلى القيم تحت هذه الأدوار وبعد تحديدها اسأل نفسك هذين السؤالين:
·        هل هذا الدور مهم بالنسبة لي أم هامشي كدور الصديق مهم أم ماذا؟ أو دور المدرّب؟
·        هل أمارس هذا الدور بشكل يومي أو شبه يومي؟
إذا كانت الإجابة بنعم فمعنى ذلك أن هذا الدور حقيقي وفعّال بالنسبة لك، وإذا كانت هناك أدوار ترغب في إيجادها فلا بأس في ذلك، وممّا يجدر الإشارة إليه أن كل دور يحوي على عدة مجالات فيه قد تتفق أو تختلف هذه المجالات حسب الأدوار أو تختلف فعلى سبيل المثال قد تكون المجالات التي يحتويها دور الموظّف هي:
المجال الوظيفي، المجال التدريبي، المجال الجسدي، المجال العلمي، وقد تكون المجالات التي يحتويها دور المدرّب هي: المجال العلمي، المجال العقلي، المجال الإعلامي للتسويق لنفسه وهكذا إذن أولاً نحدد الأدوار الرئيسية في الحياة ثم نشتق من كل دور مجالات مرتبطة به وهنا أحب أن أذكر شيئاً هامّاً.. ستيفن كوفي ذكر أن هناك أربعة جوانب رئيسية في حياتنا هذه الجوانب حقيقية وعميقة ومتداخلة فيما بينها بحيث أنّ الميل إلى جانب دون جانب يشعرنا بالملل والقلق وربما الكآبة والشكل رقم ( 10 ) يوضّح لنا المجالات الأربعة الرئيسية في حياتنا كما يلي:

يذكر كوفي أنّ السعادة تتحقق عندما نعطي كل جانب حقه وبتوازن بحيث لايطغى جانب على بقية الجوانب الأخرى وفي الحقيقة هذه نظرية إسلامية أصيلة ففي قصة سلمان الفارسي عندما قال لذلك الصحابي: إن لربك عليك حقاً، وإن لأهلك عليك حقاً، وإن لنفسك عليك حقا، فأعط كل ذي حقّ حقّه، وقوله فأعط كل ذي حقّ حقّه إشارة إلى ممارسة هذه الجوانب بتوازن، إذن ماستفعله بعد تحديد الأدوار الرئيسية في حياتك أن تقوم باستنباط لكل دور مجالات خاصّة به مع التزامنا بتكرار الجوانب الرئيسية الأربعة في كل دور وهي: (الجانب الروحاني، الجانب الجسدي، الجانب الإجتماعي، الجانب النفسي) ثم نضيف 3 ـ 4 جوانب رئيسية وافضل أن لايزيد كل دور عن 6 ـ 8 جوانب حتى لاتتزاحم الجوانب على الشخص مع أننا سنقوم بتكرار أهداف الجوانب الأربعة الرئيسية على الأدوار المختلفة مع تعديل بسيط حتى يناسب الهدف الدور فقط.
يتبع ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق