السبت، 17 يناير 2015

كيف تكون قائداً ملهماً؟ / الدكتور خالد بن محمد المدني


من مقالات الدكتور خالد محمد المدني

كيف تكون قائداً ملهماً؟




الرؤية هي الهدف النهائي والمنتج الختامي الذي تسعى شخصيّاً لصنعه، ولذا كلّما كانت الرؤية واقعيّة وحالمة كلّما كان الفرد أقدر على تحقيقها.
ومن وجهة نظري للرؤية الصّحيحة فهي أن تحلُم وأقدامك على الأرض وهو هنا يشير إلى واقعية وخيالية الرؤى في نفس الوقت، والرؤية لها عدّة تعريفات معظمها تُجمع على أن :
الرؤية: هي الصّورة النهائيّة التي يرغب الفرد أن يكون عليها وهي عبارة عن الحلم أو الأمل الذي ترجوه وتسعى إليه، وهو أيضاً الإحساس والشّعور الذي تشعر به داخلك عند التفكير بالرؤية، ويعجبني قول والت دزني "إذا كنت تستطيع التنفيذ فأنت تستطيع التخيّل " عبارة غاية في العمق لأن التنفيذ مبني على تصوّر أو تمثيل في الذهن متخيّل، ويضيف دراكر "إذا كنت لا تستطيع التنبؤ بالمستقبل حاول أن تصنعه" الشّخص الناجح لديه رؤية واضحة وينظر لغد ولا يمنع ذلك من أن يعيش يومه، فالناجح لديه ثلاثة أعين :
 عين على الماضي: يتعلّم فيها من أخطائه ونجاحاته.
وعين على الحاضر: يعيش يومه بكل تفاصيله .
وعين على المستقبل: هي رؤيته، والرؤية المستقبلية مهمة جداً لأنها هي المحفز للانطلاق في الحياة، ولو لاحظنا كيف ربط النبي عليه الصلاة والسّلام أمته برؤية آخروية واضحة وهي دخول الجنة وشوّقنا إليها، هذه الرؤية العظيمة هي التي جعلت عمير بن الحمام يلقي التمرات من يديه ويقاتل وهو يقول بخ بخ لأن بقيت حتى آكل هذه التمرات إنها لحياة طويلة، بل إن الله وعد نبيه بفتح مكة وكانت بمثابة رؤية يبشر الله بها نبيه عليه الصلاة والسلام,قال تعالى:
 (لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ   لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ   فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَٰلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا).(الفتح،27)
وهذه رؤيا واضحة عن فتح مكة، الورود على حوض النبي عليه الصلاة والسلام والشرب منه رؤية رسمها المصطفى لأصحابه، الفوز بأعلى مراتب الجنة وهو الفردوس الأعلى رؤية، ومن ضوابط نجاح رسم الرؤية كما يذكر ذلك المتخصصون الخيال البصري وهو القدرة على إنشاء الصورة الواضحة المحددة، وجميع ما سبق يتصف بهذه الصّفة فلا يتحفز الإنسان ولا يتحرك ما لم يكن هناك غاية يراها، وهذا ما فعله النبي عليه الصلاة والسلام في وصف الجنة،والحور العين ... الخ وكل هذه محفزات لينطلق المسلم في حياته ويجعل كل حركة وكل سكنة لله عز وجل، هل كان من الممكن أن يصل المنصور بن أبي عامر من حمال في سوق قرطبة إلى قائم باسم الخليفة ويحقق عز الأمة في تلك الفترة لولا أنه يحمل رؤية قوية وهمة عالية، يذكر حردان التكريتي في مذكراته عن صدام حسين أنه عندما كان في المرحلة الثانوية كانت لديه رؤية أن يكون حاكماً للعراق.

د.خالد محمد المدني


خبير القيادة من المركز الأمريكي للشهادات المهنيّة


رئيس مجلس إدارة منظّمة أكسفورد للتدريب القيادي OLTO.


دكتوراه الإدارة من جامعة السودان الحكوميّة للعلوم والتكنولوجيا


للتواصل مع الدكتور خالد المدني


ch@olto.org



 




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق