الجمعة، 2 يناير 2015

كيف تبني ذاتاً قوية / الدكتور خالد بن محمد المدني


من مقالات الدكتور خالد محمد المدني

كيف تبني ذاتاً قوية


إن الخلل في تقدير الذات سببه التقييم العاطفي له ونحن أحد صنفين:
الأول: يبالغ في تضخيم قدراته فيكون الناتج ذاتاً نرجسية.
الثاني: يبالغ في سحق الذات و النظر إليها أنها لاشيء فيكون الناتج تهميشها وكليهما نقص في تقدير الذات.
إن التقييم الموضوعي للذات كما قال عمر رضي الله عنه:
(رحم الله امرأً عرف قدر نفسهُ فوقف عنده)
والمعرفة يجب أن تكون موضوعية و ليست عاطفية أي تقدير صحيح للإمكانات فلا يوجد إنسان بلا إمكانيات وإن كان يظن غير ذلك فهذا خلل في نظرته لذاته، فالحواس الخمس البصر والسمع والذوق واللمس كلها إمكانيات منحها الله سبحانه تعالى لنا.
كثير من الناس تعتريهم حالة نقصان التقدير في فترة من فترات حياتهم والسبب أن هناك خلل في نظرتهم تجاه نظرة الآخرين لهم فيرونها مقدسة.
إن تقدير الذات كما يراها وليم جيمس هي الذات الإجمالية بما في ذلك جسمه وقواه النفسية أو هي الطريقة التي يُدرك بها الفرد نفسه.
تقدير الذات يبدأ من قبل الولادة وبالضبط من الأسبوع السادس في رحم الأم ويستمر خلال مرحلة النمو، و تقديرك لذاتك يتغير و التغير في تقدير الذات يتأثر تبعاً للكيفية التي يستجيب بها الأشخاص المهمون في حياتك لاحتياجاتك وقد درس ستانلي سميث الظروف المنزلية ل1730 أسرة لكي يحدد سلوك الكبار التي تُغير بشكل حاسم مستوى تقدير الذات لدى الأطفال فوجد أن الأطفال يبدؤون بالتعامل مع الآخرين وتقديم مطالبهم والبدء بعملية المشي وعندما تقابل تصرفات الأطفال باستجابة (ايجابية أو سلبية) يبدؤون بتكوين شعور الثقة بالنفس أو عدمها و عندما يحين التحاق الطفل بالروضة تكون العناصر الأساسية لتقدير الذات تكوّنت و المسؤول الأول عنها الوالدان لأن الطريقة التي يستجيب بها الوالدان لأطفالهم أي اللغة التي يتحدثان بها معهم تلعب دوراً كبيراً في تقدير الذات سلباً أو إيجاباً.
عُملت دراسة في نيوزيلندا عن المشكلات التي يعاني منها الشباب العربي مقارنة بالدول الأخرى فكانت أهم النتائج مايلي:
هناك مفارقات بين ما هم عليه وما يرونه والخلط بين ما هو دين وما هي أعراف و الأسر الممتدة (وهي الأب والأم والعم والعمة والخال والخالة و الجد و الجدة) هي ميزة وعيب في وقت واحد فميّزة الأسر الممتدة أنها تعطي الأبناء الأمان الأسري وعيبها أن كل هؤلاء يتدخلون في التربية فيصبح الجميع مربياً على خلاف الأسر الغربية.
مصادر تقدير الذات تتنوع بين داخلية وخارجية فالداخلية منها المواهب الطبيعية للفرد والإنجاز الشخصي وإحساسه بأنه فريد وذي قيمة و الخارجية هي التغذية الراجعة من قبل الآخرين التي نتلقاها بشكل يومي ومشكلة الأفراد أنهم يتفاعلون سلباً بما يُقال لهم وليس هناك من هو أقدر على تغيير الفرد من الفرد نفسه فالآخرون لا يمكنهم تغيير الفرد ما لم يكن هو راغباً بهذا التغيير.
كلما زاد حبك لذاتك زاد حبك للآخرين واحترام الفرد لذاته أساس احترامه للآخرين وانتفاء الحسد الذي أُصيب به البعض.
تقدير الذات يتأسس إذا كان هناك بيئة أسرية فيها لغة إيجابية وقدرة على رسم رؤى شخصية للأبناء وتقدير مضطرد لإنجازاتهم

د.خالد محمد المدني

خبير القيادة من المركز الأمريكي للشهادات المهنيّة

رئيس مجلس إدارة منظّمة أكسفورد للتدريب القيادي OLTO.

دكتوراه الإدارة من جامعة السودان الحكوميّة للعلوم والتكنولوجيا

للتواصل مع الدكتور خالد المدني

ch@olto.org

 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق