الاثنين، 12 يناير 2015

أثر الصورة الذهنية على النجاح والفشل والسعادة (2) / الدكتور خالد بن محمد المدني


من مقالات الدكتور خالد محمد المدني

أثر الصورة الذهنية على النجاح والفشل والسعادة (2)



·         تمر بنا يومياً عشرات الأحداث لكننا لا نكوّن لها صوراً ذهنية إن ما نكوّن له صورة ذهنية هو الحدث الذي يعنينا وينتبه له وعينا ويتفاعل معه، و على سبيل المثال خبرة زواج أو طلاق أو نجاح هذه الأحداث تهمّنا فيحصل تفاعل بين العقل وبين الحدث فتتكوّن صورة ذهنية ثم يحصل تفاعل و التفاعل الذي يحدث بعد أن تكون الصورة قد التُقطت أي فُسّرت وتحوّلت إلى الدماغ وأصبحت ملكي أي في عالمي فأنا هنا من يتحكم بها، فأي حدث لا يعنيني ولا يحصل التفاعل بيني وبينه لا ألتقط له صورة أصلاً وأمر عليه مرور الكرام فالخلاصة أننا هنا نكوّن صوراً لأحداث تعنينا خذ على سبيل المثال مررت بحادث سيارة فهذا الحادث لا يعنيك في بادئ الأمر ولكن عندما تعلم أن هذا الحادث لا سمح الله لشخص عزيز عليك فالمسألة هنا تتغير وتهتم وتبدأ تتفاعل مع الحدث بكل تفاصيله وتكوّن له صورة ذهنية فالصورة التي تكونت سواءً كانت ايجابية أو سلبية هي نتاج المعنى المستخلص وما يؤثر على الصورة ويجعلها إيجابية أو سلبية هي كمية المشاعر عند رؤية الحدث أو سماعه فكمية المشاعر يجعل الالتقاط مضطرباً فكلما زادت كمية الانفعال زاد الاضطراب عند تفسير الحدث وبالتالي الصورة الذهنية المُلتقطة تكون مشوّشة غير سليمة وليس شرطاً أن يكون الحدث حصل أمامنا حتى نتفاعل معه ونلتقط له صورة ذهنية بل ربما كوّنا صورة ذهنية من السماع أو الخيال فقد تُنقل لنا حادثة مؤلمة لشخص ما فنتأثر ونتفاعل معها كما لو أنها حصلت أمامنا فتتكوّن الصورة الذهنية وبعض الصدمات النفسية تكون متخيلة والصدمة ما هي إلا صورة ذهنية متزامنة معها مشاعر مرتفعة وهي ما يسبب للشخص الألم أو الحزن أو الخوف وبعض الصدمات غير حقيقية وبعضها الآخر تكون مبالِغة في تفسير الحدث فتتكوّن صورة ذهنية متأثرة بكمية المشاعر التي كانت لحظة تفسير الحدث أو أخذ المعنى منه.
·         هذه المقدمات العلمية لنصل إلى نتيجة مفادها أن ما يُسعد الناس ويشقيهم ليست الأحداث التي حصلت لهم أو نُقلت لهم بل الصور الذهنية المتشكلة.
·         سلوك الفرد ورد فعله ليس مرتبطاً بالحدث بل بالصورة الذهنية التي كوّنتها التفسيرات المختلفة للأحداث التي وقعت.
·         بإمكانك أن تحيا سعيداً برغم الأحداث المؤلمة لأنك أنت من يتحكم بالصور الذهنية المتشكلة و أنت من يستطيع إعادة صياغتها فالبعض أصبح عبداً لصوره الذهنية تُسيّره كيفما شاءت والأصل أنك أنت مالك هذه الصور بإمكانك تعديلها وتطويرها وتبديلها وتستطيع أيضا إنشاء صوراً ذهنية بدون أحداث حصلت فتتخيل نفسك وقد حققت أهدافاً رائعة وبنيت أسرة سعيدة فتكون شكلت عالمك من الداخل.
·         المصور الفوتغرافي عندما يلقط صورة لمجسم جميل يأخذه من عدة زوايا يقترب ويبتعد من الأعلى ومن الأسفل وينوّع زوايا الالتقاط وهكذا ينبغي أن نكون نحن عندما تحدث الخبرة أمامنا ننوع زوايا النظر حتى نكوّن صورة جميلة للحدث ونفسره بطريقة صحيحة وعندما تهتز يدنا أثناء التقاط صورة الحدث هي كمية الانفعال المصاحبة للتفسير فيكون التفسير عاطفياً مشوشاً والمصور المحترف لا يقبلها ويحذفها ...وفي أحداث الحياة ما يجعل الدماغ يهتز أثناء التقاط صورة الحدث هي كمية الانفعال المصاحبة للتفسير فيكون التفسير عاطفياً مشوشاً غير صحيح كلما زادت كمية الانفعال وارتفع الشعور السلبي. 
انتهى

د.خالد محمد المدني

خبير القيادة من المركز الأمريكي للشهادات المهنيّة

رئيس مجلس إدارة منظّمة أكسفورد للتدريب القيادي OLTO.

دكتوراه الإدارة من جامعة السودان الحكوميّة للعلوم والتكنولوجيا

للتواصل مع الدكتور خالد المدني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق